أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ابو عبيدة : لا يشد الكيان إلا الحبال الأمريكية التي ستنقطع نتائج ترشيح الدورة الخامسة للمنح الخارجية الجامعية اتفاقية بـ 100 مليون دولار للتحول الرقمي في وزارة الصحة الاردنية الصحة اللبنانية تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 2038 شهيدا و9869 جريحا العائلة المالكة… دعم دولي متواصل لوقف الحرب على غزة الأردن .. الامن يقبض على 14 تاجراً ومروجاً للمخدرات الماضي دخيلا في (جريمة الرمثا) 106 قوافل مساعدات بواقع 3577 شاحنة سيرها الأردن إلى غزة منذ 7 أكتوبر فرنسا .. إحراق مراهق حيّاً بعد طعنه 50 مرة الاحتلال يصدر قرارات إخلاء جديدة شمال غزة القناة الـ12: الرشقة الصاروخية على تل أبيب أدت لتغيير مسار طائرة الصفدي يبحث مع رئيس مجلس النواب اللبناني استعداد الأدن لتقديم المساعدات لمواجهة العدوان 19 ألف مصاب بالكيان الصهيوني خلال عام نتنياهو يتطلع إلى (حرب القيامة) وقفة تضامنية حاشدة في جامعة العلوم والتكنولوجيا نصرة لصمود أهلنا في غزة العبابنة والغزو والسحيمات يؤدون اليمين القانونية أمام الملك العثور على جثة بمنزل في الرمثا وضبط القاتل 9 إصابات بحريق منزل في اربد. 726 جنديا إسرائيليا قتلوا منذ السابع من أكتوبر الصفدي: الغضب بالشارع الأردني يعكس غضب المؤسسات الرسمية
الصفحة الرئيسية أردنيات غسان شربل يكتب : الأردن والنار والربيع

غسان شربل يكتب : الأردن والنار والربيع

10-07-2012 01:54 AM

زاد الاردن الاخباري -

فاجأت الأزمة السورية الدول المجاورة. فاجأتها باستمرارها وعمقها ومشاهدها المروّعة وأخطارها وحجم ضحاياها. كانت الدول المجاورة تعتقد أن النظام السوري صارم ومحكم ومستقر. وأن القلعة التي يزيد عمرها على أربعة عقود لن تسمح للعاصفة ان تهب من داخلها وتتلاعب بحجارتها. نام النظام على حرير الاعتقاد انه قادر على "وأد الفتنة في مهدها". روّج دائماً ان التهديد يأتي من الخارج. ويأتي في صورة "مؤامرة" لمعاقبة النظام على نهجه الممانع. لم يحسن الالتفات الى الأجيال الجديدة التي سارعت الى رفض القاموس القديم. راهن على مواقفه الثابتة في الخارج وراهن على الآلة الأمنية الصارمة في الداخل. لم يلتقط أن الحزب تقاعد بعدما نخرته شبكات الأمن والمصالح. وأن التقارير عمقت المسافة بين الناس ومركز القرار.

بالغ النظام في الرهان على عائدات السياسة الخارجية. عائدات النجاح في المساهمة في إفشال الغزو الأمريكي للعراق. وعائدات النجاح في استيعاب الاضطرار الى سحب القوات السورية من لبنان في ختام أطول وحدة عربية إلزامية. وعائدات النجاح في العودة الى الساحة الدولية بنصائح تركية ودعم قطري ومشاركة فرنسية وتشجيع سعودي. قطف النظام النجاحات وامتنع عن تسديد الأثمان المطلوبة في الخارج والداخل معاً. وكانت الأثمان المطلوبة هي قدر من الاعتدال في الخارج وقدر جدي من الانفتاح في الداخل. لهذا اندفع النظام الى مواجهة عاصفة الاحتجاجات بعدما خسر صمامات الأمان التي كانت توفرها له علاقاته بعواصم الاعتدال في الإقليم وخارجه.

سورية لا تشبه تونس. ولا تشبه ليبيا. ولا يمكن عقد المقارنة مع مصر. تركيبتها مختلفة وحساسة ونظامها مختلف وموقعها أيضاً. سورية شديدة الارتباط بشرايين الدول المجاورة لها. نارها تنذر بالفيض. للتغيير فيها أثمان كما للحرب الأهلية الطويلة.

في ليل عمّان تهجم عليك المشاهد السورية. قاسية وجارحة وخطرة ومحزنة.

والأردن محكوم أيضاً بالتعايش مع الحريق السوري ومع "الحراك الشعبي" في شوارعه. لكنك لا تشعر في عمّان بأن البلد موعود بانهيار. لم تسقط السلطات الأردنية في إغراء القمع. لم تسمح بتحويل نهارات الجمعة الى أيام منجبة للجنازات. لم تخاطب المحتجين بالرصاص ولم تعتبرهم عصابات مسلحة.

التقطت السلطات الأردنية رسائل الشارع، أو بعضها على الأقل. حاولت تحويل المشكلة الى فرصة. اعتبرت ان الرد على رياح "الربيع العربي" يكون بالذهاب أبعد في الإصلاح السياسي الذي نجحت قوى من داخل النظام في لجمه في السنوات الأخيرة. اعتبرت أن الحديث عن مكافحة الفساد يجب أن يترجم عملياً وأن المؤسسات يجب أن تحظى بالحصانة وأن يتسم عملها بالشفافية. رأت ان المخرج من غليان الشارع يكون بترك الأردنيين يقولون كلمتهم في انتخابات نزيهة وشفافة. تتعامل مع "الإخوان" بوصفهم جزءاً من النسيج الوطني. تحاول استدراجهم الى المشاركة في الانتخابات من دون السماح لهم بإملاء قواعد اللعبة وبما يفوق حجمهم التمثيلي.

في مكتب الملك عبدالله الثاني يسمع الزائر أن قرار الإصلاح نهائي ولا عودة عنه. وأن الانتخابات المرجحة في نهاية العام ستكون نزيهة وشفافة. ويسمع الزائر كلاماً مشابهاً في المواقع الأخرى المؤثرة. ويخالط الكلام عن الربيع كلام عن الوضع الاقتصادي الصعب وتقدير للدور الذي لعبته السعودية في السنوات الأخيرة في منع الاقتصاد من الاختناق.

عمّان تنتظر. لكنها تنتظر في ظل حكومة قادرة على الاجتماع ومؤسسات عسكرية وأمنية متماسكة، وفي ظل اقتناع الأردنيين بأن إصلاح النظام ضروري وبأن إسقاطه غير وارد، لأنه مجازفة تفتح بوابات التفكك والحرب الأهلية. في المقابل الانتظار اللبناني مفتوح على الهاوية.

كان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في عمّان يزور ويستقبل. ذهبت اليه. اعتدت في السنوات الماضية على زيارته في دمشق. غيّر الربيع العربي أشياء كثيرة. وصار باستطاعة مشعل أن ينام في عواصم عدة.

* غسان شربل : رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع