منذ الطفولة وهناك من يحاول ان يعلمنا أن الهريبه هي ثلثين المراجل وبالذات في المواقف التي تشعر بها أنك ضعيف أو أنك لاتساوي شيء أمام الموقف الذي وضعت به ، وترسخ هذا المفهوم لدينا عند الكبر واصبحنا نتحدث بهذا المعنى في اصعب المواقف في حياتنا أو في المراحل المفصلية من حياتنا من مثل الزواج أو إتخاذ قرار يتعلق بمصيرنا ومستقبلنا .
ويبدو أن هذا المنطق أو الطريقة في التعامل مع الأمور ماتزال في عقلية نوابنا الكرام ( مع التحفظ ) ، ولأنه من الصعوبة في مكان أن نضع أية مبررات أو حجج لمن مارس هذا الاسلوب منهم في جلسة التصويت على قانون الانتخاب ، وإلا ما معنى أن يحضر فقط 72 نائب من أصل 120 ويصوت عليه فقط 57 نائب من أصل 72 ، وبحسبة بسيطة وفلاحية نجد أن من صوت على القانون من مجمل عدد اعضاء مجلس النواب أقل من 50% وبذلك يكون مجلس نوابنا قد ضرب بعرض الحائط كل المطالب المليكة التي دعته للتعامل مع هذا القانون بجدية وأهمية قصوى ، وليس غريب على هذا المجلس أن يضرب أيظا برأي الشارع بالحائط كون قد سبق ومارس هذا الاسلوب مع الملك .
وفي محاولات رئيس المجلس الحصول على نصاب للجلسة ومن خلال مخالفته للقانون الداخلي لأكبر دليل على إستهرار رئاسة هذا المجلس ( والتي جاءت بالتزكية ) بمناقشة وإقرار قانون يمثل عصب المرحلة الديموقراطية القادمة في البلد ، وفي محاولة لتقديم شريط السينمائي للفيلم الأردني قليلا ( لسنة وربما أقل ) سنجد أن هناك من النواب الذين أرجعهم القانون المسخ للمجلس يقومون بتبرير فشل هذا القانون في جملة واحدة فقط وهي أنه لم يحضر جلسة التصويت من باب رفضه للقانون ؟ ، أي انه لم يمارس المثل القائل أن الهريبه هي ثلثين المراجل !!