" دروس مصرية"

ستبقى مصر الدولة العربية المحورية والمؤشر الأهم على الوضع العربي ، وفي التاريخ هي كنانة الله في ارضه تغيث الجزيرة العربية عندما يصيبها القحط والفقر والفاقة وهي التي ارسل اليها الخليفة الفاروق خير قادته واكثرهم حنكة سياسية ودهاءً ولكنه كان شديد المراقبة والمحاسبة له (عمرو بن العاص) وفيها ومنها وعنها كان درس المواطنة الاساس وكرامة الانسان وحريته حيث قال لعمرو بن العاص متى استعبدتم( الناس) وقد ولدتهم امهاتهم احراراً وكان يعني الشاب القبطي الذي ضربه ابن عمرو لأنه سبقه .

وقديماً مصر هي التي ردت غزو التتار الذي اجتاح العالم الاسلامي وخرجت بقادتها وعلمائها لمعركة عين جالوت حيث كشفت الغمة التترية التي لم تَصْمد سوى سنتين فقط بعد سقوط بغداد وانقذت فلسطين والبلاد الاسلامية من مكرهم ومنها خرج الاستاذ الامام حسن البنا رحمه الله العصر الحديث الذي خرج من تلاميذه الدكتور محمد محمد مرسي رئيس مصر اليوم بعد الافغاني ومحمد عبده في

نتعلم من الثورة المصرية دروساً عديدة منها :-

1- درس من الرئيس يقول علي واجبات وليس لي حقوق اطيعوني ما اطعت الله فيكم

2- درس من زوجة الرئيس تقول أنا خادمة مصر الاولى وافضل ان لا اعيش في قصر انما في بيت يتسع لضيوف زوجي

3- ومن ابنه الذي اعاد الينا سيرة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز نطيعكما اطعت الله فينا ونعصيك ما عصيت الله فينا نطيعك ما حميت دم الشهداء وحفظت الثورة .

4- المرشد العام يبايع الرئيس د. محمد مرسي أمام الملأ ليقطع الطريق على الذين يتخرصون ويخوفون الشعب المصري من الحرية والعدالة ومن ولاية المرشد

وكأنما يقول حفظه الله :- الرئيس الذي يختاره الشعب اختياراً حراً وفق قانون انتخابي سليم واجراءات سليمة له في اعناق الناس النصرة والنصيحة والامكانات .

5- دروس من تصميم الشعب المصري الذي أصر رغم المعيقات والمكر الذي تزول منه الجبال والذي اشتركت فيه قوى عالمية واقليمية ومحلية من أجل حرمان الشعب من ظهور نتائج اختياره كما هي .

6- درس من الشعب الذي تقبل النتيجة حتى الذين خالفت هوا وهم فله التقدير والاحترام .

7-تحية للرئيس د. محمد مرسي الذي اعلن أنه للمصريين جميعاً وسيفسح المجال لهم بغض النظر عن وجهاتهم الفكرية ومواقفهم السياسية .

8- تحية لابناء الحركة الاسلامية ( الاخوان المسلمون) ولحزب الحرية والعدالة فلم تسمع تصريحاً واحداً من أي منهم رغم الاتهام والمحاصرة يخرج عن السياق العام وملخصه أن هذه ارادة الشعب ويجب أنْ تحترم .

9- وتحية لهم عندما ثبت للعالم أن أرقامهم واحصاءاتهم دقيقة دقة متناهية بعد كل محاولات التشكيك حيث اصدروا كتاباً بالارقام والحقائق في اليوم التالي للانتخابات .

10- تحية لهم عندما لم تأخذهم نشوة النصر بالشماتة بأحد مهما خالفهم

ومع ذلك فنعلم أن الشعب المصري في بداية الشوط وهنا يبدأ التحدي ولن تكتمل مقومات النجاح الا بتحكم الارادة الشعبية وابعاد فرمانات العسكر وعودة مجلس الشعب وصلاحيات الرئيس بحيث لا يتم التلاعب بها أو الانتقاص منها إلا من خلال مجلس شعبي منتخب انتخاباً حراً ونزيهاً .

لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .

سالم الفلاحات

Salem.falahat@hotmail.com