زاد الاردن الاخباري -
دولة الرئيس المحترم
بعد التحية
ذهبت بالأمس الى قريتي كفر اركب(برقش) الواقعة في محافظة اربد لواء الكوره وبت ليلتي هناك انتظر وصول الماء حسب برنامج التوزيع ورغم ان المجاورين اخبروني ان المياه لم تصلهم منذ اسابيع الا انني بت على امل ان يكون الحظ حليفي هذه الليله وتصل المياه الى الحي وبقيت ساهرا طوال الليل وجميع الجيران من حولي كل يسأل الاخر هل وصلتك المياه ولكن دائما كانت الاجابة بالنفي وعندها ادركت ان جميع الجيران خزاناتهم عطشى ولا يجدوا ما يسد رمقها,ولكني لاحظت ان اهل قريتي يشربون الامن والامان فالغالبية العظمى من ابناء قريتي من اشاوس القوات المسلحه والاجهزة الامنيه وبعض موظفي الدرجات الدنيا الحكومية فليس منهم وزير ولاسفير ولامدير اظف الى ذلك ان مايزيد عن 99% من سكان بلدتي من نفس العائلة مازاد من نعمة الامن والامان التي ترتوي منها قريتي .
دولة الرئيس ان عدم وصول مياة الشرب الى قريتي جعلها تشرب من مصدر واحد هو الامن والامان وهذا بدوره يسبب ضغطا واستنزاف لهذا المورد اذا لم يتم تدعيمه بمصادر اخرى ,وقد بداءت بعض اعراض هذا الاستنزاف تظهر من خلال اختلاف البعض على من سيكون المعزب للضيف عندما يفاجئهم في ساعات المساء ولايمكث مدة الضيافة العربيه بل يقضي سواد الليل ويرحل باكرا والكثيرين لم يحظوا بشرف استضافته او سماع صوت خريره ينهمر في خزاناتهم, ويرحل عنهم وهم مختلفون دون معرفة موعد الزيارة القادمة .
دولة الرئيس ان اهل قريتي عندما ادركوا ان هذا الضيف يبخل عليهم بالزيارات رغم حفاوة استقباله بينما يمكث اياما وليالي في ضيافة غيرهم يعزف اجمل الحان خريره في شلالات مزارعهم و برك سباحتهم وادركوا ان ما هو الاسفير مرسل يعمل بامر مرسله وان مرسله يرتبط اخيرا بدولتكم فقد قرروا تحميل دولتكم كامل المسؤولية لعدم قيامكم بواحباتكم الدستوريه و الاخلاقية والقانونية تجاه فئة من الشعب يقعوا تحت ولا يتكم العامه وهم مكون اساسي من مكونات الدولة.قدموا ما عليهم من واجبات ولم تؤدي دولتكم اليهم حقوقهم وغيرهم تنهال عليهم المكتسبات دون اداء الواجبات,ماسبب الما" في النفوس الامنه وحرك فيها غيظا" من سياستكم غير العادلة فماذا بقي من الامن والامان بعد الماء ونحن نعيش لهيب صيفين معا" لهيب حرارة الشمس ولهيب حرارة اسعاركم.
دولة الرئيس عندما اتكلم عن اهلي واهل قريتي فكل بيت اهلي وكل قرية قريتي,وحب الوطن جعلنا ندفع كل الفواتير بانتظار رحيلكم ويبقى الوطن ترويه دمائنا.