(( عبيـــر عـدنـان القطــب ))
في ليلة ماطرة حالمة التقينا .. صافحتني فاحتضنت يدك بكلتا يدي وضممتها الى
حيث يقبع الفؤاد واجلا فأنطلقت منها موجات دافئة اخترقتني حتى النخاع ..
لكنك باغتني بمحاولة اقتحام عنيدة وعنيفة فتجمدت الدماء في عروقي وجلا وامست
نيراني صقيعا خلال ثواني .. شددت على يدك التي مازالت بين يدي قابعة فوق
نبضات قلبي ونظرت الى عينيك بتضرع راهب يصلي اخر صلواته وهو يلفظ
انفاس الحياة الاخيرة .. شعرت بالرعشة التي اجتاحت كيانك وانت ترخي اناملك
المتشنجة المعروقة وملئت عينيك دمعة تساؤل وحيرة وعتاب .. ثم ضممتني الى
صدرك باكيا بصمت ولكن دون دموع ..
سيد ايامي لاتحزن وامنح القلب متسعا ليحبك اكثر قبل ان نتلاحم فقبل ان نلتقي
يجب ان تغمر عينيك وجودي .. ان تغرق جميع مسامات احساسي فاراك مرسوما
داخل كل خلية من خلايا العقل
لن اقدم جسدي قربانا في محراب رجولتك ولن ألهث خلف انفاسك المحمومة بكل ما
اوتيت من انوثة فطرية قبل ان تحتلني بكل ما تحمل الكلمة من معاني
لن اكون .. ولن تكون ..فالحب مختلف عن ممارسة الحب .. الحب لا يتطلب اكثر
من صورة ترسمها في خيالك لتركع مصليا لها كل ليلة في طقوس نورانية..
اما ممارسة الحب فشيء مختلف .. شيء يتطلب ان ان تلتحم كل شعيرات جسدك
بشعيرات جسدي .. ان تتناغم كل تفاصيلك مع تفاصيلي .. ان تتقابل كل مساماتك
مع مساماتي .. عندها وعندها فقط ساذبح قرابيني واغتسل بدمائها واعلق اوسمتي
على صدر رجولتك .. ثم اختم القلب بالشمع الاحمر دون سواك ..
سيد ايامي .. سيد احلامي ..انا اسفة فلم اصل لهذا الكمال بالعشق بعد اذ ان جنين
حبنا لم يكمل اشهر حمله ومن الظلم ان يولد قبل ميعاده المحتوم والا امسى
مسخا ناقصا لا جمال ولا قوة فيه ..
اسفة .. ليس بعد .. فلترمي بمرساة رجولتك الى قاع الرغبة السحيقة ولتنتظر ان
يأتي المد فيرفعها الى سطح الماء .. انتظر فربما التقينا بعد حين .. اقول ربما
فلا شيء مؤكد في العشق .. ربما .. ولكن بعد حين ..