«حشرية النساء» .. داء ليس له دواء

زاد الاردن الاخباري -

لا أدري إذا كانت هذه الصفة هواية تلجأ إليها بنات حواء لتعذيب أزواجن ، أم أنهن فطرن على الفضول والحشرية....

الفضول والحشرية أمر نجده عند كل نساء العالم ، إلا أن هناك درجات متفاوتة من حب الفضول لديهن ، فمنهن من يكتفين بالقليل من الأسئلة مثل : هل حصل شيء جديد معك اليوم؟ فاذا أجابها زوجها بالنفي توقفت عن طرح الأسئلة. ومنهن من يتجاوز فضولها هذا القدر فتراها تتربص زوجها حتى يدخل البيت فتنهال عليه بفيض من الأسئلة فلا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتسأل عنها ، والأخطر من ذلك عندما يصل حب الفضول عندها إلى درجة المرض فنراها تطارد زوجها للتأكد من أن ما قاله لها صحيح أم لا ، أو لأخذ فكرة مسبقة عما ستسأله في هذا اليوم ، ونجدها أيضا تقوم بحملات تفتيش متكررة لمحفظة زوجها أو هاتفه الخلوي علها تجد ممسكا يكشفه على حقيقته أمامها..

ولدى استطلاع آراء بعض أفراد المجتمع حول فضول الزوجة وتدخلها بشؤون الزوج الخاصة كانت آراؤهم على النحو التالي:

حق شرعي

ترفض هبه عاصم مسمى"الزوجة الحشرية" ، وتعتبر أن الأسئلة التي توجهها لزوجها حق لها ، وذلك لأنهما يعيشان حياة مشتركة وليس من حق أحدهما أن يخفي أي شيء عن الطرف الآخر ، وتقول: أنتظر زوجي حتى يبادر بالحديث فإن لم يتكلم أبدأ أنا بطرح الأسئلة.

وكذلك ترى أم البراء أن من واجب الزوجة أن تطمئن على شؤون زوجها ، وتعرف كل صغيرة وكبيرة عنه حتى يبقى التواصل موجودا بينهما ، وتؤكد أن الأسئلة التي تطرحها على زوجها ليست من باب عدم الثقة ولا من باب الفضول بل إن رغبتها في الاطمئنان عليه هو ما يدفعها لذلك.

عادة سيئة

في حين يرى أبو رامي أن الفضول عادة سيئة عند كثير من النساء ، ومن أرادت أن تحظى باحترام زوجها وتقديره فعليها أن تغير هذا الطبع قبل أن يضطر زوجها لتغييرها أي"الزواج عليها".

ويضيف : كثيرا ما أحس أنني متزوج من محقق ، فأي حركة أتحركها أجد بعدها عشرات الأسئلة ، مما جعلني أشعر بالضيق وأكره الذهاب إلى المنزل حتى أتخلص من فضول زوجتي ونكدها.

طبيعة في المرأة

ترى عبير ماجد أن الفضول جزء لا يتجزأ من المرأة ، وكما أن للرجل صفات سيئة وعلينا نحن النساء أن نحتملها ، فأيضا للمرأة صفات سيئة ومنها الفضول وعلى الرجل أن يقدر هذه الطبيعة ويتماشى معها.

وتضيف: لكن على المرأة أن تكون ذكية في طريقة طرحها للأسئلة ، فبالاسلوب الحسن تعرف كل شيء عن زوجها دون أن تشعره بالضيق.

وأيضا يرى معتز الأعرج أن الفضول ليس مرتبطا بالزوجة فحسب ، بل إن كل النساء يشتركن في ذلك ، فالأم فضولية والأخت فضولية حتى ان الزميلات في العمل تظهر أعراض الفضول والحشرية عليهن ، فلا يحدث أي شيء معه إلا ويجد عشرات الأسئلة منهن.

متى ؟ وكيف ؟ وأين؟

أما عبد الله مهدي فيعتبر أن حياته مع زوجته تقوم على ثلاثة أركان وهي"متى؟ وكيف؟ وأين؟ ، ويقول بدون هذه الأسئلة أعتبر أن هناك شيئا ناقصا في يومي فعلي أن أسمع هذه الأسئلة أكثر من عشرة مرات في اليوم حتى أطمئن بأن التحقيق اليومي قد انتهى وأصبح من المسموح لي بأن أنام.

ويقول بشار بكر: دخلت المنزل بعد عودتي من صلاة الجمعة ، فوجدت زوجتي منهمكة في التفتيش في هاتفي الخلوي ، فلم تترك رسالة ولا صورة إلا وفتحتها.

ويضيف: هذا عدا الأسئلة اليومية مثل لماذا تأخرت؟ ، في أي موضوع كنت تتحدث أنت وأمك ؟ ، ويتابع بشار قائلا: حاولت كثيرا إصلاح زوجتي لكن كل محاولاتي باءت بالفشل مما دفعني الى أن أطلقها..

الزوج يفتح لها المجال

يرى محمد نهاد أن الزوج هو من يفتح المجال لزوجته ، فلو أجابها عن أسئلتها الفضولية فستستمر في طرح الاسئلة وستزيد أسئلتها يوما بعد يوم ، لكن لو عبر لها عن غضبه وانزعاجه فستتوقف عن طرح الأسئلة ولن تجرؤ على التدخل فيما لا يعنيها مرة أخرى.

ظلم

أما آيات رند النجار فترى أنه من الظلم أن نعمم صفة الفضول على كل النساء ، فتقول:أنا مثلا لا أسمح لنفسي في أن أتدخل في شؤون زوجي الخاصة ، وتضيف: اذا كانت هناك نسبة من النساء مصابات بمرض حب الفضول ، فمن العبث أن ننسب هذه الصفة لكل نساء العالم....

من أهم أسباب الطلاق

وفي لقاء مع الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ، للحديث عن مشكلة الفضول الزائد بالنسبة للزوجة قال: العلاقة بين الزوج والزوجة يجب أن تكون قائمة على تفهم الحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين ، وأي خلل يحدث في هذا الأمر يحدث مشاكل وشكوكا بين الطرفين ومن أهم هذه المشاكل الشكوك التي تطغى على تفكير الزوجة ويعتبرها الزوج حشرية وفضولا زائدا.

ويضيف: حشرية الزوجة من أهم أسباب الطلاق ، حيث ان %75 من أسباب الطلاق تعود إلى شكوك الزوجة المتواصلة وعدم تعاون الزوج في حل هذه المشكلة. ويرى الخزاعي أن التواصل السلبي بين الزوجين هو من أهم أسباب حشرية الزوجة ، فلو عاملها زوجها بمودة وأعطاها حقوقها لما لجأت لمثل هذا الأمر من أجل أن تعرف ما يخفيه عنها.


إيمان عواد / الدستور