جدتكو طعيسه تكتب : العلاقة بين الغش في الثانوية والفساد

زاد الاردن الاخباري -

الاردن في القرن 21 , ونسبة المتعلمين عندنا بحمد الله من اعلى النسب على مستوى العالم وأهل حل دوما فهل عجزنا عن حل معضلة التوجيهي !!؟؟ . مادفعني لكتابة ذلك ؛ انتشار ظاهرة الغش في التوجيهي انتشارا تجاوز كل الحدود وتعدى كل المعايير , انتشارا كانتشار النار في الهشيم وتجاوز ذلك خطوطا حمراء . وسأنقل لكم واقع محافظتي التي اعيش فيها .
سانقل لكم صور الواقع الذي تعيشه هذه المحافظة بخصوص التوجيهي كما هي الحقيقة دون زيادة او نقص وحسب مااشاهد هدفي ليس كتابة مقال او شهرة لكنها في الحلق غصة اضعها بين يدي القاريء والمهتم وبين يدي وزير التربية الحالي وبين من سبقه ومن سياتي بعده , لن انتظر ان يخرج وزير التربية الحالي او امينها العام او مدراء التربية للدفاع او التفنيد فالشمس لاتغطى بغربال وسأحضر لهم إن أرادوا الاف الحقائق وسأعطيم اسماء عشرات الطلاب حصلوا على معدل تجاوز 70% ولايحفظون جدول الضرب , نعم لنعترف اننا في عصر تجهيل وافساد للعملية التربوية وهذا الافساد نحن سببه ,ولن اطيل عليكم بل سأتركـكـم الآن مع عدة حقائق وادلة شاهدتها واعرفها جيدا من واقع نعيشه لاخيال اختلقناه وهي : 1 ـ ان هناك عدة اشخاص قاموا باستيراد مجموعة من السماعات الصغيرة التي يصعب اكتشافها ــ وقد تم اكتشاف مجموعة منها من قبل وزارة التربية ـ وقاموا بتوزيعها على الطلبة مقابل مبلغ مالي وحققوا ارباحا خيالية جراء ذلك .
2ـ مدرس رياضيات تجاوز دخله الالاف مالا حراما سحتا دمر اجيالنا والكل في هذه المحافظة يعرفه وهذا اختصار اسمه ( أ , ص ) حيث يقوم هذا المدرس بمحاسبة الطلاب قبل امتحان الرياضيات على مبلغ 25 دينار للطالب الواحد ويقوم هو بدوره بحل الاسئلة وارسالها للطالب عن طريق الهاتف . وسيطرح سؤال كيف يتم ذلك ؟؟ الاجابة بسيطة ان هذا المدرس تصله الاسئلة من طالب او مراقب لااعرف لكنها تصله الاسئلة فيقوم بحلها واختيار الاسماء الموجودة عنده على الكشف ويرسلها الى تلفون الطالب الذي يقوم بدوره بحلها . واتمنى ان لايخرج وزيرا او مديرا للامتحانات او مديرا للقاعة ويقول ان هذا لم يحدث لان هناك اجهزة تشويش في القاعة وهناك تفتيش للطالب دقيق لان الحقيقة ظاهرة وهناك امور لاتحتاج الى دليل لانها هي الدليل .
3ـ مجموعة متخصصة لكل امتحان تجلس في بيت ــ في قصبة المحافظة ـ يقومون بحل كافة الاسئلة وبنفس الطريقة الاولى يرسلونها حتى ان الامر وصل الى وضع تسعيرة للمادة وتسعيرة للعلامة فالطالب الذي يبحث عن النجاح يدفع للمادة مبلغ عشرة دنانير فقط ومن يبحث عن المعدل المرتفع يدفع اكثر تناسب طردي قبيح نتج عنه تناسب عكسي دمر اجيالنا .
4 ـ مكتبات مختصة تقوم بتصغير الكتب باستخدام ( ماكنة التصوير )وتبيع هذه المصغرات بسعر خمسة دنانير للكتاب الواحد
والنتيجة طالب يحمل شهادة الثانوية العامة يذهب للجامعة دون علم او معرفة حاملا معه عصبيته وتعصبه فتبدا دوامة العنف وعلى المختصين ان يجروا دراسة على عينة من الطلاب المشتركين في المشاجرات ويدققوا في معدلاتهم وكيف وصلوا للجامعات .
كنت قبل ساعة عند جار لنا نحتسي القهوة على سطح بيته من حرارة الجو فاشتكى لي من هذه الظاهرة وقال انه دفع عن كل مادة للمدرسين اللذين يقومون بالاجابة عن ابنه مبلغا اقتطعه من قوت اولاده فطلبت منه ان اتحدث مع ابنه فجاء الطالب النجيب وتحدثت معه عن كل امور التوجيهي والغش فخرجت بنتيجة ان اودع جاري واكتب اليكم من اجل مستقبل اولادنا .
ماهالني ان من يقوم بذلك مدرسين ومربي اجيال إعتدوا على كرامة المواطن والوطن وللاسف نحن من سمح لهم بذلك حققوا ارباحا خيالية على حساب الوطن وسمعته .
وفي النهاية ارجو وكلي امل ان لايخرج وزير التربية او مدير الامتحانات وينفي ذلك او يقول انها ظاهرة فردية فالادلة موجودة والحقيقة واضحة وبامكان وزير التربية ان يعقد مؤتمرا صحفيا وانا على استعداد لان احضر له مئات العائلات اللذين دفعوا وعلى استعداد لان احضر له ارقام الهواتف النقالة ليشاهد المصيبة التي نعيشها ونسكت عنها وبإمكانه ان يطلب من شركات الاتصالات ان تقدم له عدد الرسائل التي ترسل من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة 12 ظهرا ايام الامتحانات وليغلق عليه مكتبه وليقرأها كلها واترك الحكم له .
اخوتي هذا نوع من الفساد لكنه ليس فساد السلطة او الحكومة او وزيرا معينا بل فسادنا نحن فساد المعلم وولي الامر والطالب , باختصار لن نمارس دور النعامة منذ الان بل ستكون الهامات عالية لاتنحني الا لله وسنضع النقاط على الحروف فالفساد موجود لكنه ليس فسادا من جهة واحدة او جهة واحدة بل هو فساد في القاعدة .
لقد حقق نفر منا يعيشون بيننا دخلا مرتفعا جراء غشهم لنا وجراء تجهيل اجيالنا فهل هناك فرق بينهم وبين من يخون الوطن !.
جدتكو طعيسة