ما معنى أن يجتمعوا على وليمة أكثر من مائة رجل وإمرأة كي يبحثوا في مصير أربعة سنوات قادمة من العلاقة بين الشعب وممثليه والحكومة ؟ ، وكمواطن يأخذ الأمور دائما بسوء نية أتصور أن الأمور ستتم كالتالي لوقسمنا عدد الوزراء على عدد النواب يكون كل وزير يجلس معه اربعة نواب وربع على طاوله وقبل أن يتم الجلوس سوف تتم عملية البحث عن مصالح كل نائب مع أي وزير ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار صحة الوزراء والنواب والامراض التي لديهم سيتم كذلك حساب نوعية الطعام والشراب التي سوف يوضع على كل طاولة ، وإذا قمنا بالبحث عن رغبات كل وزير أو نائب ماذا سيأكل سنجد أن هناك تعدد في الاصناف والانواع والاشكال وخصوصا المقبلات وفاتحات الشهية .
إذا مما سبق سوف يكون لدينا طعام من كل صنف وكميات تكفي للجميع وتزيد أي كوكتيل صحون ضخم ، وطبعا كونهم في مطاعم خمسة نجوم سوف لن يوحدوا طلبهم على الطبق الشعبي المنسف لأنه من غير الطبيعي أن يأكلوا منسف في درجة حرارة تفوق الثلاثين فهم بحاجة لطعام يبرد على روحهم ويهدأ من نفوسهم ومعدهم ، وإذا كان منسف كان ممكن يأتي المنسف عندهم وعلى مجلس النواب وهناك يأكلوا ويشبعوا ومن دون فضائح .
وبعد تناول الطعام وأخذ أطراف الحديث سوف يخرج علينا أحدهم سواء وزير أو نائب ويقول لنا لقد تم الاتفاق على أن تكون العزومة التالية بعد اسبوع لأنهم نسوا لماذا اجتمعوا وخصوصا بعد أن إمتلأت بطونهم ... وعند البطون تغيب الذهون .. صحتين وعافية والذي لايعجبه الوضع من الشعب يأكل خبز وشاي .. والله عيب شعب فقير ومديون وجائع .. وممثليه وحكومته يأكلون من أطيب الطعام .. صحيح الذين إختشوا ماتوا من زمن .. الرجال الرجال !