"مرض نادر" أدى إلى وفاة عمر سليمان .. و جثمانه يصل أحد مستشفيات القاهرة

زاد الاردن الاخباري -

غادر جثمان اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية المصري السابق، الولايات المتحدة الجمعة، على متن طائرة خاصة أقلعت من مطار خاص بولاية أوهايو الأمريكية متجهة إلى القاهرة.

وقال مصدر دبلوماسي مصري أن الطائرة وصلت إلى القاهرة فجر السبت، و أن جثمان سليمان نقل إلى أحد مستشفيات القاهرة.

وقال مستشفى كليفلاند الامريكي الذي كان يعالج فيه، انه توفي بمرض نادر أثر على القلب والكلى نتيجة مضاعفات الداء النشواني (امايلويدوزيس) وهو مرض يؤثر على عدد من الاعضاء منها القلب والكلى.'وجاء في البيان ان سليمان دخل المستشفى يوم الاثنين وتم تشخيص المرض بعد ان خضع لعدة فحوص.

ومن المقرر ان يشيع سليمان اليوم بجنازة عسكرية يحضرها مندوب من رئاسة الجمهورية. ونقلت تقارير ان العديد من القوى السياسية وعلى رأسها جماعة 'الاخوان' والجماعة الاسلامية ستقاطع الجنازة.

وأناب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وفدًا من علماء الأزهر الشريف لحضور الجنازة برئاسة الشيخ عبد التواب قطب، وكيل الأزهر، ويغيب شيخ الأزهر عن حضور الجنازة بسبب سفره حاليا إلى محافظة الأقصر، مسقط رأسه، حيث يقضي الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، وهي عادة يحرص عليها سنويًا.

ورفض الأزهر بعض الدعوات السلفية بمقاطعة جنازة سليمان وعدم الصلاة عليه، ووصف الدكتور محمد جمعة، مدير عام الإعلام بالأزهر الشريف تلك الدعوات بأنها 'تشدد في غير محله'، قائلا: 'اللواء عمر سليمان له مواقف وطنية مشرفة تحسب له ولا يمكن أن ينكرها أحد'.

وكشف اللواء حسين كمال مدير مكتب سليمان عن رحلة الجنرال مع المرض واللحظات الأخيرة قبل وفاته، وذلك في مداخلة تليفزيونية نفى خلالها أن يكون سليمان توفى بطريقة غير طبيعية، مؤكدًا أن حالته الصحية بدأت في التدهور منذ 3 أشهر نتيجة حزنه الشديد لما يحدث في مصر، مستخدمًا تعبير الجراح الموجودة في الوطن العزيز.

وأشار كمال إلى أن ذلك تسبب في عدم إقبال اللواء سليمان على الأكل تمامًا نتيجة حالة الاكتئاب التي عاشها، ما أدى إلى انهيار في قواه الجسمية حتى أصيب بالهزال، تم على أثره نقله إلى مستشفى وادي النيل الذي شخص الحالة على أنها 'ضعف في عضلة القلب'، أدى إلى قصور في عمل الكلى، ما أدى في النهاية إلى وجود مياه في الرئة، نُصح وقتها بالذهاب إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وبالفعل أزيلت المياه واستقرت حالته وسافر بعدها إلى أبو ظبي، غير أن المشكلة تكررت مرة أخرى هناك، وتلقى العلاج على أعلى مستوى، ثم نُصح بعد ذلك بالسفر إلى كليفلاند للقضاء على المشكلة تمامًا، وبالفعل سافر إلى هناك، وتم تشخيص الحالة أيضًا 'ضعف في عضلة القلب' غير أن الأطباء قالوا إن حالته يمكن علاجها بالتدخل الجراحي أو بالأدوية، واستقروا على الأدوية.

وأضاف كمال: كان آخر اتصال بيني وبين السيد عمر سليمان الأربعاء 18 يوليو، وكانت حالته الصحية جيدة للغاية، وتمت إزالة المياه التي كانت موجودة على الرئة، وكان نائمًا فترة جيدة، وقام بعدها 'فايق' وتحدث معي، وكان صوته دافئًا جدًّا، وفي الساعة 4.30 فجر الخميس كان قضاء الله.

وأكد اللواء حسن كمال أن الجنازة ستكون يوم السبت، والعزاء يوم الأحد، عقب صلاة العشاء في المسجد الكائن خلف سيتي ستارز، مؤكدًا أن عمر سليمان عاش بطلاً ومات بطلاً، وأن من يشمتون فيه الآن أو يتطاولون عليه لا يستطيع أحد منهم أن يقدم 'واحد على 100' مما قدمه هذا الرجل العظيم.

وقالت الوكالة إن سليمان، رجل الدولة الغامض، كان أكثر الرجال الذين يثق بهم مبارك، وأدار أكثر القضايا حساسية مثل العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل والمعركة الشرسة ضد الإسلاميين، وكانت المخابرات في عهده مسئولة عن قمع وتعقب المعارضة في الداخل، كما أنه كان رجل مصر في التعاون مع الولايات المتحدة ضد الإرهاب، وشارك في برنامج التسليم الاستثنائي للمشتبه به وتورط في عمليات تعذيب في بعض الأحيان.

ونقلت وكالة أسوشتدبرس عن المحامي الحقوقي مالك عدلي قوله إن سليمان كان جزارا دوليا، وكان دائما الرجل المدلل للنظام، القديم والجديد. ويتساءل عدلي: لماذا سيقوم الإخوان بإقامة جنازة عسكرية له، ولماذا لم يتم استجوابه رغم الكثير من القضايا المقامة ضده. وأشارت الوكالة إلى أن نشطاء الفيس بوك وتويتر أطلقا حملة لعدم إقامة جنازة عسكرية لسليمان، ويخططون لجنازة رمزية للشهداء في نفس يوم جنازته.


القدس العربي