زاد الاردن الاخباري -
من حق اية محطة ان تتخذ الشعار الذي يناسبها وما تعتقد انه يتوافق مع فلسفتها، وهذا دأب طال الفضائيات التي تتوسل الشعبية وترنو الى ان تصل الى كل بيت ، ومن بين تلك الفضائيات التي نجحت نجاحا منقطع النظير محطة الجزيرة التي اتقنت بامتياز اللعب على وتر الشعبوية فحازت على النسبة الاعلى من نسب المشاهدين.
بيد ان تناقض الشعار مع المضمون والانتقائية في تطبيق المبادئ المهنية من شأنه ان ينتج احد امرين :اما الامعان في تجهيل المشاهدين وتسطيح رؤاهم بما يلائم السياسة التحريرية للمحطة واما ان تنكشف على حقيقتها محطة تتناقض والقيم الاخلاقية التي دونتها في ميثاقها.
بالامس بثت محطة «الرأي والرأي الاخر» برنامجا عن الاردن استضافت فيه شخصيتين تمثلان لونا معارضا واحدا كرس كل وقته – أي البرنامج – للنيل من السياسات الاردنية سواء حيال القضية الفلسطينية او تجاه مجمل القضايا الاقليمية ولطرافة المشهد ان كلا الضيفين يتسابقان في النيل من وطنهم وسط فرح غامر من لدن مقدمة البرنامج التي اسقط في يدها لأنها لم تجد اية مبررات للتحريض فالضيفان جاهزان للتعبئة والتحريض ضد بلدهما.
اللافت ان الضيف وهو بالمناسبة زكي بني ارشيد الذي كان صاحب الجهد «المشكور» في شق صفوف حزبه واضحى بالتالي شخصية اشكالية غير قابلة للاحتمال سياسيا، فيما كان الضيف الثاني السيدة توجان فيصل التي ابدعت وصفة «دقيقة» للازمات التي تمنتها لبلدها.
ليس مهما ما قالاه الضيفان في تلك الساعة فالمكاتيب تقرأ عادة من عناوينها خصوصا اذا كانت تحوي ذات الخطاب وذات الخط وذات الحبر ذي الرائحة غير المستحبة غير ان خيانة المبادئ المهنية عبر اظهار الرأي وطمس الرأي الاخر تظهر ان هناك نية مبيته لاظهار نصف المشهد بما يوجه المشاهد توجيها نحو رأي محدد الغاية منه النيل من دولة شقيقة لا ذنب لها سوى انها دولة منفتحة تسمح للمعارضة بابداء رأيها مهما كان مجانبا للصواب والعقلانية.
خيانة المبادئ المهنية من قبل المحطة الاوسع انتشارا تنبئ بان الاعلام العربي لم ينضج بعد بحيث يحترم ذكاء المشاهد العربي الذي يبدو انه سيبقى يشاهد بغرائزة بدلا من عينيه بفضل محطات تنتهج الخطاب الغرائزي الموجه والمليء بالضغائن.
عن الرأي