زاد الاردن الاخباري -
مع انتهاء تقديم آخر مبحث من امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة «التوجيهي» للدورة الصيفية، يدخل الطلبة منذ اليوم في دوامة من الترقب والانتظار لقطف ثمار جهد وتعب سنة دراسية كاملة، منتظرين بفارغ الصبر برفقة ذويهم «يوم الحسم» بإعلان نتائج الامتحان.
ويبدو أن حالة الترقب لهذا العام ستكون مغايرة كون موعد إعلان النتائج لهذا العام يتزامن مع شهر رمضان المبارك، حيث يتوقع إعلانها - بحسب تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور فايز السعودي لـ»الدستور» - في الاسبوع الاول من شهر آب المقبل، أي في منتصف الشهر الفضيل.
لكن جوهر الامر هنا هو تحديد الوقت والساعة المناسبة لاعلان النتائج، قبل الافطار أم بعده، ما اختلف عليه المواطنون من طلبة وأولياء أمور من خلال رصد «الدستور» لبعض الآراء.
الطالبة مرام ابو دية قالت إن أفضل الاوقات لحصول الطالب على النتيجة هو بعد الافطار، مبررة ذلك بأن الصائم لا يستطيع تلقي خبر مفاجئ ومصيري مثل هذا الخبر الذي سيحدد مستقبله واتجاهه في الحياة. وفضلت أن يكون الموعد بعد الافطار بعدة ساعات حيث يكون الطالب قد تناول طعامه وأصبح مهيأ نفسيا لتلقي نتيجته سارة كانت أم مخيبة.
وأضافت «أما إذا أعلنت النتائج في وقت مثل الصباح الباكر فإنها ربما ستؤثر على الطالب سلبا، فلا يستطيع إكمال صيامه، وسيعيش ساعات من القلق والتوتر والضغط النفسي».
وأيدت الطالبة ولاء الخطيب ووالدتها رأي إعلان النتيجة بعد الافطار بقولهما «ان الفرحة ستكتمل لتكون فرحتين، فرحة الصائم بافطاره وفرحة الطالب بنجاحه، وتكتمل الفرحة باجتماع المحبين واستقبال المهنئين وتوزيع حلوى النجاح أو التفوق». وجاء رأي الام سناء محمد مؤيدا أيضا لهذا الرأي القائل بأن أنسب الاوقات هو بعد الافطار حفاظا على سلامة وصحة الطالب المعنوية والجسدية.
بالمقابل، قال المواطن أبو عمر إنه يفضل إعلان النتائج وقت الصباح، مبررا ذلك بعدم قدرة الطالب وذويه عل تحمل انتظار النتائج طيلة ساعات النهار الطويلة.
ويرى أن أنسب الايام هو يوم الجمعة، باعتباره يوم عطلة رسمية ويجمع الاسرة.
وقال المواطن ابو عبادة ان افضل الأيام لاعلان النتائج الجمعة او السبت تجنبا لحوادث المرور وأزمات السير حيث ان شوارع المملكة تشهد أزمات خانقة في فصل الصيف وفي شهر رمضان المبارك كذلك. وتعتقد الطالبة لانا نسيم ان ساعات الصباح الاولى أفضل لإعلان النتائج حتى لا يكون الانتظار طويلا ويزيد من العبء على الطالب جراء الجوع والعطش والضغط النفسي.
واقترح بعض المواطنين كالأب «أبو محمد» ترك موعد إعلان النتائج مفاجئا، دون تحديد ساعة معينة تجنبا لما قد يحدثه ذلك من إرباك للطلاب وذويهم خلال ساعات الانتظار.
وأكد أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور حسين الخزاعي أن أنسب الاوقات لاعلان النتائج في شهر رمضان هو ما بعد الافطار كون الانسان يكون في حالة راحة بعد ساعات الصيام الطويلة.
ودعا وزارة التربية والتعليم الى تجنب إعلان النتائج في ساعات الظهيرة كونها فترة شد عصبي لدى الصائمين لا سيما المدخنين نتيجة نقص النيكوتين، مشيرا الى أن إعلان النتائج في ساعات الظهيرة قد يفاقم من الشد العصبي ويزيد من حالات الانفعالات والتوتر. وأكد الخزاعي ضرورة أخذ البعد الديني والنفسي والتربوي بعين الاعتبار لدى تحديد ساعة إعلان نتائج التوجيهي، مشددا على أن وقت ما بعد الافطار وصلاة التراويح يكون الطلبة وذووهم فيه أكثر راحة واستعدادا لاستقبال النتائج.
الدستور