في سعيه الدؤوب ، لتجلية فاعلية قدرة الشباب ، وتبيان حيازتهم امتلاك القدرة على التغيير وبناء المستقبل ، لم يترك – صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم - مناسبة أو فرصة إلا ويشير بشكل صائت إلى تلك الشريحة الواسعة من أبناء المجتمع ، تلك الشريحة التي تمثل نبض حياة المجتمع ، وربيع الوطن ، ، وتأسيس بنائه ، وذروة الإنجاز في تكريس الفعل المؤثر ضمن ساحة مشهد الإنماء الوطني . ( فهم فرسان التغيير وصنّاع المستقبل ) . ومما لا شك فيه أن العالم المتحضّر والدول المتقدمة ، تولي الشباب عناية بالغة الأهمية ، كيف لا وهم فاعلية قدرة الدولة على توجيه المستقبل وتغييره ، فعليهم يُعقد أمل الأمة في التغيير والتحديث ، وعليهم يُتكأ في حماية الديار ، لأنهم السواعد القوية والأمينة ، والعقول المتفتحة والواعية ، وهم سياج الوطن ودرعه المنيع ، وليسوا الإصبع المبتور الذي يحتاج إلى كفّ ليحمله ، بل هم اليد التي ترتفع بالرعاية ، والعقل الذي يضيء بالتوجيه السليم ، وهم الفعل الذي يوصل المجتمع إلى الطموح الأصيل . ولا إخال حصيفا عاقلا لا يوافقنا بأنّ إعداد الشباب ورعايتهم حق الرعاية ، يجب أن يمثّل قطب الأولويات في أجندة الدولة ، فهم بالنسبة لاهتمامات الدولة يتربعون على أريكة الاستحقاق والواجب ، لا على أريكة المنّة والتفضّل ، فهم بلا مرية ولا شك معقد الأمل في التقدم . إنّ الفتوّة لها ما لها ، مما تمتلكه من طاقات كامنة فيها ، فإذا ما لاقت أرضا نبتت وأينعت وأعطت قطافا دانية ولقد احسن الشاعر حين قال : كم طوى البؤس نفوسا لو رعت ........... منبتا خصبا لكانت جوهرا . والشباب هم الفتوة اليانعة ، والصخرة الصلبة ، والقدرة المهيبة ، والمعصم القوي ، والنجاد الطويل ، والعطاء الممدود ، لذا وجب على ذوي القرار ، حمايتهم مما يشين ، وتمكينهم مما يعين ، وتوجيههم الوجهة القويمة ، ودراسة ميولهم ، والتنقيب عن قدراتهم ، الجسمية والعقلية والعاطفية والنفسية والروحية والاجتماعية ........ الخ ، ويقيني أن هذا الاهتمام له علاقة خلّابة في الدور الحضاري والتقدمي الذي ينتظره الوطن والمجتمع منهم ، فمسيرة البناء والتنمية الاجتماعية والتقدم والحضارة معقودة بناوصيهم ، إذا ما أُعدوا إعدادا واعيا ، ينبجس من مبادئ الولاء والانتماء ، وحب الوطن والتفاني من أجله ، نعم وألف نعم ، هم كما قال صاحب الجلالة الهاشمية ،فرسان التغيير وصنّاع المستقبل ، أجل فالشباب يتيميزون بخصائص تجعلهم أكثر تصالحا مع الواقع المعيش ، وتمنحهم طابعا أكثر استقراء للمستقبل ، فهم الحاضر وهم المستقبل ، فلماذا لا نصنع جيلا قادرا على تحمل تحديات الواقع المعيش ، وتلتزم بقضايا الوطن والمجتمع والأمة ؟ إن التلقائية المعتمدة ، وإنّ ثقافة النخوة واستنهاض الهمم ، والرعاية غير المبرمجة ، لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولذا وجب الارتقاء إلى صورة الدولة الحديثة ، التي تستند إلى البرامج المنهجية المشرعنة وفق معطيات فلسفة الدستور ، المستندة إلى جهات رسمية . وما دام أننا نؤمن أنّ الشباب هم ثروة الوطن ، و بما أننا ننتظر إسهاماتهم في جميع مناحي الحياة ، فما علينا إلا أن ننشئهم التنشئة التي تنبثق من معين الثوابت ، وهي : الإيمان بالله ، والانتماء للوطن والأمة والعروبة ، والتحلي بروح المسئولية ، وتنمية القدرات العقلية والجسدية والشخصية ، وترسيخ العقيدة ، والاهتمام بتراثنا المجيد ، واحترام العادات والتقاليد ، وترسيخ الولاء لصمام الأمان ، واحترام الدستور ، وإبراز قيم العمل الجماعي ، وكثير من الأساسيات التي تكفل نجاح وفلاح مسيرة البناء والتطوير والتحديث ، والتنمية الوطنية . فوا عجبا كم ننتظر تفعيل توجيهات صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى ، وواعجبا كم ننتظر صاحب المعول كي يضرب بمعوله على نبع العطاء ؟ كي ينفجر الماء الزلال ، فيسقي العطاش ، ويسقي حقل التنمية الوطنية ، لنبني ونُعلي . حمى الله الاردن وعاش الملك