لشهر آذار في المملكة الأردنية الهاشمية خصوصية كبيرة تتمثل في تأصيل العزة والكرامة من خلال استذكار الدروس والعبر المستفادة من ذكرى معركة الكرامة الخالدة وذكرى تعريب الجيش المصطفوي، وترسيخ الإنسانية والعاطفة من خلال عيد الأم، وبناء إحدى المؤسسات الإعلامية من خلال ذكرى تأسيس إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، وازدهار جمالية الربيع والحيوية في بيئتنا الطبيعية.
فالربيع المفعم بحيوية الشباب المعطاء ورائحة الانسجام الاجتماعي وروحية التآلف والوحدة والمحبة وعبق النصر المؤزر والبناء المؤسسي يشكل لنا نحن الأردنيون زماناً وضاءً لأجل المساهمة في بناء الوطن كل حسب طاقته وموقعه عسى أن يصب ذلك في ميزان وطنيتنا الناصعة البياض والتي نطاول فيها عنان السماء.
ففي الأول من آذار تصادف ذكرى تعريب الجيش العربي المصطفوي، هذه الذكرى التي أرادها المغفور له بأذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، أرادها أن تكون نقطة تحوّل في تاريخ الجيش الأردني لأجل تعريبه وأن يأخذ الأردنيون الشرفاء زمام القيادة ليكون الجيش العربي عربيا بحق وأردنيا هاشميا بامتياز ونموذجا يحتذى وبطلاَ وسيادياَ في كل المواقف وهويته عربية أردنية هاشمية. فكان كذلك وبنيت دعائمه على الحق وجهَزت مؤسساتنا العسكرية والأمنية على الحق والخير، وكانت مواقفها دوما مشرفة بدءاَ من معارك باب الواد واللطرون في القدس ومرورا بمعركة الكرامة والجولان والمهمات العسكرية والأمنية والسلمية المختلفة إلى يومنا هذا.
وفي آذار الخير نبعث تحية بملء أفواهنا إلى جيشنا العربي المصطفوي صانع الكرامة ومحقق الاستقرار والأمن وحامي الحمى، الجيش الذي سطّر أروع البطولات في سبيل الذود عن الحمى العربي، الجيش المرابط على أطول خط للمواجهة مع العدو الصهيوني، الجيش الذي لقّن الجيش الإسرائيلي المعتدي درساً لن ينساه في البطولة والذود عن شرف الأمة، الجيش الذي لم يتوان يوما عن نجدة أشقائه العرب ونصرة الشعوب المظلومة والمغلوب على أمرها تدعيما للسلام العالمي. فاعتزازنا كبير بجيشنا العربي المصطفوي الذي أثبت انتصاره دوما في معركتي الحرب والسلام، وصاحب أكبر انجازات في التضحية والفداء.
وفي آذار الخير نسجل وقفةً ولمسةً إنسانية لأمهاتنا الفضليات، الأمهات اللواتي قدَمن التضحية والانجاز لتربية الجيل المعطاء، قدَمن مثالاَ ولا أروع في التضحية في سبيل تنشئة الأبناء على الفلاح والصلاح والحق والخير، قدَمن للحياة عناصر بشرية مفعمة بالحيوية والانجاز والتربية والخلق، قدَمن شابات وشباباً ذوي قواعد صلبة في الانتماء للوطن والأمة وولاءهم يطاول عنان السماء. وهذه دعوة للتواصل مع الأمهات والآباء ليس فقط في هذا اليوم بل في كل يوم، لأن رضا الوالدين من رضا الخالق عزَ وجلَ.
وفي آذار الخير نستذكر بناء دولة المؤسسات والقانون، الدولة الأردنية العصرية التي أساسها متين ومبنيّ على مؤسسات ورؤية مؤسسية، فكان الأول من آذار ذكرى انطلاقة صوت إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية من عمّان، ليصدح صوت الحق في سماء المملكة والعالم، وليتربى الجيل على صوت إعلامي أساسه الحق والخير والتعبير عن الرأي والحرية المسؤولة والانفتاح على العالم. وكان ذلك تأسيسا لمؤسسات إعلامية تحترم كرامة الإنسان، بدءا من الإعلام المسموع والمقروء ومرورا بالإعلام المرئي ووصولا للإعلام الالكتروني ومتعدد الوسائط .
وفي آذار الخير تتفتح أزهار بلادي وتكتسي الجبال حلّة جميلة وخلّابة، لتشكل منظراً طبيعياً ولا أروع، فينطلق المواطنون والشباب للتنزه في ربوع بلادنا في مختلف المناطق. والدعوة هنا للمواطنين الكرام أن نحافظ على روعة المكان والزمان، فلا نفسد هذه الروعة الإلهية على أحد. وهذه دعوة للمحافظة على مواردنا الطبيعية وخصوصا الغابات خوفاً من الاستنزاف، ودعوة للمحافظة على بيئتنا من العبث والحرائق، ودعوة للمحافظة على ثروتنا الحرجية، ودعوة للمحافظة على بيئتنا نظيفة من خلال وضع المخلفات الصلبة في الأماكن المخصصة لذلك، ودعوة للمحافظة على قيادتنا للمركبات إبّان تنقلنا خوفاً من حوادث السير، ودعوة للتمتع بالمناظر الجميلة لأنها حقّ وملكية عامة للجميع.
في مناسبات شهر آذار الخير، هنالك قواسم مشتركة كثيرة كالتضحية والانجاز والبناء والمؤسسية والعطاء والحق والروعة والجمالية والإنسانية والخير والانفتاح وغيرها الكثير، فلنحافظ على مكتسباتنا الوطنية بكل ما أوتينا من قوّة، وتتجلى المناسبات في استذكار صنَاع الانجازات جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه قائد الكرامة ورائد دولة المؤسسات والقانون، وقائدنا الملهم والمعزّز وملك الانسانيّة والانجاز عبدالله الثاني بن الحسين المعظم أطال الله في عمره.
وأدعو الله مخلصاً أن يحفظ الأردن ويسبغ علينا الأمن والأمان ويغدق علينا رغد العيش بهمة وعزيمة قيادتنا الهاشمية المظفرة.
عاش الأردن وعاش جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين المعظم
• وزير الأشغال العامة والاسكان