زاد الاردن الاخباري -
أكد وزير الدولة للشؤون البرلمانية توفيق كريشان حرص الحكومة على ترجمة تطلعات جلالة الملك لتعديل قانون الانتخابات النيابية بشكل يكفل إجراء انتخابات نيابية تكون أنموذجاً في النزاهة والحيادية والشفافية.
وقال خلال المحاضرة التي ألقاها اليوم الخميس في الجامعة الأردنية بحضور رئيس وأعضاء اتحاد الطلبة في الجامعة أن الحكومة ستتخذ وفق الرؤى الملكية جميع الخطوات اللازمة لتعديل قانون الانتخابات النيابية وتحسين جميع إجراءات العملية الانتخابية، لضمان أن تكون الانتخابات نقلة نوعية في ممارسة الديمقراطية، وتمكين الأردنيين من ممارسة حقهم في الانتخاب والترشيح، وتأدية واجبهم في انتخاب مجلس نيابي قادر على ممارسة دوره الدستوري في التشريع والرقابة على أداء الحكومة.
وأكد كريشان بأنه حتى لو كان قانون الانتخاب حضارياً وشاملاً إلا أنه لا يصنع الديمقراطية الحقيقية، لأن من يصنعها هو الناخب الذي عليه أن يُشارك في عملية الاقتراع وأن يُحدد مواصفات النائب الذي يُريد.
وأشار إلى أن جلالة الملك يتطلع إلى مشاركة أوسع للشباب وخاصة الطلبة في الجامعات في الانتخابات النيابية القادمة للمُساهمة في فرز مجالس نيابية قادرة على تحمّل أمانة المسؤولية التشريعية والرقابة على أداء الحكومة، حيث أنه كُلّما زادت نسبة المُشاركين في التصويت كانت المجالس النيابية أقرب إلى نبض المواطنين ومشكلاتهم واحتياجاتهم وهمومهم وطموحاتهم، وكلما ارتفعت نسبة الناخبين فإنه سيتم انتخاب النائب الأفضل لخدمة الوطن والمواطن.
وقال أن الأردن يفخر بأن النهج الديمقراطي يسير في الأردن منذ بدايات القرن الماضي في عهد الإمارة، حيث جرت أول انتخابات نيابية عام 1929، وقد تعاقب على مجلس الأمة آنذاك خمسة مجالس نيابية خمسة عشر مجلساً نيابياً منذ تأسيس المملكة وحتى يومنا هذا.
وأوضح كريشان بأن الغالبية العُظمى من أبناء الوطن تلتقي عند مفهوم واحد للحرية والديمقراطية وهي التي تنطلق من أجندة الوطن فقط، لأنها أجندة الأردنيين جميعاً، والخلافات والاختلافات لا تكون إلا لأجل مصلحة الأردن، بعيداً عن أي مصالح شخصية.
كما أوضح بأن الديمقراطية التي يُريدها جلالة الملك هي الديمقراطية التي نتسابق فيها لكيفية خدمة الوطن، خاصة في هذا المرحلة في ظل تراجع الاقتصاد العالمي بشكل مخيف، وارتفاع وتذبذب أسعار النفط وانهيار العديد من الشركات الصناعية والبنوك الكُبرى.
وشدد كريشان على أن الحكومة تعتبر لقمة عيش المواطن هي خط أحمر لن يقترب منه أحد، حيث أمر جلالة الملك الحكومة بوضع كافة الخطط والبرامج والمشاريع لخدمة المواطن وتحسين مستوى معيشته، والبحث عن البدائل المُريحة حتى لا يكون المواطن أول المُتضررين بسبب التردي الاقتصادي العالمي وتراجع الاقتصاد المحلي جرّاء ذلك.
واعتبر أن الديمقراطية ليست مجرّد شعارات يتغنّى بها البعض، لأنها تمثل نظام حُكم ومسؤولية مُشتركة في البناء والعطاء وليست للهدم والتخريب والتخوين والتشكيك.
ودعا الشباب إلى متابعة المسيرة الديمقراطية في الدول العريقة للاستفادة منها على المستوى المحلي، وكيف أنهم يلتقون على مائدة الخلاف والاختلاف لخدمة بلدانهم، لأن الديمقراطية في مفهومهم هي المسؤولية تجاه المصلحة العامة.
وانتقد كريشان العنف الذي تشهده بعض الجامعات بين الطلبة، مؤكداً على أهمية دور الطلبة في تعزيز النسيج الوطني ومحاربة النعرات الجهوية والطائفية والإقليمية والفتن والقلاقل، باعتبارهم الفئة الأكبر في المجتمع الأردني، خاصة وأنهم ينتمون إلى صروح علمية تُشكل منارات للتقدم والتطور والبحث.
وقال وزير الدولة للشؤون البرلمانية ان العشائرية بريئة من هذا العُنف، خاصة وأنها ركيزة أساسية من ركائز المجتمع الأردني لأنها ترتكز على النخوة والشهامة والتسامح والكرم والشجاعة، مؤكداً على ضرورة أن تكون العشائرية هي المُحرّك الرئيسي لدى الطلبة للمزيد من العلم والدراسة والإنجاز والولاء.
وتمنى أن تضع الجامعات برامج ومشروعات للتنافس التشاركي بين الطلبة في ميادين العلوم والتكنولوجيا والآداب والفنون والثقافة والرياضة حتى يتسابقوا إلى التميّز والإبداع في المجالات كافة، وتقديم حوافز مجزية للمُبدعين منهم، حيث أن التنافس يُذكي الروح الإيجابية للعمل لدى الطلبة
كما تمنّى كريشان على الجامعات التنسيق مع القطاع الخاص والجامعات العريقة في العالم والمنظمات الدولية لرعاية المُبدعين والاهتمام بهم وفتح آفاق العلم أمامهم.
بترا