زاد الاردن الاخباري -
احمد عريقات - اخر ما اذكره اني كنت واقفا مبحلقا في ساعة الماء التي يأبى عقربها الاحمر على الحراك منذ شهر مما يعني احضار تنك ماء وعشرين دينار تضاف الى ميزانيتي التقشفية، بعد ذلك سمعت صراخ زوجتي ( لماذا تصرخ) ابني يأخذني بين ذراعيه صارخا بصوته الاجش( يا بى..يا بى ) ابنتي جثمت على ركبتيها ناحبة فوق راسي، لم يفعلون هذا، ماذا حدث.
تجمهر الناس حولي احدهم وضع فمه فوق فمي ونفخ فيه الهواء ( الله يقرفه مش امفرشي اسنانه الريحة قتلتني) اخر يضغط على صدري بقوة، اولادي زوجتي الجيران لا اسمع غير كلمة اتصل بالاسعاف، صوت دوي صافرتها يثقب اذني رجال بزي عسكري احدهم يتحسس نبضي يرفعوني على حافة، ماذا حدث لم كل هذا؟، يدخلوني الى جوف السيارة يغلقون الباب يغرزن حقنة في ذراعي يوصولني بانابيب بلاستيكية، يا جماعة الخير انا منيح ليش كل هاليزعا.
يخرجوني من السيارة يتجمهر حولي رجال يتحركون بسرعة يضعوني على سرير غير مريح يتحركون بسرعة اصوات الاجهزة رائحة الكحول الطبي.
فجأة تختفي اصواتهم، يظهر رجل كالشبح يمسك بيدي يرفعني فانهض انظر الى الخلف اشاهد جسدي مسجيا على سرير في غرفة طوارىء فجأة ارتفع مع ذاك الشبح في الهواء وكأني نسمة خفيف لا ثقل جسد يعيقني ولا جاذبية تلصقني بالارض ارتفع وارتفع حتى تجاوزت حدود الغلاف الجوي، نقف امام باب كبير مذهب مغلف بالغيوم كتب عليه (الجنة)
- - انظر الى رفيقي الشبح واسأله متعجبا، انا ادخل الجنة!، هل هذا معقول! هل حقا انا من اهل الجنة!
_ يكشف الشبح عن وجهه اذ به اجمل ما وقعت عليه عيناي من الخلق، يجيبني بصوت ملائكي، لقد كتب الله لك الجنة بحسنة تلك المرأة التي ملئت لها سطل من الماء رغم ان المياه مقطوعة وتعانون من شح شديد بالمياه
- - صرخت فرحا: اه اذكرها وبعد ان ملئت لها سطل الماء قالت داعية (اللهم اسقه من انهار الجنة)
- اجابني الشبح مبتسما وها قد استجاب الله دعاءها
- لحظتها فتح باب الجنة اذ بانهار من الماء الزلال، فركضت عابرا بابها ووقفت على حافة بركة ماء شكلتها مياه الانهار وكنت ساقفز غاطسا في اعماقها، لكن فجأة شعرت بثقل جسدي وبدأت اهوي واهوي حتى ارتطمت بحافة سرير المشفى عائدا الى جسدي شاعرا بشيء لزج فوق صدري، قوة كهربائية ترفع جسدي ثم تلقيه بعنف احدهم يصرخ بحماس ( لقد عاد النبض)، التفت حولي اذ بالشبح يقف بعيدا صرخت به: ماذا حدث اين الانهار والماء الزلال ، اجابني بأسف نسيت ان اقول لك ان دعاء المرأة كان بالنص الحرفي ( اللهم اسقه من انهار الجنة وازرقه طول العمر) .