يا أسفاً على تلك الفئة من الشباب ويا أسفا على تلك الفئة من الأبناء والأحباب ، أولئك الذين نطلق عليهم لقب الطلاب ، الذين حولوا صروح العلم ومعاهد المعرفة والإبداع والتميز صروح العلم الأردنية المشهود لها في كل الدنيا ، إلى ساحات معارك ومقراً للصراع والصِدمات فهل يا تُرى ما زال اسمها جامعات .
فقد أصبحنا نشاهد ونسمع أصوات البنادق والرشاشات وتحطيم المرافق والممتلكات ، والخروج إلى الشوارع والساحات والاعتداء على الطلاب والطالبات وكذلك هيئة التدريس وصولاً إلى إغلاق الشوارع ومقاومة رجال الأمن وحرق الاطارت ، فكم خلفت تلك الأفعال من قتيل ومصاب وأحزان وأسف وآهات ، فهل هذه هي أفعال طلاب الجامعات وهل استبدلنا كتب العلم والمعرفة بحمل الأسلحة والمفرقعات .
فيا أسفاً على تلك الأفعال وعلى من بدلوا أسمائهم إلى ثوار وهم بذلك يعتقدون أنهم أبطال ، فما كان هذا هو المرجو من الرجال الذين يرثون العلم جيلاً بعد أجيال ، تلك الأجيال التي تخرجت من هذه الصروح ومضت على دروب العمل والعطاء وما بدلوا تبديلا .
فإلى متى سيبقى هذا الاستهتار بقيمة العلم ومعاهد التعليم وهيبة الدولة التي لم يعد لها في نظرهم اعتبار، والى متى يا طلاب يا شطار سنبقى نسمع ونشاهد هذه الأخبار، وهل لنا أن نعرف كيف دخلت تلك الأسلحة إلى مبنى الجامعة ؟؟ ولكن للأسف ستصدر غدا بالجملة القرارات ، فصل وحرمان وإنذارات ، ولكن سيتبع ذلك كله الوجاهة والواسطة التي ستنهي كل تلك القرارات وتعود بأولئك الثوار إلى ساحات المعارك لنبدأ مشوار جديد من تلك المُهاترات ، فلا رادع ولا عقوبات فانتظروا المزيد من تلك المشاهد والمُشاجرات يتبعها المزيد من التدخل والواسطات .
لكن لابد من الحزم وشدة الإجراءات لعدم تكرار تلك المشاهد والسخافات ، فالجامعة ساحة للتنافس في الإبداع والتميز والعلامات والرقي بالأخلاق والدرجات ، وصولاً إلى التخرج بأعلى الشهادات حيث ينتظرك الأهل والمجتمع بالأمل والأمنيات ، لتنطلق بعدها لخدمة وطنك في كل المجالات ، لا أن نكون عبأ على الوطن و سبباً في خلق الصراعات ، ولا نجعل من الجامعة ساحة حرب وتصفية حسابات مهما كانت الأسباب والمسببات، فلا بد أن نتذكر دائما أننا أبناء الأردنيات أبناء الشهامة والكرامة والتسامح، وان نتشرف دائما وأبدا أننا طُلاب جامعات.