كنتم بحق أفذاذا\"، كما كانت الأجيال التي سبقتكم، حين نهلنا على أياديهم كل صنوف التعليم، وتقمصنا كل أصول التربية والأخلاق الحميدة التي كانوا قدوتنا فيها. كما أنتم حين تحترقون لتضاء الطريق لأبنائنا، كان الدرس الذي علمتموه للجميع قاسيا\" ورائعا. واقسم أن من تطاول على لحاكم الطاهرة، إن عادت له الكرة وسلمت له الجرة لن يفكر بمثل ذلك، حتى مجرد تفكير.
حين كانت الأمور فتكالب عليكم الجميع من كل حدب وصوب، أولها الطالب حين فقد قدسية معلمه فما بجله، جعلتنا اشد شوقا لتلك التي كنا نبحث عن كل ما في النفس من خوالج وعواطف جياشة لنعبر ونسددها سهام محبه لهم لأنهم يستحقونها كما انتم فكنا
تقدس هذا الملاك الطاهر. تأنيها ذاك الأب الذي كانت مصلحة ابنه الآنية هي جل همه ، وما عبث بالمصلحة النهائية له كان يقف في صف ابنه لأتفه الأسباب وكان حريا\" به أن يكن مع الأستاذ من اجل صالح ابنه لأنها كذلك هدف لمعلمه وان قسا عليه حينا ، ثالثها الظروف المعيشية التي زادت تغولا\" فأخذت الجزء الأكبر الذي كان حقا\" لطلبتكم ولكم في ذلك العذر كله فانتم تألمون كما يألمون ونألم وان زدتم بإحساسكم المرهف لكن هو انتماءكم الذي فاق الجميع بان جعلكم تسمون على كل الجراح وتودون رسالتكم رغم الدهر ومنغصاته ، ورابعا حين تثور ثائرة الجميع حين تمتد يد للطبيب أو رجل امن أو غيرهم وان كان هو من زرع بذرة ذلك، وكذلك تمتد يد العون لكل موظف ناله غبن من غيره، الأولى أن تكن تلك الأيادي لنجدة المعلم وان لا تكف عنه أو أن تكن ذات سهم في جلده وان كنا نمقت كل التصرفات البغيضة اتجاه أبناء الوطن أي كانت مواقعهم لان هيبتهم من هيبة الدولة التي هي لنا .
المعلمون الأفذاذ....
كما انتم دوما\" أصحاب رسالة، أشعرتم الجميع أنكم أصحاب حق، وان كنتم صامتين من ذي قبل ، لكن ثوارنكم ليس من السهل أن يخمد.
ما عرف الجميع يكف يعالج الأمر. حتى جاء من كان دائما\" نصيرا\" لكل صاحب مظلمة فنصركم، كان صاحب الجلالة في صفكم حين أشاد بدور المعلم، وأشعركم بأن شأنكم همه على الدوام وسترون ما يخبى قادم الايام من خير باذنه تعالى ، انتم أصحاب رسالة لها قدسية، هذه الرسالة من لدن صاحب الجلالة كانت لكم فاقتنصوها فهي طوقت أعناقنا كما طوقت بها أعناقكم لأنها من لدن حامل هموم شعبه ولكم منيرين طريق أبناءه وصناع غد وطنه لأنكم قدوتنا وهمكم همنا.
استحلفكم بالله العلي القدير، وبكلمات صاحب الجلالة، أن ترأفوا بفلذات أكباد الوطن الذي لا ذنب لهم.
حين يتحدث الغير بما يسيئكم، انتم جبال شامخة في عيوننا، وحين تعيدون الأمور لصوابها تزدادون شموخا\" كما كنتم عليه.
فلا تخذلوا قائد الوطن.... وانتم جنده الأوائل ولأنكم صنعتم كل القادة من بعدكم، لان مثلنا الشعبي يقول: ((راع الاوله ما ينلحق)) فكما كنتم دائما\" أصحاب الاوله، فكونوا هذه المرة أصحابها.