زاد الاردن الاخباري -
بســم الله الرحمن الرحيـــم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الأطهار وصحبه الأبرار ومن تبعهم بأحسان إلى يوم الدين وبعد،،
لقد بدأ الأهتمام بتدوين أنساب القبائل والعشائر العربية منذ قرون عديدة ، ولا خفاء بأن المعرفة بعلم الأنساب من الأمور المطلوبة ، لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية, والمعالم الدينية. وفي زماننا الحاضر فقد كثر التأليف عن الأنساب المتعلقة بالقبائل العربية, وهذا عمل سارٌ في حد ذاته, غير أن كثيرا ممن لا علم لهم بأنساب القبائل وتاريخها, أخذوا يكتبون عنها بالتخليط والغلط , دون أن تكون لبعضهم أية خلفيات عن معرفة تسامي القبائل وديارها, على أختلاف أنسابها, فصاروا اذا وجدوا قبيلة تدعى عامر - مثلا - ألحقوا بها كل من تسمى (عامر), وكذلك مالك وحرب وهلال ...... ألخ. فأختلط الحابل بالنابل, وصار كل من أسم قبيلته بني هلال يصر على أنهم هلال ابن عامر, أو أسم قبيلته حرب يصر على أنهم حرب الخولانية, سكان ما بين مكة والمدينة , وقيسوا على ذلك الكثير....
فلقد اصبح يتواجد على الساحة الكثير من الكتاب الذين يصنفون أنفسهم ككتاب في علم الأنساب ومنهم من تهمهم الشهرة على حساب ما يكتبونه وينقلونه من محتوى ، والذين يرغبون بترك بصمة يذكرها لهم التاريخ عن طريق مؤلفاتهم بغض النظر عما تحتويه من معلومة سواء كانت صحيحة او مغلوطة أو تم نسخها ونقلها من كتب كررت الخطأ نفسه.
فنحن من خلال هذه المقدمة أردنا ان نوضّح لكم أهمية علم الأنساب للفرد وللعشيرة وللقبيلة ، وبيان الأهمية في مراعاة الدقة بالنقل والتوثيق ( المعروف عند العرب بالقص والخص) وكذلك لمعرفة صاحب الضمير الحي الذي يقتضي الأمانة بالنقل والتواصل مع أصحاب الشان أنفسهم وعدم الأكتفاء بالمراجع التي أختصت بالنقل دون التوثيق غافلين بذلك عن رقابة الله وحسابه يوم يعرضون عليه.
فنحن كعشيرة الجهران الغزي الذين سبقت أفعالنا اقوالنا وصيتنا ، حيث تُرد أصولنا إلى قبيلة السرحان العريقة ، فكل أردني أصيل يعرف قصة المثل التي تربطنا بذلك فهو موروث تركه لنا تاريخ حافل أنصفنا رغم حقد الحاقدين وكيد الكائدين. وحملنا إرث أجدادنا من الكرم الطيب والفروسية والشهامة مع خالص إحترامنا لسائر العشائر الأردنية. وحلفنا مع عشيرة العدوان لسنوات طويلة يحمل الكثير من الروايات التي تدل على هذه الصفات.
فلقد أطلعنا على كتاب معجم العشائر الأردنية للكاتب عبد الرؤف الروابدة ووجدنا فيه خطأ واضحاً ومشهرأ بوجودنا كعشيرة الجهران في الصفحة 157 من الكتاب ، وهذا الخطأ الكبير يجب الوقوف عنده ، لانه آن الأوان ان نوقف الأقلام ونسكت الألسنة التي نعرف للأسف مصادرها ومحاورها المتعددة والتي تهدف الى تشويه تاريخ جلل ، فصمتنا في السابق لا يعني ضعفنا بل هو ترفعنا ان نعود لتعصب الجاهلية الأولى.
فلقد أورد الكاتب أن أحد مراجعه كان كتاب (وادي السرحان في الميزان) ( ردود وأبحاث وحقائق ) من تأليف الكاتب سلطان طريخم المذهن السرحاني 1997م-1418 ﻫ فلو كان مرجعه هذا الكتاب لوجد فيه مشجرة عائلة االسرحان والتي تضم عشيرة الجهران كأحد تفرعاتها في الصفحة 108 من الكتاب.وهنا نضع علامات أستفهامنا ؟؟؟ ما غرض الكاتب من ذلك ؟؟؟
ونعقب أيضاً على قول الكاتب بقوله أنه لا يوجد ما يثبت ذلك ، فهل ابن الأصل يحتاج لمن يثبت نسبه !!!!! فلو كان كاتبنا مطلعاً كفاية لقرأ ما كتب من ضمن مقال للصحفي مفلح العدوان في جريدة الرأي الأردنية/ملحق الشباب بتاريخ 29/7/2006.
ويرجع نسب عشيرة الجهران إلى عشيرة الغزي من قبيلة السرحان الطائية ونحن ابناء وأحفاد الشيخ الأمير حامد الغزي شيخ شمل مشايخ السرحان آنذاك الذي قتل غدراً هو وابناء عشيرته من الغزي في مذبحة حصلت بين عشيرة الغزي وأبناء عمومة لهم من السرحان قبل 200 عام تقريبا وكان سبب المذبحة هو حماية دخيله لدى عشيرة الغزي ، وهذه ابيات من الشعر من أقوال الشاعر ""طلال بن قاعد المذهن السرحان""، قيلت في عشيرة الجهران،وتوضح بعضا من هذه القصة:
""انتم بني غزي عريقين الانساب
مير الردى بالحظ يوم ينامي
نذكر قصص حدثوا فيه الشياب
ما ضاع حق للعيال الكرامي
اقفن حريم الشيخ في حرو وجياب
اقفن وهن طالبات السلامي
ما به شكوك الهرج والوسم مشعاب
وترى دليل البدو هو الوسامي
هرجي صحيح ولا قضب هرج كذاب
جهران انتم من رفيع المقامي
مع الشراقا شاهد اصبع وسباب
متخالطين دمكم واللحامي
من ساس سرحان بل شك ورياب
تشهد لهم الجوف لحدود الشامي""
ولا نريد أن نتطرق لقصة المذبحة والتي تفاصيلها معلومة لدينا، حيث قتل في هذه الواقعة من يقارب 350 قتيل بين رجل وإمرة وطفل وقبورهم تشهد على ذلك لغاية الأن والموجودة حالياً في منطقة تلة القطافي وهي تقع بالقرب من خبرى الغزي في وادي السرحان.
وأكد هذه الحقائق الكثير من شيوخ عشائر قبيلة السرحان التي عاصر أجدادهم هذه الواقعة ومنهم :-
"(الشيخ ضيف الله الكعيبر (ابو منور)،الشيخ عفاش جلاّل البالي (ابو نايف)،الشيخ المرحوم مظهور الحقيل شيخ الحقيل، الشيخ مهدي السميران ،السيد حميدي جلال البالي رحمه الله ،الكاتب والأديب الأستاذ/سلطان طريخم المذهن السرحاني(ابو عبدالله) ،السيد محمد مقداد طلفاح (مختار الحباب ابو كامل)،السيد مظهور سلمان الحقيل (ابوحابس)السيد علي نهار الصبح (ابو غازي)"حيث يشهد لهؤلاء الكرام بالثقة والمصداقية في النقل (القص والخص) ، وإستشهد بقصة المذبحة كثير من الشعراء ومنهم: (الشاعر كساب هزاع الدعيج السرحان والشاعر طلال الشاطر بن قاعد المذهن السرحان)
وبناءأ على ما كتب أعلاه ، لقد اقتضى منا واجبنا نحو أبناء عشيرتنا أن نصحح ما ورد من خطأ لكل من يكتب في تسلسل نسبنا. فكل أردني حر غيور لا يرضى عن أي خطأ يرد بحقه وبحق عشيرته وقبيلته ، وهذا ما علمنأ أياه مليكنا المفدى صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين أطال الله في عمره وأبقاه ذحراً لأمته وعروبته ، فنحن في بلد يتمتع بقيادته البناءة الحكيمة ويزهوا بدمقراطيته وبفكره الحر البناء وبقيادةٍٍٍ هاشميةٍ إرثها من الأصالة ونسلها من أشرق نورسلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وختاماً : هل يوجد من يحاسب هؤلاء الكتاب على ما ينقلونه ويتناقلونه من اخظاء ومعلومات مغلوطة واضحة بحق ما يكتبونه في مجال علم الأنساب وما دور الرقابة الأدبية على ذلك؟؟؟
وأخيراً لا يصح إلا الصحيح والشمس لا يخفيها الغربال ولا النجوم تتساقط على الارض وتضحوا ذرات من الرمال.
تفضلوا بقبول فائق الإحترام.
أبناء عشيرة الجهران