زاد الاردن الاخباري -
يعاني أهالي الأغوار - شمالها وجنوبها - من الحرارة والفقر وضنك العيش .. لكن هذا ليس كل شيء .. هناك الذباب أيضا.
سكان مناطق الأغوار الشمالية في محافظة أربد، يحاولون اتخاذ اجراءات يريدون منها أن تكون واقية من الذباب مع دخول فصل الصيف. هم يدركون أن جميع اجراءاتهم غير مجدية لكنهم يحاولون على أية حال. ويقول المواطنون إن انتشار الذباب لا يقتصر عندهم على فصل الصيف بل وفي الشتاء أيضا.
ويشرح المواطن محمود ابداح السبب كما يراه لانتشار الذباب المنزلي بهذه الطريقة في مناطق الأغوار بشكل عام، وفي الأغوار الشمالية بشكل خاص يعود لطرح المزارعين ومربي الماشية لبقايا السماد العضوي"الزبل البلدي"، ومخلفات الزراعة، مبينا أن افتقار شوارع بعض الأحياء والطرق للنظافة, وتراكم النفايات بين الأحياء ساهم أيضا في تزايد الأمر.
ولفت المواطن سليمان الرياحنة إلى أن الذباب المنزلي في مناطق الأغوار الشمالية يعتبر من أهم المشاكل التي تواجه المواطنين، ومن أهم المنغصات سواء في ساعات الليل أو النهار، وعلى مدار العام، مشيرا إلى أن الذباب يكثر في فصل الصيف، لكنه لا يختفي أيضا في فصل الشتاء مسببا ازعاج السكان وزوار اللواء.
وأوضح أن ظاهرة انتشار الذباب المنزلي لم تعد موسمية، وإنما أصبحت من أهم وأكبر منغصات الحياة لسكان مناطق الأغوار الشمالية على مدار العام، إضافة إلى ألاف الزوار والسياح من مرتادي مناطق الأغوار الشمالية، مطالبا البلديات والجهات المعنية بتكثيف حملات الرش لتكون فاعلة.
وأشار عدد من المواطنين يقطنون في مناطق قريبة من مناطق الأغوار الشمالية إلى أن الذباب ينتشر بشكل كبير في تلك المناطق وعلى جوانب الطرق المؤدية للواء الأغوار الشمالية نتيجة طرح بقايا الدواجن والأغنام ومخلفات الزراعة على جوانب الطرق في الأراضي الزراعية الأمر الذي لوث تلك المناطق.
وأوضحوا أنهم لاحظوا تراكم النفايات حول الحاويات في عدد من مناطق اللواء، خاصة في مناطق المشارع والكريمة وأبو سيدو والشيخ حسين، مما اوجد مكرهة صحية على مداخل الأسواق إضافة لانسياب المياه العادمة بين الأحياء السكنية في تلك المنطقة وذلك لعدم وجود شبكات الصرف الصحي الأمر الذي يزيد من تفاقم تلك الظاهرة.
وطالب المواطن علي الزعارير الجهات المسؤولة ممثلة بوزارات الزراعة والبلديات، والبيئة إضافة لمؤسسات المجتمع المدني مثل جمعيات البينة في الأردن وضع خطة وطنية للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تسيء لمناطق الأغوار الشمالية وتزعج زوارها.
وقال رئيس بلدية طبقة فحل السابق محمود الرياحنة، هي إحدى البلديات التابعة للواء الأغوار الشمالية في تصريحات صحافية سابقة أن البلدية كانت قد تقدمت وخلال فترة سابقة للحكومة بمشروع للسماد العضوي، بهدف التخلص من السماد العضوي ومعالجته والمحافظة على بيئة المنطقة والتخفيف من الذباب المنزلي، غير أنه لم يتم تمويله لا من الاتحاد الأوروبي ولا من الحكومة، وبقيت البلدية تبحث عن جهة لتمويله.
وكانت وزارة الزراعة قد نفذت في شهر أيار الماضي حملة مكافحة للذباب المنزلي واستمرت لمدة شهر شملت مناطق وادي الأردن مرورا بالشونة الجنوبية وشاطئ البحر الميت وصولا إلى المشارع في الأغوار الشمالية. وشملت الحملة التجمعات السكانية والأسواق وجوانب الطرق وحظائر الغنام والدواجن والمكاره الصحية.
الشونة الوسطى
وفي الشونة الوسطى، باشرت بلدية الشونة الوسطى بتنفيذ حملة رش شاملة لمكافحة الذباب المنزلي والحشرات تشمل جميع مناطق البلدية بدءاً من الكرامة شمالا وحتى النهضة جنوبا.
وقال رئيس لجنة بلدية الشونة الوسطى خالد الزعبي إن حملة الرش ستشمل جميع مناطق البلدية وسيتم التركيز على بؤر تكاثر الذباب المنزلي والحشرات".
وأشار الى أنه تم البدء بالحملة اعتبارا من يوم أمس وستستمر حتى الانتهاء من جميع المناطق والاحياء الخارج حدود البلدية، للتمكن من تغطية اكبر مساحة في سبيل الحصول على نتائج ايجابية وفاعلة للقضاء على الذباب المنزلي والحشرات .
وأكد الزعبي ان الحملة ستستهدف مكبات النفايات واكوام السماد العضوي والبؤر التي تكثر فيها الحشرات وزرائب الاغنام والحاويات والطرق الزراعية وسوف يتم التركيز على المناطق السياحية في المنطقة.
وأوضح ان طرق مكافحة الذباب هي في استخدام المبيدات السائلة والرش بالتدخين والتضبيب، منوها الى نوعية المبيدات المستخدمة التي اثبتت فاعليتها كما أنها رفيقة بالبيئة.
وأرجع الزعبي اسباب ازدياد انتشار الذباب في مثل هذه الاوقات الى بدء الموسم الزراعي وما يرافقه من استخدام مفرط للاسمدة العضوية غير المعالجة وكذلك انتشار زرائب الاغنام وسط الاحياء السكنية .
ودعا أهالي مناطق البلدية الى بذل مزيد من التعاون لمكافحة هذه الظاهرة التي تؤرق السكان والزوار، مشيرا الى أن انتشار الذباب المنزلي قد يشكل خطرا حقيقيا على الصحة والسلامة العامة، مطالبا باغلاق حاويات وبراميل النفايات واحكام اغلاق الحفر الامتصاصية وتنظيف زرائب الاغنام باستمرار ووضع النفايات في اكياس وتغطية اكوام الاسمدة العضوية المنتشرة في المزارع .
العرب اليوم