زار جلالة الملك عبد الله أطال الله عمره قبل ايام محافظة جرش التقى أبناءها وقام بتدشين عدد من المشاريع فيها،تبرع بثلاثة ملايين دينار بهدف انشاء تنموية جديدة. اهالي جرش استقبلوا جلالته بالأهازيج والزغاريد،فمن المتعارف عليه في كافة مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة ان زيارة جلالته تحمل دوما الخير من قبل ومن بعد،فهي كما الغيمة التي تمطر فتخضر الأرض وتزهر وتنبت أشجارا وتثمر.
********************
قبل يوم من الزيارة،فرحنا عندما تجولنا في السوق الرئيس الذي بات منظما جدا،المحافظة وكوادرها تحولت من مكان روتيني يغلب عليه الطابع البيروقراطي الممل الى خلية نحل تعمل وفق إستراتجية واحدة منذ الدقيقة الأولى،جميل لو تم اتخاذ هذا الاسلوب منهجا يشمل كافة ايام الأسبوع واشهر السنة،لكن الحقيقة غير ذلك،جميعنا يعلم ذلك ويصمت،إما خوفا واما عاده باتت تقليد سلبي يسيطر على العقول يندرج في إطار ثقافة\"لا يعنيني الامر\".
********************
يزور ويتفقد ويفتتح الملك المشاريع التي تم انجازها،لكن للاسف التي نضع الى الاسفل منها إلف خط احمر ما ان تنتهي الزيارة الملكية،حتى تعود الأمور السلبية الى سابق عهدها.الزيارة الملكية وفق منظور هؤلاء،تعني العمل وفق سياسة\"بياض الوجه\" وإستراتجية\"ساعة وبتعدي\"واقصد ان الذي شهدناه في المحافظة من ترتيب تنظيم انتهى بمجرد انتهاء الزيارة الملكية السامية.
********************
بسطات تملا الشوارع،سيارات لا تتقيد بالقواعد المرورية،مدخل المدينة الرئيس يسيطر عليه للأسف وبجانب \"كشك الشرطة\"سائقي السيارات الخصوصي، البوابة تحولت الى مجمع جديد للباصات العامة والسيارات الخاصة - مع ان المجمع لا يبعد عن الموقع المذكور دقائق معدودة - ناهيك عن سواء وتخبط التنظيم الشوارع التي يراد ترميمها فتراها مره في شرق المحافظة وبعد ايام في غربها،اسواق تحولت الى حسبه على طريق سوف دون ان تجد مانع او رادع،متسولين يجوبون الشوارع حتى داخل الاثار دون رادع،اسواق اشبة بمكبات النفايات دون ان تجد رادع.مدارس لا يتم السؤال عن حالها واحوالها اطفال بالعشرات يتسربون من المدراس دونما ان يلتفت لهم احد،غياب ملحوظ للتنسيق بين كوادر المحافظة انعكس بصورة سلبية على المكان والزمان .
********************
اذا كانت جرش المدينة الاثرية واحدة من أهم المدن الرومانية ان لم تك اهمها على الاطلاق، نتساءل يا ترى لما كل هذا التفريط وعد الامبالاة التي تشهدها من قبل أصحاب الشأن من محافظ ورئيس بلدية ومدير تربية وصحة وزراعة وغيرة .لما يهتمون بالمواقع كل المواقع عندما يتم الإعلان عن زيارة للملك الى المحافظة،يتحركون ويشتعلون حماسا،وبعد هذا يكن لكل حادث حديث والى اللقاء في الحلقة القادمة من مسلسل جديد.
********************
جاء لملك أطال الله بعمرة الى محافظة جرش وافتتح عدد من المشاريع وتبرع بثلاثة ملايين دينار للمحافظة،لكن تلك الاشراقة التي رافقت الزيارة تلاشت بمجرد عودته الى عمان،واقسم بالله لو ان جلالته قرر العودة متخفيا في مساء لتفاجئ بالذي حل في المحافظة جراء عدم الاكتراث والمسئولية.
********************
في النهاية لابد من قول:اكتب هنا من اجل هدف واحد وهو الوطن أولا وثانيا وثالثا،لا اكترث بما سيقال من هذا وذك،فالواقع على الأرض لا يمكن إنكاره،كما ان هذه الأمور من العموميات التي تهم أطياف المجتمع لا تندرج في إطار الخصوصيات التي تدور في رحى المصالح الفردانية الشخصية،الذي يفكر في بذاته جبان لا يستحق ان يكون أردني. لذا كتبت بعدما شاهدت الفرق الشاسع الذي طرا على ارض واقع محافظة جرش إثناء زيارة جلالة الملك وما صارت عليه بعد انتهاءها. الله يرحمنا برحمته ...وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركاته.
********************
ملاحظة:امنية ان أجد المحافظ او رئيس البلدية او مدير التربية او الصحة او الزراعة او الإشغال يسيرون على اقدامهم يطمئنون على حال الشعب،أمنية ان أجد مسئول يزور منطقة ما في المحافظة فجأة لمتابعة خطى سير العمل،أمنية ان أجد مسئول يركب سيارته ليلا يتفقد مشاريع وما وصلت اليه،أمنية ان أجد احد هؤلاء يأخذ العظة والعبرة من جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يربط الليل في النهار ليتفقد أبناء شعبه،أمنية ان أجد احد هؤلاء في محافظتي،أمنية ان أجد احد هؤلاء قد طلق العمل المكتبي والمكيف والكرسي الهزاز بالثلاثة طلاق بائن بينونة كبرى لا رجعة عنه او فيه مقابل ان يسهر على تحقيق الرؤى الملكية السامية اعتبارها نبراس تستمد منه العزم والقوة أمنية وامنية وأمنية لكن هيهات ان اشهد ذلك هيهات.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com