بناء على وكالة بترا الأردنية ، فمنذ إنشاء الجامعة العربية عام 1945 عقد القادة العرب 33 اجتماع قمة بينها 22عادية و9 طارئة إلى جانب قمة اقتصادية واحدة. وتبنت أكثر من 300 قراراً لم ينفذ بعضها.... طبعاً الوكالة متحفظة ومتفائلة، ولكن الواقع هو أنه لم ينفذ أي شيء مهم فيها يخدم المواطن العربي....
الواقع العربي يتحدث عن ثلاثة محاور هامة للمواطن العربي وهي القضية الفلسطينية والوحدة العربية والنزاعات العربية-العربية .....
وليس من قبيل التهويل والمبالغة ،ولكن من قبيل الواقع الذي نعيشه. فإذا نظرنا إلى هذه المحاور واحداً واحداً، فسنجد في الخانة الأولى وفي قضية فلسطين بالذات أنه عندما عقدت القمة الأولى في أنشاص عام 1946 كانت فلسطين ما تزال تحت الانتداب البريطاني. وكان الشعب الفلسطيني ما زال في وطنه، ولم يكن أحد يعرف أن هناك دولة اسمها إسرائيل. والآن وبعد هذه القمم الثلاثين، ضاعت فلسطين كاملة وتم تشريد الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء الأرض وأصبحت إسرائيل اللاعب الأول في المنطقة.... فإذا أردنا إعطاء القمم العربية علامة على إنجاز هذا الملف فكم نعطيهم ؟؟؟؟
أما فيما يتعلق بالمحور الثاني وهو الوحدة العربية، فقد كانت الشعوب العربية تؤمن بالوحدة العربية كأمر غير قابل للنقاش. وهنا في الأردن، كان وما زال الجيش يُدعى بالجيش العربي، والتاريخ لا يزال يسجل أن أول رئيس لوزراء الأردن كان سورياً وكان المدافعون والمجاهدون في فلسطين من مختلف الأقطار العربية وعلى رأسها شرق الأردن وسوريا يجاهدون في أرض يعتبرونها أرضا لهم. وكان المد الوحدوي في الخمسينات قد وصل حداً بدت معه الوحدة العربية في متناول اليد. والآن وبعد ثلاثين قمة كانت النتيجة أن فلسطين غدت بلداً شقيقاً.. ونحن نأمل أن نستطيع خلال الخمسين سنة القادمة أن نوحد منهج الرياضيات في المدارس العربية للصف الأول الأساسي.. فإذا أردنا إعطاء القمم العربية علامة في هذا الملف فكم نعطيهم؟؟؟
والمحور الثالث هو النزاعات العربية-العربية، وكانت الكويت والعراق على رأسها. وحاولت القمم العربية إيجاد حل لذلك النزاع ، وكانت النتيجة بعد هذه المحاولات أن انقسم العرب إلى (عَرَبان) ودخلت جيوش العالم كله - بحجة إنقاذ الكويت - إلى الخليج العربي. وما زال الجيش الأمريكي يسرح ويمرح والقمم العربية نسيت الموضوع كلياً. كما أن الأوضاع في لبنان كانت مثالاً آخر، فقد فشلت الجامعة العربية فيه فشلاً ذريعاً، ولم تنته المشكلة إلا بتدخل قطر والتي أعادت توزيع الأرباح على ملوك الطوائف هناك، فعاد الجميع سعيداً بما كسب... فإذا أردنا إعطاء القمم العربية علامة في هذا الملف فكم نعطيهم ؟؟؟
عندما صادف أعرابي رسولنا محمد( ص ) حول الكعبة وقال له الرسول الأعظم أن الله سيحاسبك ، أجابه الأعرابي لأحاسبنه قبل أن يحاسبني. قال الرسول: وهل تحاسب ألله ؟!! قال له :نعم، إن حاسبني على ذنبي حاسبته على مغفرته.. وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه.. وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه.... فأنزل الله ملكه الكريم جبريل ليقول للرسول: \"لا يحاسبنا ولا نحاسبه\"... أفلا نستطيع نحن أن نحاسب رؤساءنا على نجاح القمم ؟؟؟
خلال أيام سيكون الشعب العربي مدعواً لسماع الكلمات الافتتاحية لمؤتمر القمة العربي. وسيكون الكثير منهم حريصاًٍ على الاستماع لكلمة رئيس الجمهورية العربية الليبية لما لها من وقع مختلف دائماً. ولكننا نتمنى أن تقرر القمة العربية إيجاد آليات أخرى للعمل العربي المشترك، فقد تكون الجامعة العربية حتى الآن تتساوى مع اللاشيئ بالنسبة لكثير من الشعوب العربية....
د . معن سعيد