أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بايدن: ما أزال قادرًا على هزيمة ترامب بوتين : إنهاء العملية العسكرية مرتبط بانسحاب أوكرانيا من أراضي لوغانسك ودونيتسك شهيدان وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان مفتي الأردن: الأحد أول أيام العام الهجري الجديد إعلام إسرائيلي: المفاوضات قد تستغرق من 3 إلى 5 أسابيع إغلاق مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس الدفاع المدني ينقذ شخصين ضّلا طريقهما أثناء رحلة مغامرات في مادبا ابوزيد: تطور عمليات المقاومة قد يحدد المسار الدبلوماسي القوات الأميركية تكمل انسحابها بعد غد من قاعدة جوية بالنيجر 8 شهداء جراء قصف الاحتلال خانيونس والنصيرات مكتب نتنياهو: لا تزال هناك فجوات بين أطراف التفاوض وزير الخارجية البريطاني الجديد يدعم "وقفا فوريا لإطلاق النار" في غزة رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يتعهد بـ"إعادة بناء" البلاد ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان في أسبوع اعلام عبري: فريق التفاوض الإسرائيلي بطريقه إلى تل أبيب الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو الملك يهنئ ستارمر بتوليه رئاسة وزراء بريطانيا بايدن بزلة جديدة: فخور بكوني أول امرأة سوداء بالبيت الأبيض اعلام سوري: وفاة مستشارة الرئيس السوري لونا الشبل مفاوضات حماس وإسرائيل تستأنف بالدوحة

قضية مصعب خليفة

18-06-2012 10:10 AM

ها هو مصعب خليفة يضع المدماك الأول ، ويصنع من جسده الضحية ، الشجاعة الأولى ، لمواجهة الفقر والبطالة وسوء الحال وقلة الحيلة ، وهو لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ، ولا صلة له بالأحزاب اليسارية أو القومية ، ولكنه نموذجاً للعامل الأردني المسحوق حتى النخاع ، تحت وطأة الرغبة الجامحة للحياة ، ولولا فقدانه لمتطلبات الحياة وشروطها الكريمة ، لما تنازل عنها بقوة ، نظراً لحالة الحرمان الأكثر قسوة والتي غلبت لديه خيار الأنتحار والأحتجاج القاسي ، على حالة إستمرارية الأنحياز للحياة .

لم يختر مصعب ترف المواجهة بالأضراب أو الأعتصام أو الأحتجاج المدني السلمي التراكمي ، ولكنه ذهب لنهاية الشوط ، وإختار الأسلوب الأكثر تدميراً للنفس ، كي يترك الأثر الفعال ، ليس على نفسه وحسب ، بل على الشريحة الطبقية التي ينتمي إليها ، شريحة العمال والفقراء والكسبة والشغيلة ، أبناء الريف والبادية والمخيمات والأحياء الفقيرة المسكونة بالولاء للوطن ، لأن ليس لديهم وطناً غيره ، ولا مجال للإنتقاء ، بين وبين ، بين مواطنتهم ، وبين رحيلهم إلى المجهول !!.

إختار مصعب الرحيل ، من فوق تراب الأردن ، وإستعجل ليدفن تحت تراب الأردن ، لعل جسده المحترق يترك بصماته وأثره وإمتداده ، لمن يملك سلطة إتخاذ القرار والأدارة ، والمسؤولية ، كي يتوقف ويسأل لماذا إختار مصعب هذا الطريق وهذا الأسلوب وما هو حجم المعاناة التي إجتاحت نفسه ودفعته للإنتحار ؟؟ .

مصعب خليفة ، ضحية ، لنا وعلينا ، فدق لنا وأمامنا ناقوس الخطر ، دقه بقوة وعنف ، بدون أن يؤذي أحداً ، أذى نفسه وضحى بها ، كي نصحو ، أخلاقياً وضميرياً ، وإنسانياً ، على واقع يصعب تحمله من قبل إناس هم أهلنا وشعبنا ، وبعضهم قد ينام وأطفالهم جياع .

ما قام به إلياس جريسات رجل الأعمال ، هو الرد العملي الواقعي من رجل مقتدر ، على رجل " محتاج " فهو قدم مبادرته المالية للدولة ، والعامل قدم نفسه ضحية أمام الدولة ، وكلاهما قدم تضحية ، الأول بالمال والثاني بجسده ، كل بطريقته ، فرجل الأعمال يملك مالاً ، والعامل يملك روحه ، والحصيلة من هو الثالث الذي سيشق طريقه ليقول لنا ها أنذا أستجيب للفعل من أجل أردن أكثر إستقراراً ودفئاً وتضامناً ، أردن النخوة والتقاسم والمواطنة ، أردن التعددية والديمقراطية ، لعلنا نعبر حالة القلق والمديونية والأفقار ، إلى حالة من الطمأنينة الجماعية تعيد لنا صياغة مكوناتنا ، كي تكون الأدارة منتخبة من رحم الأردنيين ومساماتهم ، وممثلة حقيقية لمكوناتنا الأربعة أبناء المدن والريف والبادية والمخيمات .
رحيل مصعب خليفة ، على طريقته ، تفتح عيوننا ، على واقع ، وأذهاننا ، على برامج ، وواقعنا ، على مصاعب ، وأمالنا معلقة ، وما لنا سوى مزيد من العمل ، والبرمجة ، كي نضع الأولويات التي توفر لنا فرص العمل المستقر والتغطية المعيشية المقبولة ، والضمانات الأجتماعية والصحية المطلوبة ، والحمايات النقابية والبرلمانية الدستورية ، بغير ذلك ، سنبقى عرضة للتبدلات والتغيير غير المتزن ، ونضيع في متاهات ، بين خيارات صعبة قاسية تدميرية ، وبين خيارات من المكارم النبيلة ، ولكنها لا تعوض للأردنيين ضرورة وضعهم على طريق منهجي منظم ، وتدريجي ، يحل مشاكل المديونية والعجز في الموازنة وحالة الأفقار المستديمة .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع