الصوت الإنتخابي " المبحوح " .. !!!

بعد أن قمت بتقديم الواجب في سهرة حفلة الزفاف لأبن الجيران " موسى " ، أصبحت -وبحمد من الله -في اليوم التالي لذلك اليوم الحافل بالمتعة والفرح ، بصوت " مبحوح " جدا ، والسبب هو آدائي الأخوي والنخوي في السهرة حيث أدليت بدلوي في الغناء ورقص " الدحية " و " الهيجنة " ، الأمر الذي دفع أمي ان تشفق على حالتي وتحضر لعلاجي كل الأعشاب الطبية المخزنة في " النملية " ، شربت خلالها أكثر من " غلاية " من " القرفة والنعنع "وقمت " بقرش " كثيرا من حبات " السكر الفضي " وبعد هذه الجلسات من الجرعات العلاجية المكثفة التي خضعت لها كانت امي تطلب مني في آخر الليل أن أقول " آه ..أه " لتختبر نجاعة العلاج ومدى تحسن أحبالي الصوتية ،بعد الفحص تبين ان حبالي الصوتية عادت لعافيتها ، وتحسنت بفضل الله ثم برعاية أمي – حفظها الله – أحبالي الصوتية ..والنتيجة الأهم التي خرجت بها بعد هذه الوعكة الصوتية إنني قد قررت و" حرمت " أن أشارك في أية حفلة عرس قادمة في حارتنا حفاظا على لياقتي وعلى صحة نغمات أوتاري الصوتية ...!!!

بالأمس وبعد ان قام مجلس النواب الموقر بإقرار قانون "الصوت الواحد " أستذكرت قصة مشاركتي ونخوتي في عرس إبن الجيران " موسى " وما حصل لاحبالي الصوتية ، فما زلت أرى وأحس وأشاهد وألمس مدى آثار الصوت الواحد على وطني فانا كنت أحد أولئك المشاركين بالإدلاء أو الغناء فيه عندما كان عرسا وطنيا في عهد حكومة دولة سمير الرفاعي تحت شعار " سمعنا صوتك " ، التي أوجدت مجلسنا النيابي الحالي الموقر، فالصوت الواحد وبإعتراف أغلب المحللين والمفكرين المؤيدين والمعارضين لم يساهم في إيجاد مجلس نيابي ضعيف فقط كما هو واقع الحال الآن بل ساهم ويساهم كسبب من الأسباب الرئيسية في إحداث خلل في الحبال الوطنية للمجتمع الأردني ومسببا لإلتهابات دخيلة على مجتمعنا مشوبة بالنزاعات والشجارات العائلية والعشائرية في الحارات والبلدات وإنتقالها إلى الجامعات والساحات الرياضية وحدا بنا لنصرخ مرارا ب(الآه ..آه ..) المثقلة بالوجع والألم والحزن على حال الوطن ، فألى كل من يسمع صوتنا نحن نصرخ لكم بصوت " مذبوح " أن ترحمونا من الإلتهابات التي يسببها الصوت الواحد فبلدنا الأن بحاجة لقانون إنتخابي يعالج " البحة " التي غيرت أوتاره الوطنية المسكونة بحب الوطن بلدا وقيادة ليعود له ذلك الموال الواحد الشجي الجميل الذي يصدح بحب الوطن الواحد ، فليكن قانون يتوافق عليه الجميع و يمكن بلدنا من الوصول لمجلس نيابي قوي يمثل الأردنيين جميعا في المدن والبوادي والريف والحضر والمخيمات ...!!!

إنا والأردنيين جميعا بإنتظارجلسة مجلس الأعيان القادمة ليعيد النظر في القانون المقر والمقدم من مجلس النواب في شكله الحالي الضعيف لعلى وعسى ان تفلح جهودهم بإخراج قانون إنتخابي توافقي بعيدا عن الصوت الواحد ، وبحيث يكون مرضيا للجميع ويدفع الأردنيين جميعا للمشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة كعرس وطني جميل أجزم بأننا لن نكتفي فقط بالإدلاء بأصواتنا الإنتخابية فيه بل سنغني ونرقص " الدحية " حتى لو تعرضت فيه أحبالنا الصوتية " للبحة " ..فالمهم وحدة إحبالنا الوطنية ..!!!