زاد الاردن الاخباري -
طفل الانابيب او ما يسمى من الناحية الطبية بعملية الإخصاب خارج الجسم أو الإخصاب الصناعي, حيث لا تكون المرأة قادرة على الحمل بالشكل الطبيعي داخل الرحم. ويتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي خارج الجسم لوجود مشكلة ما لا تسمح للحيوانات المنوية بالوصول للبويضة لإخصابها وذلك لأسباب متعددة.
ويتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي خارج جسم المرأة (الرحم) في أنبوب اختبار ولذا تم تسميته بطفل الأنابيب لأنه يتم إخصاب البويضة داخل أنبوب الاختبار هذا وذلك بسحب البويضة المكتملة النضج من المبيض وتوضع معها الحيوانات المنوية بعد غسلها, ثم يعاد زرع البويضة المخصبة (الجنين) داخل رحم الأم لاستكمال نموها.
وتستغرق عملية نقل البويضة المخصبة ما بين يومين الى خمسة ايام بحسب ما اكدته لنا مجموعة من السيدات اللواتي خضعن لهذه العملية.
وجاء هذا التقدم الطبي بحلول كثيرة لازواج عانوا من مشاكل اجتماعية وصحية وما يترتب عليها من اثر نفسي واجتماعي بحيث ساعدت هذه التقنية ازواجا بتجاوز الكثير من المحن المترتبة على موضوع الانجاب.
العرب اليوم التقت بعض السيدات اللواتي خضعن لعلمية الاخصاب i.v.f وسألتهن عن هذه التجربة خاصة ان هناك سيدات نجحن في انجاب الاطفال بهذه التقنية واخريات ما زلن في المحاولة لتزيين حياتهن الزوجية بطفل يضيء الامل في بيوتهن بعدما فقدن الامل واصبحت الحياة الزوجية تكتنفها المخاوف.
فكيف ساهم طفل الانابيب باسعاد ازواج كثر وما هي اثر هذه العمليات على المجتمع وهل يتقبل كافة الازواج الانجاب بهذه الطريقة عندما تنعدم السبل, وكيف اصبحت حياة من خضعوا لهذه العمليات بعدما تكللت بالنجاح وهل ما زال الامل يسكن قلوب فشلوا بها وما زالوا يحاولون:
نسرين حجاوي سيدة متزوجة منذ 6 سنوات ولم يتم الحمل نتيجة مشاكل صحية سببها ضعف انتاج الحيوانات المنوية عند الزوج, وتشير نسرين الى المشاكل النفسية والاجتماعية التي تعرضا لها من قبل ذويهم واشارت ان زوجها حاول بكل والوسائل الطبية والشعبية محاولة الانجاب لكن محاولاتهم باءت بالفشل, الى ان جاءت فكرة اطفال الانابيب حيث اكد لهم الطبيب المعالج وجود امل.
وخضعت نسرين لهذه العملية اكثر من مرة حتى تكللت في المرة الثالثة بالنجاح ورزقت بطفل الذي بدل حياتهما جذريا واستطاعا ان يتجاوزا الازمة النفسية التي طالما عصفت بحياتهما الزوجية وتنصح نسرين كل الازواج الذين يعانون من مشكلة في الانجاب بمراجعة الطبيب المختص فهناك حلول كثيرة بحاجة لصبر وعزيمة لتحقيق الرغبة في انجاب طفل.
ولا يختلف حال فدوى الزبيدي 29 عاما التي عانت من مشكلة في بطانة الرحم من مراجعة طبيب الذي نصحها باجراء عملية طفل الانابيب وفي البداية اعترض زوجها على الفكرة لكن نصيحة الاهل والاطباء جعلته يوافق وبالفعل خضعت للعملية اكثر من خمس مرات وتكللت بالنجاح في المرة السادسة, واصبح لديها طفل عمره الآن سنة ونصف, وتشير فدوى الى ان الطب وجد حلولا كثيرة لمشاكل صحية لها ابعاد اجتماعية قد تأكل الاخضر واليابس وقد يكون لها اثر في تدمير الحياة الزوجية.
اميمة ايوب 30 عاما التي عانى زوجها من مشكلة ضعف انتاج الحيوانات المنوية وجدت ان طفل الانابيب هو الحل بعد فشل كل المحاولات التقليدية في الانجاب, لكن المشكلة الحقيقية هي في التكلفة المادية وخوفها من فشل العملية لعدة مرات, لكن ومع تدبر الامور خضعنا للعملية ونجحت من المرة الثانية وبهذا رزقت بطفلة ساعدتها على تخطي الخلافات الاجتماعية من قبل الاهل, فهي وزوجها متفاهمان اتمنى على كل زوجين يعانيان من هذه المشكلة بان يتوجها للاطباء المختصين لتقديم النصيحة المناسبة لمشكلتهما.
وحول هذا الموضوع اكد الدكتور اكرم الشلبي استشاري النسائية والتوليد والعقم ومدير وحدة الاخصاب بمستشفى الاستقلال بان هناك اسبابا تتعلق بالزوج والزوجة ومنها العقم لمدة طويلة او الضعف الشديد عند الزوج, او عدم انتظام الاباضة او انسداد المواسير عند السيدة, وقد يكون العقم غير المعروف سببا لسنوات طوال فهذه هي ابرز الاسباب.
وبالنسبة لنجاح او فشل هذه العملية اضاف الدكتور الشلبي نسبة نجاح الحمل 35% الى 50% بافضل الظروف اي واحدة من كل ثلاث سيدات ممكن ان تحمل, فنسبة نجاح 100% مستحيلة, وهذا محكوم بنوعية البويضات وعمر السيدة ويعتبر هذا العامل من اهم العوامل فكل ما كانت السيدة اصغر كان افضل, وكل ما كونت السيدة اجنة جيدة كانت فرصة الحمل اكبر.
وحول اعادة العملية اذا فشلت من اول مرة اكد الشلبي بان العملية تتكرر بحسب رغبة الزوجين فالمجال مفتوح ما دام هناك اجنة وما دامت السيدة تتحلى بثقة بنفسها, فهناك سيدات يحدث الحمل لديهن من اول مرة وهناك سيدات يحدث بعد عشرين مرة, وكما اشرنا كل ما كانت السيدة مثابرة تكون فرص النجاح اكبر.
اما اذا تكرر فشل عملية طفل الانابيب خاصة بعد المحاولة الثالثة ينصح باجراء فحوصات كاملة للزوجين لمعرفة السبب, فمن الممكن ان تكون الياف رحمية او اسباب مناعية تؤدي الى تجلطات في الاوعية الدموية او بطانة الرحم تكون رقيقة ولا تستجيب للمنشطات.
وحول موضوع حفظ الاجنة وتجميدها ومدة صلاحيتها اضاف د. الشلبي اذا تَكَوّن عدد كبير من الاجنة فمن الممكن تجميد الاجنة الزائدة لسنوات عديدة بحسب تعليمات البلد المعني بالامر, فتجميد الاجنة يقلل التكلفة المادية عند معاودة المحاولة, واكد الدكتور الشلبي بان نسبة الحمل بالاجنة المجمدة بالطرق الجديدة التجميد السريع تكاد تكون مساوية للاجنة من البرنامج الجديد.
اما بالنسبة للحالات التي لا يمكن مساعدتها بعملية i.v.f قال الشلبي هي عدم القدرة على الانجاب وعدم القدرة مفهوم نسبي للازواج والزوجات, اضافة للعقم المطلق اي ضمور في الخصيتين وانعدام خلايا الام التي تنتج الحيوانات المنوية, اضافة لسيدة دخلت في حالة فشل وظيفي في المبيض او سن يأس مبكر او وجود خلل صبغي.
ونصح الدكتور الشلبي الازواج بعد تأخر الحمل عن ستة شهور بشرط ان تكون الحياة الزوجية منتظمة من دون موانع الحمل مراجعة المراكز المتخصصة لاجراء بعض الفحوصات لمعرفة المشكلة, فنحن لا ننصح بالتردد لان هذا يساعد على تحقيق الاستمرار الاسري والاجتماعي باسرع وقت وبتكلفة اقل في مراحل العلاج الاولى.
العرب اليوم - طارق العاصي