عنوان المقالة صحيح وليس خطأ مطبعيا ، فنحن نعرف جيدا عن السطو المسلح (بالسين) ولكن ما شأن السطو المشلح (بالشين)؟.
الصورة ببساطة وكما تكررت مرارا كثيرة جدا على هذا النحو: توقف سيارتك في مكان ما ، تنزل منها دون أن تغلق أبوابها ، لأنك ستعود سريعا ، وحينما تعود تجد امرأة بالغة الزينة ، تلبس ملابس (مش ولا بُد) تجلس في المقعد المجاور لمقعدك ، تصيبك الدهشة ، تسأل السيدة: لعلك أخطأت في اختيار السيارة ، أو جلست في المكان الخطأ؟ فتجيبك بكل ثقة: أبدا ، أنا أعي ما أفعل ، اخترت سيارتك أنت بالذات، فتسأل: هل نعرف بعضنا البعض؟ فتقول: ليس مهما ، أريدك أن توصلني إلى.. ، وهذا الـ(إلى) غير مهم كثيرا ، فيمكن أن يكون حيث تريد أن تذهب ، أو قد يكون اللامكان ، أو اللف في الشوارع ، المهم أن المرأة التي وضعت قردتها على طحينك ، تريد أن تتبلاك وتبتزك ، وقد لا تدرك سريعا مغزى ما يحصل معك ، أو قد تتغابى وتبدأ بالكذب مثلا والقول أن السيارة ليست لك ، وأنك مجرد سائق لدى عائلة محترمة وتعيل عشرة أنفار ، وإذا عادت (معلمتك) التي شغلتك لديها ورأت المرأة في السيارة فستقطع رزقك ، وأنه يستحسن أن تغادر قبل أن تتسبب بتشرد أفراد اسرتك ، رد الفعل هنا قد يكون التعاطف معك ، وترك المغامرة ، أما إذا اكتشفت كذبك ، فستفعل معك كما فعلت مع صاحبنا - صاحب الشكوى الأصلية - فتشق صدرها ، وتبدأ بالتهيؤ للصراخ لجمع الناس عليك ، مدعية أنك تريد الاعتداء عليها ، ومن ثم الذهاب إلى المركز الأمني ، وتسجيل شكوى تحرش أو محاولة اعتداء على أنثى ، وبقية القصة معروفة: نظارة ودعاوى وحجز حرية وفضائح وخراب بيوت ، والحل؟ إدفع بالتي هي أسوأ ، كم تحمل في محفظتك؟ وأنت الآن بين خيارين: إدفع أو تبهدل وانفضح ، فتمد يدك بكل أريحية وأنت كالأرنب ، وتدفع لها عشرة دنانير عشرينا أو ما تيسر ، كي تعيد لبس ما (شلحت) وتمضي إلى حال سبيلها ، كي تبحث عن ضحية أخرى ، لتسطو عليه بنفس السلاح الأبيض،. القصة تكررت عشرات وربما مئات المرات ، ولم تزل طريقة سهلة للسطو والتقشيط ، وهي ترتكز على ثغرة في القانون ، إذ تُعتبر المرأة المشتكية مُصدقة لدى الجهة المختصة حتى يثبت العكس ، وإلى حين يثبت هذا العكس ، تضيع حقوق وتتهدم أسر وتخرب بيوت ، لهذا يخضع الضحية للابتزاز ويدفع ما لديه كي لا ينفضح وهو لم يرتكب ما يوجب الفضيحة ، ولكنه يستسهل الحل الأسلم ، ويدفع من قوته وقوت أطفاله وهو يشعر أنه اختار الخيار الصحيح، والحل؟ قد يكون تعديلا قانونيا ، وقد يكون حملة توعوية بعدم ترك السيارات بلا قفل ، وقد يكون التحرز على اي شكوى ترد إلى الجهة الأمنية بشأن اعتداءات من نساء (أشكالهن مش ولا بُد،) وقد وقد..،.
الحل الأسلم والأعظم في الأخلاق ، وسد حاجة الناس الاقتصادية ، وحتى نصل إلى ذلك الحلم الأفلاطوني ، تأكدوا من إغلاق أبواب سياراتكم حينما تغادروها ، كي لا تتعرضوا لتهديد السلاح الأبيض وتقعوا ضحية للسطو المشلح،.
asmar@email.com