الحمد لله الذي أمدَّ في أعمارنا لكي تتكحل العيون بإنجازاتٍ كانت يوماً ما مجرد أضغاف أحلام فعام 2009 كان عاماً للإنجاز والتقدم، فها هي صوامع قمحنا تفيض بما حوته من خيرٍ عميم، وها هي الصحراء تتراجع ويجتاحها اللون الأخضر، ولا ننسى المال العام فهو في الحفظ والصون، فلا تهريب في الجمارك ولا اختلاسات تُذكر سوى ملايين في وزارة الزراعة وملايين أخرى في المصفاة وملايين أخرى في شركة مساهمة عامة وهذه الملايين التي عرفناها وملايينٌ أكثر منها لا نعرفها. أما الفساد، فقد كافحناه وهزمناه شر هزيمة، فلا فساد ظاهر ولا فساد باطن. ولله الحمد من قبلُ ومن بعد. (عام آخر للزراعة) بعد أن فشلنا في أن يكون عام 2009 عاماً للزراعة لعدم توفر المخصصات المالية – على حد تعبير الوزير المختص- فالجدير بنا أن نحاول جعل عام 2010 عاماً ثانياً للزراعة – Make-up year- على أن يتم توفير المخصصات المالية لذلك والبدء فوراً في الزراعة بعد \\"تفنيش\\" جميع المسؤولين الذين أداروا بنجاح فشل عام 2009 كعامٍ للزراعة، فهذا أضعف الإيمان. لن يضيرنا تأخر عامٍ آخر، ولكن سيدمرنا أن نضحك على ذقون بعضنا ونقول أننا أعطينا الزراعة حقها وكفى، فخير السماء يبدو عميماً هذا العام وبه تنحج الزراعة ويتم إنقاذ المُزراع. (عمتم فساداً) فسادٌ ظهر، وفسادٌ مخفيٌّ أعظم. ولن تجدي كل الهيئات في مكافحة الفساد لأن الفساد تمأسس، ولأن البعض يتعامل مع الوطن على أنه بقرةٌ حلوب، وهذا صحيحٌ تقريباً ومشروع، شريطةََ أن يكون أفراد الشعب جميعاً شركاء في الحليب، أما أن يكون الوطن بقرةً يستأثر بحليبها فلانٌ أو علاّن فهذا هو الفساد الذي قصم ظهر الدولة، وعقّد أبناء الدولة.