زاد الاردن الاخباري -
خاص- خالد عياصرة - تحرق، جامعة مؤتة، تهدد حياة الطلاب، تقذف الجامعة بقنابل المولوتوف، ملثمون يجوبون شوارع الجامعة، الكثير من الاصابات تقع بين الطبلة نتيجة استخدام الاسلحة البيضاء من قبل الملثمين.
فمن المسؤول ؟
سؤال يسال منذ اشهر، لكن تغيب الاجابة، وتسجل كافة القضايا ضد مجهول !!
لو عدنا الى أصول المشاكل الجامعية كما المجتمعية، سنجدها ذات أسباب تافهة، لكنها تضغط وتتدفق كما بركان يلفظ حممه أكثر اثرا ووجعا للقلب وللنفس من كل ملفات الفساد التي تتكدس بها ادرج المسؤولين وجيوبهم.
غدا، تتحرك عباءات الخواء العشائري والوطني، لانهاء المشكل، واعتبارها تصرفات اناس طائشون، غدا تتحرك الواسطات للملمة الموضوع، والافراج عن كل من تثبت ادانته، غدا يسهم هؤلاء بطعم الاردن من جامعة مؤتة مرة أخرى.
دعوات جاهلية تحكم سير البعض تلتبس ثوبا من جاهلية القرن الأولى، تدعو إلى تقويض أركان المجتمع من خلال الإبداع في إستخدام أساليب العنف، وتنويع طرقها
ماذا يعني أن يتم تجهيز جيوشا من شباب الجامعات الاردنية بهدف ضرب آخرين بإستخدام كافة الوسائل، فقط لان لغة الحوار بين كلاهما غائبه وتسيطر عليها لغة العنف بحجة حماية شرف العشيرة هنا أو هناك !
المؤسف أن غالبية المشاكل تتطور وتنتقل إلى فعل جرمي يحملها الفرد على ظهرة ليرميها في قلب الجماعة، وتتحول إلى العصبية ثائرية تزيد من جريان الدماء ولا تحد منه أو تمنعه.
يا الله .... هل النفس الإنسانية رخيصة إلى هذه الدرجة، هل رؤية الدم الدافق من الأوردة يزيد العمر، أم أن إفتعال المشاكل يزيد من رجولة الانسان وقوته؟
من منا لم يشهد خاروفاً يذبح بيد الجزار؟ من منا شهد الدم المتدفق كما البركان من اوردته ؟ من منا لم يفكر بقيمة الحياة ؟ من منا لم يكره رائحة الدم، ومنظر الخاروف الغارق بدمائه ؟
لنقلب الصورة ونعتبر أن الذي يذبح " الجاني " بيد الجزار " الممجني عليه " هو ذات الخاروف، يا ترى ما هي ردة فعلنا على هذا ؟
فما بالنا لو كان المذبوح "المجني عليه" وطنا، والجاني "ابنه" !
العنف المجتمعي بكافة أنواعه يزداد بصورة مضطرده، هذا يعود الى الصمت حيال الحالات السابقة التي تغلبت بها عباءة الشيخ على مصلحة الدولة، وسمعة المتورطين على سمعة الأردن.
العنف، يهددنا كمجتمع، لا علاقة لهذا النشاز بالأوضاع الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية المزرية التي يعاني منها المجتمع، بل له علاقة بمدى فاعلية ثقافة الانسان وانعكاسها على حياته.
نعم، نحن مهددون من الداخل وسلاح التهديد هذا بيد جهال يرعبون المجتمع برمته، هذا يتطلب من الجميع تحديد الأسباب وإيجاد الحلول لمنع إنتشار الفكر السوداوي الذي يطرق كل باب في وطننا الحبيب الاردن.
فهل يا ترى نستطيع قيادة المسيرات والاعتصامات والاضرابات تحت عنوان إصلاح المجتمع وتوعيته قبل ان تفتك به يد الجهلاء وتسيطر عليه ؟ !