زاد الاردن الاخباري -
أبدى ناشطون قلقهم وخوفهم من تزايد أحداث العنف في الجامعات، معتبرين أنها انعكاس واقعي لما يعانيه الشباب من غياب الوعي الثقافي والفكري وتعصب أعمى للقبلية والعشائرية.
واعتبر المنسق العام للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" فاخر دعاس أن اتساع ظاهرة العنف الجامعي يعود لغياب الوعي الطلابي وتضييق سقف الحريات في الجامعة، فضلا عن تكريس نظام الصوت الواحد في الانتخابات الطلابية وتهميش دور الأندية الطلابية ما أضعف روح العمل الجامعي لدى الطلبة لتتفرغ طاقاتهم الكبيرة إلى عنف اتجاه زملائهم.
وشدد دعاس إلى "الغد" أن "الحكومات المتعاقبة التي أظهرت عدم جدية في معالجة ظاهرة العنف الجامعي، ساهمت في تعزيز هذه الظاهرة، ابتداء من أسس القبول الجامعي مروراً بترسيخ وتعزيز الولاءات الضيقة وليس انتهاءً بأنظمة التأديب وانتخابات الاتحادات الطلابية والعفو عن مثيري المشاجرات".
وسجلت الجامعات الاردنية الرسمية والخاصة منذ مطلع العام الحالي 60 مشاجرة جماعية، بحسب رصد "ذبحتونا"، فيما سجلت الحملة ذاتها في تقريرها السنوي وقوع 58 مشاجرة كبيرة في الجامعات العام الماضي، مقارنة بـ 31 في العام 2010.
ولفت دعاس إلى أنه تم تشكيل لجنة بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني لوضع استراتيجية تتضمن برامج وحلولا عملية لعنف الجامعات، برئاسة مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للجامعة الاردنية الدكتور موسى الشتيوي، إلا أن تركيبة أو تشكيلة اللجنة كانت اكاديمية فقدمت حلولا اكاديمية وغابت عنها الحلول الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
كما غاب ايضا عن تشكيلتها مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان والقوى السياسية التي تعزز الحريات والعمل السياسي والحزبي داخل الجامعات.
بدوره، قال رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة الاردنية علي النسور إن الجامعات بحاجة إلى دعم حكومي لدعم الأنشطة اللامنهجية للحد من ظاهرة العنف وتغليظ العقوبات بحق المتسببين بها.
واشار النسور لـ" الغد" إلى ضرورة تعزيز استقلالية رئاسات الجامعات وتعزيز الأنشطة الطلابية ودعم الاتحادات الطلابية والسماح بالعمل الحزبي المنظم في الجامعات ورفع مستوى الوعي الثقافي وإعادة تأهيل الأمن الجامعي وإعطائه صفة الضابطة العدلية.
وبين النسور أن الفراغ الكبير عند الطلبة وعدم توفر الملاعب وغياب العمل التطوعي أمور تكرس شعورا سلبيا عند العديد منهم وبالتالي تزيد من انتشار المشاكل والعنف بين الطلبة.
كما ان هناك حالة من التراجع الكبير في الحوار البناء بين الطلبة وعدم الاعتراف أو احترام الرأي الآخر، وفق النسور الذي دعا إلى ضرورة توفير المرافق التي توفر للطلبة الفرصة لقضاء أوقات فراغهم بطريقة ايجابية.
وأضاف النسور أن الاستراتجية التي تم وضعها للحد من الظاهرة وضعت في الادراج بعد استقالة حكومة عون الخصاونة، مؤكدا أن تلك الاستراتيجية احتوت على نقاط عديدة كان يمكن أن تحد من ظاهرة العنف.
من جهته، أكد رئيس اتحاد طلبة جامعة مؤتة مخلد الحروب على ضرورة العمل لايجاد حل للظاهرة بطرق عقلانية عبر دعم الأنشطة وإشغال الطالب في البرامج التعليمية وتوفير المرافق التي يمضي فيها الطلبة أوقات فراغهم، مشددا على تفعيل دور الامن الجامعي واعطائه صلاحيات ومنع دخول غير الطلبة للجامعة، واشغال الطلبة بالبحوث العلمية والابتعاد عن أسلوب التلقين.
وبين الحروب ان الطلبة يعيشون حالة من الاحتقان سببها المحسوبية والعنصرية والعشائرية وعدم المساوة بين الطلبة، معتبرا ان الدور الأساسي لعمادة شؤون الطلبة أصبح "مركزا أمنيا للتحقيق وإصدار العقوبات"، وليس لتفريغ طاقات الطلبة من خلال الأنشطة والمحاضرات التوعوية.
وقال الحروب إن "وزير التعليم العالي والبحث العلمي وجيه عويس لم يزر الجامعة لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على حلها، وان طلبتها ما يزالون متخوفين من تفاقم الأزمة التي شهدتها الجامعة أخيرا".
الغد