** فجأة وجدنا أنفسنا نقف أمام ( واجهات ) مغلقة نبحث عن ( مخرج ) أو نافذة صغيرة نلتقط من خلالها ( أنفاسنا ) ... وجدنا أنفسنا أمام مجموعة من الأزمات و( المآزق ) والأوزار ... وجدنا أنفسنا فجأة نرزخ تحت ( أثقال ) تكاد أن ( تقصم ) ظهورنا وتوجع قلوبنا ... وجدنا أنفسنا ( نتمادى ) في الهروب عن الحقيقة , ونغض الطرف عن ( الأسباب ) , والإرتخاء في أحضان النسيان و( التمنّيات ) .
وإذا كان هذا هو حالنا ( المؤلم ) الذي ننصهر في داخله أو نتكوّر حوله ... فهل هي الدنّيا التي رمقتنا ورمتنا بدائها وأثقالها , أو أنّها ( تآمرت ) علينا مع شياطين الأرض لتحاصرنا وتمطرنا بالأثقال والأزمات ... أم أنّ (الأوضاع ) – أي أوضاعنا – تخضع للحسابات الفلكيّة والتقلبات المناخيّة أو فروقات الوقت والزّمن ... ألم يشأ أحد فينا أن يشير ( بأصبعيه ) إلى اولئك الذين توغّلوا وتغوّلوا فينا وجعلونا نخضع لقراراتهم وأفكارهم وحساباتهم الشخصيّة ... ألم تكن تلك الوصفات ( الفاسدة ) التي سوّقها بعض المتنفّعين والمتسلّقين هي التي ( أتخمتنا ) بالأوجاع والأزمات ... ألم تكن تلك الملفّات والأجندات التي كانت ( تنساب ) من تحت أقدامنا وتحرّكها أيد ضالّة هي التي أرهقتنا وأدخلتنا في ( دوّامة ) ... أليس بعض المسؤولين الذبن كانوا ( يفرضون ) علينا أهواءهم , ويصدرون قراراتهم الطّائشة , وينسفون إنجازات من سبقوهم , هم من تسبّبوا في تدمير وإفشال العديد من المؤسسات الوطنيّة الرّائدة وأثقلوها بالترهّل والخلل والدّيون ... أم ليس ( بعض ) الوزراء الذبن كانوا يطلقون ( التصريحات ) المتسرّعة وغير المحسوبة , ويشتمون الناس ويؤذون مشاعرهم ويهدّدونهم في قطع أرزاقهم هم الذين تسبّبوا في تفجير بعض ( الأزمات ) ؟! .
كثيرون هم أولئك الّذين أغرقونا بالأثقال والهموم والأوجاع , وجعلوا منّا ( أجسادا ) تتحرّك في المتاهات والأنفاق ... كثيرون هم أولئك الّذين جعلوا من ظهورنا وأعناقنا وأرزاقنا ( جسورا ) ومحطّات يعبرونها إلى ( مآربهم ) ... فمنهم من كان ( يتفنّن ) في صنع ( الأفكار ) وتسويقها ليوهم ( الأتقياء ) بأنّها ( الشّهد ) الّذي ينعش الأردنيّين وينسيهم حجم المديونيّة و( عجز ) الحياة , وبعد أن يذوب ( الجليد ) نكتشف أنّ هذه الأفكار وضعتنا في مهبّ الرّيح , وتركت في أفواهنا طعم ( العلقم ) الّذي يحرمنا من تذوّق ( حلاوة ) أو عذوبة طعم رغيف خبزنا المعجون بحبّات عرقنا ... ومنهم من كان يرهق إقتصادنا بمشاريع ( فاشلة ) حطّمت كل آمالنا والتهمت معظم مقدّراتنا , أو تصبح هذه المشاريع عبئا علينا نظلّ لسنوات عجاف طويلة نتحمّل أوزارها وأرزاءها وترفع حجم المديونيّة ( الضخمة ) التي تتنامى سنة بعد سنة ... وهناك من ينهب وينهش صناديقنا لتصبح خاوية تماما , وثمّة من يوصد أبوابه في وجوه المواطنين ويفتحها على مصراعيها أمام رجال الأعمال والمترفين يعقد معهم ( الصّفقات ) بطريقة تبادل المنافع .
أمّا أولئك الّذين أصبحوا ( أثرياء ) بين ليلة وضحاها , وصاروا أصحاب ملايين وغوّاصات وقصور تحيط بها الحدائق والأسوار ( المضيئة ) , بعد أن كانوا يجوبون الطرقات ويفردون ( البسطات ) , إحترفوا ( الغش ) وتجاوزوا كل الحدود والخطوط , فأتخمونا بالسّموم والهموم , واعتصروا دماءنا وامعاءنا وتطاولوا على جيوب المنهكين , واحتكروا الأسواق والأرزاق !! .
هؤلاء وبعض غيرهم هم الّذين أغرقوا الأردنيّين بالأوجاع والأزمات ... ولكن يبقى السّؤال يتردّد في كلّ حين : متى سنتخلّص منهم جميعا ؟؟ .
adnan _rawashdh@yahoo.com