زاد الاردن الاخباري -
قال وزير الخارجية ناصر جوده ان القمة العربية تنعقد هذا العام في ظل وضع خطير جدا وتهديد حقيقي محدق بالقدس الشرقية المحتلة.
واشار في مداخلة له في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الثانية والعشرين في مدينة سرت بليبيا اليوم الخميس، الى الحديث المهم الذي ادلى به جلالة الملك عبدالله الثاني لوسائل الاعلام ونشر اليوم والذي اكد فيه جلالته "ان القدس خط احمر لا نسمح بتجاوزه وسنواصل دورنا في حماية الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية، فهذه أمانة حملناها أبا عن جد وسنستمر في أدائها بكل إمكانياتنا وقدراتنا".
واضاف جوده ان القدس وجميع الاراضي الفلسطينية المحتلة تتعرض لاجراءات احادية اسرائيلية غير شرعية وغير قانونية وانتهاكات سافرة للعديد من قرارات مجلس الامن الدولي التي تعتبر ضم القدس الشرقية باطل بشكل مطلق ولا تعترف به ولا باي من اثاره.
وقال ان القدس واهلها العرب المسلمين والمسيحيين ومقدساتها الاسلامية والمسيحية تواجه هجمه شرسة من قبل الحكومة الاسرائيلية تسعى الى تهويدها والى محاولة تغيير الوضع القانوني الراسخ لها فضلا عن الهدم للمنازل والحفريات حول وتحت الاماكن المقدسة فيها والى تهجيراهلها العرب المقدسيين قسرا منها باستخدام كل اساليب القهر ووسائل الاضطهاد اليومي التي تنتهك بشكل فاضح وصارخ القانون الدولي والتزامات وواجبات القوة القائمة بالاحتلال التي يرتبها القانون الانساني الدولي على اسرائيل.
وأضاف وزير الخارجية ان جلالته حذر أكثر من مرة، "من أن إسرائيل تلعب بالنار، وأن الأردن يرفض ويدين كل المواقف والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تغيير معالم القدس وتفريغها من أهلها، وسيواصل دوره في حماية الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية".
وشدد على ان الإجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب غير شرعية وغير قانونية تقوض فرص السلام وتهدد امن المنطقة واستقرارها وتجرها الى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار والصراع.
ولفت جوده الى الدور الهاشمي التاريخي المستمر في الحفاظ وحماية المقدسات في القدس الشرقية والذي يؤكد عليه جلالته على الدوام "بان جهودنا لحماية القدس مستمرة، على الأرض، نفعل كل ما باستطاعتنا لتمكين الأشقاء المقدسيين وتثبيتهم على أرضهم، وتزويد القائمين على خدمة الأماكن المقدسة بكل ما يحتاجونه، وإسرائيل تعرف موقفنا من القدس جيدا وهو ان القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة التي يجب أن تقوم وبأسرع وقت ممكن لأن ذلك هو السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتحقيق السلام وأن الاستمرار في الاعتداء على القدس وعلى مقدساتها سيشعل المنطقة برمتها، فللقدس خصوصية عند الفلسطينيين والأردنيين وكل العرب والمسلمين".
واكد وزير الخارجية موقف الاردن بقيادة جلالة الملك ان العملية السلمية تقف على مفترق طرق الآن وان الناس سئمت من عملية مفتوحة لا تؤدي إلى نتائج وأن العالم جميعه يواجه لحظة الحقيقة، فإما تقدم فعلي وملموس وسريع لحل الصراع على أساس حل الدولتين وفي السياق الإقليمي الشامل الذي توفره مبادرة السلام العربية، وإما الدخول في دوامة جديدة من الصراع والعنف الذي ستدفع ثمنه المنطقة والعالم وانه لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت، فالعملية السلمية مستمرة في فقدان مصداقيتها.
وقال جوده "لا بد ان نعي ان تمسكنا الجماعي بحل الدولتين وبالسلام الشامل والعادل طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية التي تحقق السلام الشامل بين الدول العربية والاسلامية واسرائيل وهي المبادرة التي اكد عليها جلالة الملك خلال القمم العربية والاسلامية منذ اقرارها في قمة بيروت عام2002 وكان لها الاثر الابرز في انتاج وبلورة المواقف الدولية القوية الرافضة بشكل قاطع لسياسات الحكومة الاسرائيلية والضاغطة بشكل مركز عليها".
واشار وزير الخارجية إلى ان الضغوط الدولية بتزايد مستمر على الحكومة الاسرائيلة التي بات ينظر اليها على انها الطرف المعرقل والمعطل وغير الملتزم بتحقيق استحقاق حل الدولتين والوصول الى السلام الشامل والعادل الذي يعتبره العالم كله مصلحة حيوية لكل دوله وشعوبه، مؤكدا "ان ايمان العرب بالسلام لا يعني باي حال باننا سنقبل الركون الى الدوران في فلك عمليات سلام بلا نهايات".
وفي تصريحات صحافية عقب الاجتماع قال جوده ان اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة التي تبدا بعد غد اقر جدول الاعمال النهائي كما تم اعداده من قبل المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في اجتماعاتهم قبل ايام بحيث اعتمد وزراء الخارجية اليوم الجدول النهائي للاعمال ليتم اقرارها في القمة.
وأضاف وزير الخارجية ان الموضوع الاساسي في الاجتماع ضمن موضوعات اخرى مهمة كذلك هو موضوع القدس والتطورات التي شهدناها في الاونة الاخيرة خاصة ما يتعلق بقيام اسرائيل باجراءات احادية الجانب واجراءات استفزازية غير شرعية وغير قانونية يجمع العالم على ادانتها وعلى رفضها لانها تخالف كل الاعراف الدولية والقانون الدولي والقانون الانساني الدولي.
وقال جودة "انني ذكرت وزراء الخارجية المشاركين في مداخلتي خلال الاجتماع بالحديث المهم الذي صدر عن جلالة الملك لوسائل الاعلام فيما يتعلق بالقدس والاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب وفيما يتعلق بعملية السلام برمتها بحيث ذكر جلالته العالم بان اسرائيل هي التي تعرقل فرص السلام وان المبادرة العربية للسلام والقانون الدولي والشرعية الدولية هي التي نستند اليها في الحل الذي ننشده وهو حل شامل للصراع العربي الاسرائيلي الذي تقع في جوهره القضيه الفلسطينية".
وأضاف "انني ذكرت الجميع في الاجتماع بكلام جلالة الملك بان اسرائيل تلعب بالنار عندما تستمر في اجراءاتها الاستفزازية وخاصة في القدس الشرقية التي يجب ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة عندما تقوم باذن الله والاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس والمسؤولية التاريخية الهاشمية الاردنية التي يضطلع بها جلالته والتي اكد جلالته انه مستمر بالقيام بمسؤولياته تجاه هذا الامر المهم ناهيك عن تهجير السكان وهدم المنازل والحفريات حول وتحت المسجد الاقصى المبارك والاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية وضرورة تكثيف العمل العربي المشترك كما طالب جلالة الملك بالتصدي لهذه الاجراءات الاسرائيلية ولمنع اسرائيل ومناشدة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالتدخل في هذا الامر".
وقال جوده "كان هناك ورقة وزعناها خلال الاجتماع حول الدور الهاشمي في صيانة المقدسات الاسلامية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية وكذلك تذكير العالم على لسان جلالة الملك بان اسرائيل هي التي تعرقل السلام وليس العرب، والتصدي لمحاولات اسرائيل باظهار العرب والفلسطينيين بانهم ليسوا شركاء في عملية السلام، وان العرب هم الذين تقدموا بمبادرة السلام العربية التي يجب ان تكون مستند اساسي لاي حل واسرائيل هي التي ترفض هذه المبادرة ولا تطبقها، ولذلك شهدنا في الاونة الاخيرة، كما ذكر جلالة الملك، اجماع دولي في ادانة اجماع دولي في ادانة الاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب وموقف ايجابي وبناء جدا في هذا الاطار من الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي والرباعية الدولية، وان علينا ان نبني على هذه المواقف الدولية المساندة لقضيتنا العادلة وتكثيف الجهد المشترك للاستمرار في ابراز هذه الاجراءات الاسرائيلية المرفوضه وغير القانونية امام العالم.
بترا