بالرغم من ازدحام جدول اعمال القمة العربية القادمة في ليبيا ، فأن العرب مطالبين بموقف اكثر تماسكا حيال القضايا العربيه الاهم وخاصة ما يتعلق منها بالعراق وفلسطين بالرغم من اهمية باقي الملفات التي تنتقل كالعادة من قمة الى قمة دون ادنى احراز اي تقدم على مساراتها .
وتأتي أهمية الملف الفلسطيني الشائك اولا بسبب التعنت والممارسات الاسرائيلية التي تتحدى حتى حليفتها الاولى الولايات المتحدة الامريكية وممارسات اسرائيل حيال القدس والتهويد وتوسعة المستوطنات وبناء وحدات سكنية جديدة في تحد وقح لقرارات الامم المتحدة التي تعتبر الاستيطان مخالفة قانونية واخلاقية وتتحدى قرارات القمم العربية المتعددة ومعاهدة السلام العربية التي لم تلقى ادنى احترام من قبل القيادة اليمينية المتطرفة ، ناهيك عن جرائم القتل والتشريد وملاحقة المواطنين الفلسطينني خارج اراضيهم ، فكل هذا يشير الى ضرورة ان يتخذ القادة موقفا عربيا متشددا حيال اسرائيل لارغامها على العودة الى طاولة المفاوضات واحترام قرارات الشرعية الدولية التي تنتظر كما قال رئيس وزراء اسبانيا ذات مره موقفا عربيا متماسكا ! واذا ما بقيت الدول العربية تراهن على دعم الادارات الامريكية للبدء بمفاوضات الحل النهائي فأنها ستصطدم بقوة ومتانة العلاقة حتى في عهد الرئيس اوباما الذي يؤكد دوما دعم امريكا لأمن اسرائيل وتفهم متطلباتها ، ناهيك عن القوة الكبيرة الداعمة للسياسات الاسرائيلية المتمثلة باعضاء الكونغرس الذين لاموا ادارة اوباما مؤخرا بسبب توتر العلاقة مع اسرائيل من اجل ارضاء العرب على حد تعبيرهم !!
ومن هنا لا بد من اعادة اللحمة الى الصف الفلسطيني وترتيب البيت الداخلي تمهيدا لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بمشاركة الجميع لتحظى بدعم العالم ككل واحراج اسرائيل ومنعها من التلاعب على تناقضات المواقف الفلسطينية وانقسام صفهم ، الى جانب ذلك علينا ان نسهم وبقرار فلسطيني وبدعم عربي الى اطلاق انتفاضة جديدة تحمل كل الدعم والمساندة والعودة ان اضطروا الى العمليات الجهادية التي تفرض على اسرائيل العودة الى رشدها واعترافها بحق الفلسطينيين في الاستقرار والمقدسات باعتبار ان النضال هو الركيزة الاقوى والسلاح الامضى للتحدي الصهيوني الوقح على مدار الصراع و الذي لم ينفع سواه في دفع اسرائيل الى المفاوضات واجبارها على التفوض ، فلماذا اسقطنا هذه الوسلة حتى من ثقافتنا !
واذا بقي الخطاب العربي يتمحور حول المفاوضات والاعتماد على دور امريكي متحيز في النهاية لمصالح اسرائيل ، واذا بقينا نحن اصحاب الحق ننبذ العنف فيما يمارس المحتل العنف ضد شعبنا ، فأن الشعوب في العالم وحتى في امريكا ستستهجن موقفنا المتردد حيال ادارة الصراع مع اسرائيل الذي يمتد الى عشرات السنين ، فيما استطاعت شعوبا اخرى التحرر والانفلات من المحتل الاجنبي بأقل فترة زمنية . ولذلك لو ان الانتفاضة قد انطلقت واتسعت لما استطاعت ان اسرائيل تتحدى العالم ككل وعلى رأسهم حليفتها في العالم ولقررت فورا الجلوس الى المفاوضات رغما عنها ، فلا بد من موقف عربي يقيم الموقف الاسرائيلي منذ قمة المبادرة العربية التي تبنتها الجامعة وحتى اليوم .
واما الملف العراقي الشائك كذلك ، فأن المؤشرات والاحداث التي اعقبت الانتخابات البرلمانية الاخيرة تشير وبوضوح الى تعنت رموز وفعاليات القيادات العراقية – الفارسية التي تتخذ من ايران كعبة لها وتؤتمر بأوامرها ولو كان على حساب الشعب العراقي الذي يأتي في ذيل اهتمامات تلك القياده ، فالتهديد بحرب او انقلاب او الغاء لانتخابات البرلمان التي اظهرت تراجع التيار الديني المتحالف مع ايران بشكل لافت مقابل صعود تيارات قومية وليبراليه تريد الخلاص من السطوة الايرانية ، فليس من حق القادة العرب ترك العراق لقمة سهلة بين فكي عرب الفرس وبين الفرس انفسهم ، فالشعب العراقي منحنا رسالة افرزتها الصناديق الانتخابية برغبتة العارمة المستعجلة للخلاص من الاحتلال الجديد قبل عقد القمة ، و يطالبنا بالوقوف الى جانبه في وجه الفرس الجدد الذين يحملون هوبات عراقية وعربية ، فهم الغرباء بميولهم وطموحاتهم وولائهم ، الذين لا يأبهون لاستقرار العراق او وحدته ، جل شأنهم ارضاء اصحاب المراجع في قم وطهران ، فقد كانوا يطالبون بلادهم بتعويضات تقدم الى ايران جراء الحرب العراقية الايرانيه ، ويهددون بحرب جديدة اذا خسروا الانتخابات التي ادارة جزء كبير منها ايران ، وييتخذون مواقف سياسية مخالفة للعروبة ومتغفقة مع التوجهات الايرانية البحتة ، وهاهم يطالبون بمقاطعة القمة بسبب استقبال العقيد القذافي وفدا عربيا من العراق يناشدون القمة التدخل لحماية العراق والحفاظ عليه من \" التشييع والافتراس الفارسي \" !
القمة العربية مطالبة وبكل حزم ان تبعث برسالة خاصة للحكام في العراق والفرس منهم خاصة الى ضرورة الالتزام بالميثاق العربي والحفاظ على أمن واستقرار العراق والقبول بخيارات الشعب دون تهديد او وعيد ، والا سيلاقي مصير العزل والتطويق الدبلوماسي على نطاق واسع اذا ما استمر بتعامله غير اللائق مع شعبه ارضاءا لطموحات ايران وسياساتها المعادية للشعب العراقي خاصة والعرب عامه .