زاد الاردن الاخباري -
يشكو أهالي الهاشمية مع بداية كل صيف وتغير المناخ الطبيعي بين الفصلين من انتشار الذباب والبعوض بشكل لافت للنظر, ورغم أن محطة تنقية الخربة السمرا تحولت من عملها التقليدي السابق الى الدور الميكانيكي الحديث الا أن الاهالي عبروا عن استيائهم من الاوضاع القائمة مؤكدين أن المنطقة ما زالت تعج بالروائح وانتشار الذباب والبعوض بسبب تعبئة الشركة الحالية لبرك وأحواض المياه العادمة القديمة, منوهين أن الحكومة قامت مشكورة بصرف مئات الملايين على المحطة الحديثة لكن البرك والاحواض ما زالت تهيمن عليها سلطة المياه لمصلحة بعض المزارعين تحت ذريعة أن هناك عقودا مبرمة بين المزارعين ووزارة المياه, مطالبين رئيس الحكومة ووزارة البيئة تحديدا وضع حد للتجاوزات البيئية والصحية التي تحدث في منطقة الخربة السمرا والهاشمية تحديدا.
ويقول المواطن نصرالله المشاقبة ان المحطة الجديدة جاءت تلبية لنداءات المواطنين خلال زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للواء الهاشمية لتخفيف مشكلة الاثر البيئي بالمنطقة كون الهاشمية تجلس على هرم بيئي خطير لكننا تفاجأنا أن الاحواض القديمة ما زالت الشركة الحالية تقوم بتعبئتها بالمياه العادمة غير المعالجة وهذه المياه يقوم بعض المزارعين بالاعتداء عليها و كانت السبب الرئيسي لظهور حشرة الاكوابكس في قريتي مريحيل والمزرعة التي لدغت ما يقارب 300 مواطن خلال السنوات الخمسة الماضية وبين المشاقبة ان وفدا من حقوق الانسان زار القرية وكتب تقريرا الى الحكومة حول الاوضاع المتردية القائمة وشكلت لجنة للتحقق في هذا الامر الا أن المزارعين ما زالوا يستخدمون الاحواض والبرك لسقاية محاصيل البرسيم.
وتساءل المشاقبة لمصلحة من تبقى برك وأحواض المياه العادمة وما هي فائدة المحطة الميكانيكية الحديثة التي كلفت الدولة 170 مليون دولار حسب تصريحات المسؤولين في ظل وجود البرك الوبائية التي ما زالت مصدرا مؤذيا لتفريخ مزارع الذباب والبعوض الطبيعية.
بدوره قال عادل المراشدة (ناشط بيئي) عضو جمعية البيئة / فرع الهاشمية ابان تسلم وزارة المياه دفة العمل لمحطة الخربة السمراء سابقا كان هناك ما مساحته (11) ألف دونم مزروعة بالاشجار الحرجية من ضمنها اشجار الزيتون الذي كان يضمن سنويا بمبلغ يصل الى نحو (100) ألف دينار, وبعد أن استلمت الشركة الجديدة مهام عملها تم اهمال هذه المشاريع الحرجية الطبيعية فالشجر تحول معظمه الى حطب اضافة الى أن الزيتون أصبح مهملا وبقي منه الجزء اليسير.
وأضاف المراشدة أن بقايا المحطة القديمة تنتشر فيها عشرات البرك وتصل مساحة كل بركة منها حوالي 20 دونما ما زالت تعبأ بالمياه العادمة اضافة الى مادة الصلج أو ما يسمى بالحمأة وهي مخلفات المحطة الميكانيكية منوها أن المطلوب تجفيف البرك بالكامل وهناك اعتداءات من قبل بعض المزارعين على هذه البرك تحت ذريعة أن المزارعين يدفعون مبالغ رمزية لوزارة المياه حتى تأخذ العملية المنحنى والصبغة القانونية
ونوه المراشدة أن الحمأة مصدر رئيسي لانتشار الذباب والبعوض في منطقة الهاشمية مؤكدا أن هذه النفايات سبب لوجود غاز الميثان الذي يعتبر المصدر الرئيسي لانبعاث الغازات والمنطقة ما زالت متأثرة بمحطة السمراء نتيجة تعبأة البرك بالمياه العادمة خاصة عند هبوب الرياح الشرقية.
ويذهب رئيس جمعية البيئة / فرع الهاشمية أطحيمرالزيود بالقول أن جزء من المياه العادمة الموجودة بالبرك القديمة غير نقي وغير مجفف وهو سبب انتشار الحشرات بمختلف انواعها سواء الطائرة او الزاحفة وأضاف الزيود أن الشركة الحالية أهملت وتناست أن هناك الاف الدونمات من الاشجار الحرجية مزروعة ضمن مشاريع المحطة وهي اليوم مهددة بالانقراض بما فيها اشجار الزيتون التي ستتحول بعد قليل الى حطب للمواقد وبالفعل هناك الاف الاشجار تحولت الى حطب وسقطت على الارض بسبب جفافها بعد أن تيبست من قلة السقاية والرعاية
ونوه الزيود أن خطورة الامر تكمن بنوعية المياه الخارجة من المحطة فبعض الاحيان تختلط المياه المنقاة مع المياه العادمة وهذه المياه تجري في السيل على طول امتداده وتخترق الهاشمية والحسية والقنية وطواحين العدوان وغالبا ما تكون مكانا مناسبا وملائما للمتنزهين الذين لا يعلمون عنها شيئا, كما تنجم عن ركودها في مجاري وضفاف السيل يمينا وشمالا بيئة مناسبة وملائمة لانتشار البعوض والذباب وغيرها والمطلوب أن تكون جميع كميات المياه الخارجة من المحطة صالحة 100% للاستعمال الزراعي بمعنى أن تكون منقاة ولا يسمح بخروج لتر واحد غير معالج لان الهدف من المحطة الاتوماتيكية القضاء على البرك والمستنقعات.
وتحدث رئيس مجلس تنمية لواء الهاشمية خالد الزيود خلال يوم علمي عن التلوث في محافظة الزرقاء عن أبرز الملوثات التي تجتاح الهاشمية ومن ضمنها محطة تنقية السمرا مبينا أنه يعتمد عليها حوالي مليونين وربع المليون من سكان المملكة مما يعني أنها تستوعب 82% من حجم المياه العادمة بالاردن ومع ذلك ثلاثة أرباع لواء الهاشمية غير مشمولة بشبكات الصرف الصحي مثل مدينة السخنة والقحويانة وقرى بني هاشم والصالحية وغريسا وام الصليح والقنية وأجزاء من الهاشمية.
من جانبه بين المدير الاداري بشركة السمراء محمد دايخ أنه ومنذ تسلمت الشركة اعمالها عملت على تحسين الواقع البيئي في المنطقة مبينا أن مشكلة الذباب تحتاج الى فترة حتى تنتهي حيث أن هناك حملة تقوم بها الشركة حاليا للقضاء على انتشار الذباب ومنع تكاثره قبيل فصل الصيف وهي الفترة التي تمثل دورة حياة الذباب. وبين الدايخ أن الشركة قامت أيضا بالتخلص من المكب الذي كان يقع داخل حدود المحطة حيث نستخدم حاليا مكب الغباوي التابع لامانة عمان, وبخصوص الحمأة عندما تجف يتم تحويلها الى سماد معالج وهذه من الخطوات السليمة والناجعة التي تنتهجها الشركة للحفاظ على الوضع البيئي.
وحول عملية استخدام المزارعين للاحواض المكشوفة وشفط المياه منها قال الدايخ هناك معلومات تشير ان المزارعين بالمنطقة مبرمين اتفاقيات مع سلطة المياه أو سلطة وادي الاردن والكميات المقدرة لهم تصل الى حوالي (30) الف م3 وهي كفيلة لرواية (6) الاف دونم, وبالفعل عندما تسلمنا مهام الشركة أوقفنا هذا الامر فتفاجأنا بمداهمة ومهاجمة المزارعين لنا في المحطة وتمنى الدايخ ترتيب هذا الامر مع الجهات المعنية والمزارعين المعنيين بالمنطقة.
وقال رئيس بلدية الهاشمية عقلة الزيود بان محطة تنقية الخربة السمراء كانت تعتبر مصدر التلوث الرئيسي في المنطقة وان الحكومة وبالتعاون مع الدول المانحة عملت على تطوير هذه المحطة وتحويلها الى محطة ميكانيكية واكد بان المياه المنسابة من هذه المحطة اصبحت صالحة للزراعة بنسبة 90% لكنه قال بان هناك مشكلة ما زالت قائمة حيث ان ادارة المحطة تسيل يوميا كميات من المياه الى سيل الزرقاء تقدر ب¯ 20 الف م3 وهي غير معالجة مما يؤثر على الوضع البيئي في مجرى السيل والذي يعتبر من اهم اسباب التلوث في المنطقة.
وطالب رئيس البلدية بان تكون كل المياه الخارجة من المحطة الى مجرى سيل الزرقاء معالجة وقال بان الاهالي استبشروا خيرا عندما بداوا يشعرون بان المياه التي تخرج الى السيل نظيفة وان الضفادع والاسماك عادت الى السيل من جديد, مشددا على ضرورة أن تقوم المحطة بمعالجة بيوض الذباب ورش المناطق القريبة منها خاصة منطقة اسكان الهاشمية.
وطالب وزارة المياه والري بضرورة الاسراع بتجريف مجرى السيل مبكرا وبين بان التجريف يتم في فصل الصيف والاجدى ان يتم في فصل الربيع وقبل تكاثر الحشرات الضاره التي تبعث من المجرى الى الاحياء المجاورة موكدا أنه خاطب الوزارة بهذا الامر لكن الاجراءات ما زالت على دفة الانتظار وناشد الجهات المختصة استخدام ادوية فعالة في ذلك وقال بان عدم استخدام ادوية ذات فعالية عالية لن يحل المشكلة.
يذكر أن المحطة تعتبر أول مشروع من نوعه في المنطقة على نظام ال¯ (BOT) البناء والتشغيل والملكية حيث يشارك القطاع الخاص في استثمارات البنية التحتية مع القطاع العام وبلغت قيمة المشروع 170 مليون دولار مولت الوكالة الأمريكية للإنماء منها بقيمة 78 مليون دولار كمنحة مقدمة لوزارة المياه والري وساهمت الخزينة بمبلغ 14 مليون دولار والباقي مثلت مشاركة تجمع مشروع الخربة السمرا كاستثمار يتم استرداده طيلة مدة المشروع والبالغة 25 عاما من تاريخ مباشرة التنفيذ.
وتقوم المحطة بمعالجة مياه الصرف الصحي لكل من محافظتي العاصمة ومحافظة الزرقاء وتحتوي على محطات رفع وخطوط رئيسية ناقلة من المناطق إلى موقع الخربة السمراء.
وتبلغ سعة المحطة 267 ألف م3 يوميا لخدمة حوالي 3,2 مليون نسمة لخدمة المناطق المذكورة مع الاعتبار للزيادة السكانية وخدمة للاستثمارات المتنامية.
الزرقاء - العرب اليوم - خالد الخريشا