زاد الاردن الاخباري -
خاص - الشاب "محمود محمد الريس"، البالغ من العمر 19 عاماً، تعرّض يوم السبت 2012/6/23 للسقوط من ارتفاع مترين، الألم الفظيع الذي كان شعر به دفع أهله لأن يهرعوا به إلى مستشفى الأمير حمزة حيث قام الأطباء بطمأنة ذويه بأن ما يعاني منه الشاب هو "رضّة" و ليس كسر بالعظام، و قاموا بإعطائه أدوية مسكنة.
يوم الثلاثاء بدأ محمود يعاني من القيء و الإسهال، و لدى عرضه على أطباء "الأمير حمزة" مرّة أخرى، عاد الأطباء ليطمئنوا بأنها مجرّد رضّة و أن القيء و الإسهال أعراض جانبية فقط، و "إحتياطاً" قاموا بعمل جبيرة لرجل الشاب.
يوم الجمعة، ساءت حالة محمود، فعرضه أهله على طبيب خاص الذي أكّد أن محمود يعاني من تسمم في الأمعاء و أنه يلزم نقله إلى المستشفى، و قام بكتابة تقرير طبّي بحالة الشاب.
مرة ثالثة توجّه أهل محمود بابنهم إلى "الأمير حمزة"، هذه المرّة لم تكلّف الطبيبة نفسها بقراءة تقرير الطبيب الخاص، و اكتفت بإعطائه عدد من الأدوية و حرمته من الشرب الماء "عشان ما يستفرغ".
في اليوم التالي استيقظت والدة محمود لتجد ابنها فاقداً للوعي و يعاني من درجة حرارة مرتفعة جداً، على الفور اتصلت بالدفاع المدني الذي حضر و قام بنقله مرة رابعة لنفس المستشفى، حيث بدأ قسما "الباطنية" و "التشخيص" بالـ"تعازم" بينهما حول من يستقبل المريض، و بعد ساعة و نصف من النزاعات دخل محمود قسم الباطنية، حيث طلبوا "أخيراً" تحليل عيّنات ليكتشفوا أن الكلى توقّفت عن العمل، و تم نقله إلى قسم العناية الحثيثة، حيث قاموا بفك الجبيرة ليجدوا أن رجل محمود "متفحّمة"!
بعد ثلاث ساعات اجتمع الأطباء عند محمود، و كلّ منهم يتنصّل من مسؤوليته عن الحالة، في النهاية اتفقوا على استخدام جهاز الـUltra Sound، حيث اكتشفوا أنه يعاني من تضخم في الكبد و الطحال، بالإضافة إلى تسمم دم و قصور في الكلى و هبوط حاد في الضغط.
في صباح اليوم التالي توقّف قلب محمود عن العمل، بعد ساعة من محاولات الإنعاش أبلغ الأطباء ذويه بأن ابنهم مات سريرياً، و عند الظهيرة أعلنوا وفاته.
شقيق محمود، الذي نقل معاناته لزاد الأردن، أخبرنا أنه تقدّم بشكوى لدى إدارة المستشفى و المدعي العام، و طالب بتشريح الجثة، حيث أفاد الطبيب الشرعي أن سبب وفاة محمود هو "انتان الدم" و مصدره تسمّم في مكان "الرضة".
هذه هي حكاية محمود.. الذي دخل مستشفى الأمير حمزة و هو يعاني من "رضّة" في القدم، و خرج منها إلى قبره.