للضوء الأحمر (عالميا ) استخدامات كثيره من أهمها التحذير وتفادي الخسائر الجسيمه التي قد تلحق بالوطن فيما لو لم يتم التحذير من وقوعها ....
ما نراه اليوم من ظواهر غير مسبوقه في تاريخ الاردن يستوجب من المعنيين ومن هم على رأس الهرم التفكير في اطلاق اشارة التحذير ذات اللون الأحمر ......وبالسرعة الممكنه ......
ما جربناه وحاولنا التعايش معه مثل غيرنا من شعوب العالم المتحضره والمقصود هنا (الديمقراطيه ) يبدو انها لا تناسبنا ولم نستطع التعامل معها مثل غيرنا من شعوب الارض التي تقدر الديمقراطيه وتمارسها حسب مفاهيمها الصحيحه ......فالديمقراطيه عندنا تعني الانفلات ..وتعني التجاوز .. وتعني الاستهتار .. وتعني الانانيه المفرطه ..وتعني الغاء الغير .....
ما جربناه من ديمقراطيه في انتخاباتنا ضرنا أكثر بكثير مما نفعنا ....والدليل على ذلك صورة مجتمعنا المهشمه ...المقسمه ...عشائريا وحتي عائليا ......عندما جربنا الانتخابات البلديه ماذا كانت النتيجه ....مؤسسات محليه مفلسه منهاره متهالكه في مجتمع مقسم متهالك دمرته النزاعات العشائريه وأفسدته الديمقراطيه المزعومه ......
ما جربناه ايضا في انتخاباتنا البرلمانيه لم يكن بأحسن حال والنتيجه كانت مجالس برلمانيه ضعيفه مهزوزه مزوره مدفوعة الثمن ....نجح معظم من فيها بشراء الذمم والاصوات والاستغلال البشع لبؤس الناخبين وجوعهم وحاجتهم للقمة الخبز وفرصة العمل الشريفه .......
كلمة (مهزله ) قد تكون الكلمه الوحيده المعبره عن كل ما يجري في بلدنا ....
مجتمعنا يا ساده مجتمع ( مصالح فرديه ) فقط لا غير مصلحة الوطن (اخر همنا ) كما يقولون ...من يسعى للنجاح يضع نصب عينيه مصالحه الشخصيه اولا واخيرا ....المصلحه الشخصيه هي عنوان المرحله ...ومن يرفع شعارات اخرى فهو (كاذب ).......
حتى الحزبيون لدينا ..... همهم الوحيد خدمة مصالحهم ....وقس على ذلك الأحزاب نفسها ....فما يرفعونه من شعارات براقه ما هي الا اقنعه ( تجميليه) تخفي تحتها شعارات اخرى تستهدف الهيمنه والسيطره والحصول على الحصه الاكبر من الكعكه الاردنيه .....
لا تصدقوا كل ما تسمعوه ....ولا يغرنكم الكلام المعسول والخطب الرنانه ...فمن تهمه مصلحة الوطن لن تعدمه الوسيله الشريفه لخدمته فالموظف الشريف خادم امين لوطنه وكذلك العامل والسائق والطبيب والمهندس والمعلم والمهني ورجل الاعمال .....
بلاء الوطن يا ساده يكمن في ( ضعف الانتماء له ) وفي استنزافه يوما بعد يوم .......
الاصلاح الذي يحتاجه الوطن ليس سياسيا أو اقتصاديا او ديمقراطيا .....الاصلاح الذي يحتاجه الوطن هو اخلاقيا بالدرجة الاولى ......الوطن يعاني من نقص في الاخلاق وفي الانتماء .....فقط لا غير .....
الضوء الاحمر اصبح ضروريا .....ليعيدنا الى اخلاق ابائنا واجدادنا.....وليوقف كل من تجاوز ويتجاوز على هيبة الوطن عند حده ....فالوطن اهم من الجميع ....مهما علا شأنهم وعلت اصواتهم ....