بدايةً .. وفي ما يدور من حولنا من مآسي وعدم استقرار أمني واجتماعي لبعض الدول وشعوبها ، سببها الجهل وقلة المعرفة في بواطن الأمور ، حتى باتت تغرق في جوعها لتتسلل إليها الأمراض المعدية والمزمنة ناهيك عن المستعصية التي تفتك بصغارها قبل كبارها ..!!
فالعلم والمعرفة هما الترياق الوحيد للخروج من هذا الوباء بأقل الخسائر البشرية ، ولحياة أكثر أمناً وأشد استقراراً اجتماعياً هناك بين الجهل والعلم فاصل مهم وهو \" المعلم \" الوحيد القادر الخروج بالبشرية من ظلمة الجهل إلى نور العلم والحياة ..!!
ومن هنا بدأت القيمة الحقيقية لدوّر المعلم الذي قيل فيه \" قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا \" و \" من علمني حرفاً كنت له عبداً \" .. وهذه المفاهيم والأقوال يجب أن لا نلغيها من قاموس مبادئنا التعليمية التي تربينا عليها ، بل يجب علينا العمل على ترسيخها في مبادئنا الحياتية ونعلم أبجديتها لأبنائنا حرفاً حرفاً ..!!
ونحن اليوم ومنذ أيام عديدة خلت والمعلمون الذين هم عماد وزارة التربية والتعليم وتقدم وازدهار الأردن منذ تأسيسه ، ينشدون من ينصفهم من قهر الزمان ، ونحن نقوم بدور المتفرج على وضعهم المأزوم في المجتمع ، فالوضع المعيشي لهم لا يحسدون عليه ، لا بل تدنى إلى الحدود الدنيا من خط الفقر ، والذي انعكس بالتالي على نوعية التعليم وازدياد التجاوزات ما بين المعلم والتلميذ ، وعلى الخريجين الجدد الذين كثيراً ما يستنكفون عن اللحاق بركب المعلمين ، ليس تقليلاً لدور المعلم التعليمي أو التربوي ، بل نتيجة الحقوق المنقوصة لهؤلاء التربويون مقارنة مع العديد من وظائف الدولة الأخرى وما تتمتع به من دخل وامتيازات ، متناسين دور المعلم في تقدم الأمم ، والذي لولاه لما وصلنا إلى هذا المستوى من التقدم والازدهار ، فتجد موظفين جدد جلسوا على مقاعد الوظيفة الرسمية نافت دخولهم دخل المعلم الذي له الفضل بما وصلوا اليه من منصب مرموق بثلاثة أضعاف ..!!
هؤلاء المعلمون هم أصحاب اللبنة الأولى من نهضة الأردن ، والآن يستغيثون بمن ينقذهم من وضعهم الذي بات من ضرب الخيال أن يجدوا له حلاً يأخذ بأيديهم نحو الحياة الكريمة والرغيدة التي يتمتع بها الكثير ممن لا يعرفون للعلم معنى وللمعلم قيمة ويعتقدون أن دور العلم أصبحت عبارة عن \" حضانة \" يوارون أبنائهم بين جدرانها الصماء خوفاً عليهم من \" الصياعة \" في الشوارع ، ما يعنى أن المدرسة أصبحت \" مظبة \" لا أكثر لأبناء هؤلاء .. متجاهلين المعلم الذي انتشلنا بعد أن كنا غارقين في جهلنا الذي بدأ يعود الينا من جديد ، و الجهد العظيم الذي كرس له الهاشميون منذ تأسيس الإمارة في عهد المغفور له الملك المؤسس \" جلالة الملك عبدالله الأول \" وحقبة ألأردن الحديث في عهد المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال \" طيب الله ثراه \" والتي نافت الأربعة عقود من البذل والعطاء من أجل رفعة الأردن وشعبه ، للوصول بالأردن إلى مصاف الدول التي فرضت وجودها واحترامها على العالم أجمع .. والسعي الدؤوب لجلالة الملك عبدلله الثاني بن الحسين \" أمد الله في عمره \" من أجل علو شأن الأردن عالمياً وتقدمه وبذات النهج الذي أسسه الأجداد لهذا الوطن الغالي ..!!
إن هذا التجاهل من قبل الحكومات المتعاقبة ووزراء هذه المؤسسة التربوية \" التربية والتعليم \" لعمادها \" المعلمون \" ما هو إلاّ تجاهل لكل الإنجازات التي سعى الأردن بقيادته الفذة وبكل الإمكانيات لتوطيدها على ثرى الأردن من أجل اللحاق بمنظومة الدول التي اعتمدت على مواردها البشرية المؤهلة والمدربة عبر سباق العصر الذي تتناحر عليه أغلب الدول المتقدمة .. وكذلك تجاهلها \" الحكومات \" لمن كان له الفضل بمن علمها كيف تقرأ الأبجدية بأحرفها الأولى من \" ألف باء \" إلى أن استطاعت أن تقرأ \" لام ألف ياء \" ..!!
akoursalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور