الشعب له الشارع ؟

أستغرب من كل هذه الكلمات التي صرف عليها الحبر سواء من القلم أو لوحات الكي بورد فيما يخص ما تم إتخاذه من قرارات داخل مجلس نوابنا المبجل حول قانون الانتخاب ، وأوجه إستغرابي لكل من له علاقة بالقرار السياسي في البلد سواء قيادات سياسية أو قيادات نقابية أو كتاب مقالات أو كل ما يسموا بقادة الرأي في الأردن .

لماذا تستغربون الأمر ؟ ، فهذا مجلس خرج من رحم الصوت الواحد وسوف يعود لمقاعده من خلال الصوت الواحد ، لأنه من غير المقبول أبدا أن نطلب منهم أن يقروا قانون إنتخابي يحرمهم من العودة مرة أخرى للمجلس وهم يعلمون ما هو حجم الغضب والرفض الشعبي عليهم وأن جميع محاولاتهم لإستعراض القوة من خلال الدفاع عن حقوق المواطن مجرد لعب مسرحي على خشبة المجلس وسوف يغادر كل الممثلين الخشبة وينهون ليلتهم في مكان واحد كي يشيدون بالقدرات التمثيلية لكل واحد منه ومدى مهارته في تجسيد الشخصية التي طلب منه أن يتقمصها .

والذي أعطى هؤلاء الممثلين قناعة قوية بأنهم ممثلين من الدرجة الأولى أنهم قدموا عرضهم المسرحي أمام اربع حكومات أردنية متعاقبة وبكل جدارة مما منحهم حصرية التمثيل على خشبة مجلس النواب وفي نفس الوقت منحوا الملكية الفكرية للنص المسرحي دون ممانعة من وجود بعض النهفات هنا أو هناك في كل عرض مسرحي جديد لهم .

وذلك منحهم كذلك شهادات بأنهم الأن اصبحوا محترفي تمثيل وبالتالي أصبح لكل واحد منهم سعر في شباك تذاكر الحياة السياسية في الأردن ، ويبقى العرض حصريا لهم وعلى الجمهور الذي لايعجبه هذا العرض أن يبحث له عن عروض أخرى تقام على خشبات مسرح الوطن الكبير من مثل خشبة مسرح الواقع الأردني أو مسرح الشارع التي نشاهدها كل يوم جمعة ، ومن خلال هذا المسرح الواقعي الشعبي الشوارعي يستطيع هذا المشاهد المسكين أن يفرغ كل طاقاته وغضبه .