بعد ان خاب الامل في مجلس النواب وجاء مولوده مشوها بعد مخاض عسير ( قانون الانتخاب ) فهو لا يسر الناظرين ولا يبعث الطمأنينة والامل في نفوس المواطنين لان المجلس لم يصغ الى صوت العقل والحكمة فرأي ذوي الرأي ذهب ادراج الرياح ولقد اصم اذانه عن جميع الاصوات التي نادته من مكان قريب راجية اياه تغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة فهو يريد ان يستنسخ مجلس نواب عن نفسه ولكن كيف له ان يصغ الى الاصوات الهادئة التي دعته باخلاص الى ان يعيد الثقة بينه وبين ابناء الوطن وقد وصل الى قبة البرلمان بطرق معوجة فهو فاقد للشرعية والاهلية اللتين من خلالهما يستطيع ان يشرع للوطن والامل معقود على مجلس الاعيان وآن لهم ان يثبتوا انهم الممثلون الحقيقون للوطن حتى وان جاءوا بالتعيين فحكمتهم وخبربتهم وسداد رأيهم تمثل طوق النجاة لهذا القانون سيء الذكر والصيت فبعد ان مثّل النواب بناخبيهم ولم يرتقوا الى مستوى طموحاتهم وخرقوا السفينة غير واعين انهم سيغرقوا الوطن في مستنقع الالم والاحباط وسيحرقوه بنار الفتن لا تزال العيون ترنوا والاعناق تشرئب الى مجلس الاعيان آملة ان يصححوا الاخطاء وان يصلحوا الخرق وان يعالجوا هذا المولود المشوه ( قانون الانتخاب بصيغته الحالية ) وان يجروا له بعض العمليات التي تصحح التشوهات الخلقية التي تساعده على الاستمرار في الحياة واذا كان البعض يعتقد ان قانون الانتخاب الذي احيل الى مجلس الاعيان يرضي غالبية الاردنيين فهو مخطيء فلا يركنن احد الى حضه من المتكسبين والمتنفعين الذين لا تهمهم الا مصالحهم الشخصية والذين يحاولون ان يصوروا القانون على انه خطوة متقدمة على قانون الصوت الواحد فالشعب الاردني اوعى واذكى من ان تنطلي عليه مثل هذه التطمينات الزائفة والقانون بصيغته الحالية ليس الا وسيلة لتأزيم الموقف واشعال الشارع فنحن الاردنيون نتباهى بالامن والامان والطمأنينة فوطننا هو الجزيرة الهادئة الوادعة في بحر من الفوضى والخوف والقتل والدمار ولنحافظ على امننا واستقرارنا وهدوء بالنا ولكن غير متخذي هذه الحجة وسيلة لقطع الطريق على مسيرة الاصلاح التي يقودها جلالة الملك والذي يقف مع شعبه في خندق واحد محاربا للفساد والانانية والمصالح الضيقة .