هناك أطفالٌ يعانون من أزمات اجتماعية عنيفة جراء معادلة الفقر ، وهناك من يدخلون المستشفى بحالة مزرية من الضرب من أجل دينار ، وهناك من لا يملك ثمن بيت متواضع للخلاص من الإيجار ، وهناك من لا يستطيع أن يتقي حرَّ الشمس ، وبرد الشتاء - جراء الفقر والتهميش وبعضٌ من الماء والقليل من الكهرباء ، وهناك من لا يجد مصروفاً لولده حين يخرج للمدرسة أو الجامعة ، ومن لا يجد بعض المال القليل للذهاب إلى محلات الالبسة المستهلكة (البالة ) ليغطي عورة أبناءه من عين الناس ، وهناك من لا يستطيع شراء أبسط حاجات الحياة والتي من حقّه الطبيعي في أي دولة كافرة وليست مسلمة ؟! إن كنّا بهذا الحجم ، من تدفئة أو ما يطهي الطعام عليه ....
في بلدي أشكال من السحق لا يوازيها شيء -حتى في سوريا الثائرة والتي كانت تعطي المواطن الكثير من الحقوق ما لا تعطيها الفلسفة الأردنية للمواطن ، وهناك الكثير من الأمثلة الشاهدة على سخط المواطن الأردني ، وحقده المتواتر جراء الاستهتار به ، والانتقاص من حقّه وماله -فليس من أحد تفضّل عليه بشيء سوى الله عزَّ وجل
أيها القائد --في بيتك الخاص --هل مما ذكرت تعانيه وأبناءك ، وهل هو الإنسان يختلف عن الآخر في الشكل والمضمون والإحساس --ألا يشتهي المواطن الأردني ما تشتهيه وتحبه وعائلتك ؟! ألا يعاني المواطن الأردني ممّا تعانيه وأسرتك إذا ما قلّ شيء من حاجات الإنسان الطبيعية - مأكل ومشرب وملبس وتدفئة وتعليم الخ --الحقيقة أن المواطن الأردني له نمط آخر من العيش ، لا يوازيه أحد في النوع إلا في الصومال ، والشيء الآخر أن المواطن مرضه يختلف بشقيه النوعي والعلاجي عمّا أنتم فيه --فالمواطن بعد جهد جهيد حتى يحصل على العلاج المناسب إن وجد وبعد استشارات حثيثة للوصول إلى الديوان العامر ؟! هذا هو الحال في العلاج --فما بالك إن كان المواطن لا يكفيه الدخل والمقدر ب700 دينار كحد أدنى إلى 5 من الشهر المقبل ، ما يعني ذلك أن الفقر يزداد ، والسارقين بتزاحم على سرقة مال الجياع ، والهاربين من الضريبة العامة للدولة في أحسن حال ، والكثير من الإحتبارت الموجعة لحال المواطن المأزوم ؟
أيها الراعي من الرعية ، أنا لا أقول لك إن تعثرت شاه في الطريق ستسأل عنها ، لست’ في زمن الفضيلة ، ولا الإنسان المتصالح مع نفسه ؛ لكنني أيضاً في زمن إنسان يجوع ويعرى ويمرض ويحتاج ،، ويسرق’ الفاسد لقمة عيشه وحبة دواءه وموارده البشرية التي أعطاها الله للإنسان ، ولم يكن للإنسان تصرفٌ في الرزق إلا في حالة واحدة -أن تقسّم بعدالة بين الناس بعيداً عما يجول في النفس البشرية من ظلم وإجحاف
أيها الراعي كن مع الرعية ، لأن شعبك محبٌ للخير ، ولا تكن مع من أفسدوا في الأردن فعاثوا شرَّ الفساد ، ولم ينقلوا لك خبر صادق عن حال المواطن ومعاناته مع من هم دونك -فكثيرهم سارق وعابثٌ ومفسد وفاسد وكذّاب ومرابي
-قال تعالى : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون....صدق الله العظيم