أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة: نسعى لتحقيق نمو مستدام وتوفير فرص عمل الحكومة: عازمون على تخفيض العجز والدين العام بالموازنة القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر مسؤول أوروبي كبير: اعتقال نتنياهو وغالانت ملزم وعلى الدول تنفيذه الإقراض الزراعي: توفير قروض بقيمة 16 مليون دينار بدون فوائد سموتريتش: على إسرائيل أن تقطع مع المحكمة الجنائية نتنياهو يعتبر أوامر الاعتقال بحقه وغالانت (معاديا للسامية) تعليق رسمي أردني على مذكرة اعتقال نتنياهو وزير الأوقاف يفتتح البناء الجديد لمسجد عيمة القديم ما هو المرض الذي يعاني منه بيكهام .. وليس له علاج؟ وزير الإدارة المحلية يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها مستشفى الجامعة الأردنية يجري عمليات جراحة أطفال نوعية ولي العهد مهنئاً بتتويج نادي السلط ببطولة الدرع: السلط سلطانة تركيب 170 طرفا صناعيا عبر مبادرة (استعادة الأمل) الأردنية في غزة النائب طهبوب توجه سؤالًا إلى رئيس الوزراء حول تعديلات ديوان الخدمة ونظام الموارد البشرية بالوثيقة .. الرياطي يسأل الحكومة حول العقوبات المجحفة بحق طلبة الجامعات وزير الخارجية: موقف المملكة واضح والأولوية الحالية وقف العدوان على غزة الأردن .. ثلاثيني يعترف بترويج المخدرات والمحكمة تقول كلمتها منتدى الاتصالات يوصي بتحسين البنية التحتية للأمن السيبراني لمواجهة التهديدات الرقمية 70 محاميا جديدا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المخاصصة ( الوظيفية) اذ تلفظ انفاسها في الاردن...

المخاصصة ( الوظيفية) اذ تلفظ انفاسها في الاردن .. !

03-01-2010 04:27 AM

لم يكن غريبا ولا مستنكرا في السابق ان تدخل البنك الفلاني او المؤسسة الفلانية او الشركة الفلانية، فتتطابق اسماء العاملين لديك ، من اقليم واحد او بلدة واحدة ، واحيانا بصورة اضيق من عائلة واحدة..! كان من غير المستغرب كذلك ان شركات خاصة باكملها لا تعين الا من يسمون غرب اردنيين ، ومؤسسات شبه حكومية لا تعين الا شرق اردنيين ، وتم تداول ذلك بين الاجيال ، فيستهجن الاردنيون على الشخص الذي يتقدم لشغر وظيفة المخاصصة فيها لجهة لا ينتمي لها ، وظل هذا قائما الى ان فرض الانفتاح الاقتصادي الخاص والعام على الاردن تغير الانماط التقليدية المتخلفة والتي لا تعتبر بمعزل عن اكثر الدول العربية اليوم ، غير انها بالفعل بدأت تنحسر تدريجيا هنا في الاردن الى ما يمكن القول انها ماتت او هي قاب قوسين من ذلك..! -2- المخاصصة الوظيفية هي موضوع مختلف بالكامل عن التوريث السائد في النظام السياسي ، فهي حالة تنطبق كاستحقاق سياسي ولكن على عوام الناس ، ولعل اهم الامثلة العربية عليها اليوم هو الحاصل في العراق ، الذي فشلت دولة هشة تحكمه اليوم سياسيا وخلال خمس سنوات من التاثير على الوضع الاقليمي والطائفي الذي يحدد اي وظيفة لعوام الناس تحت تاثير العامل السياسي السائد ، ولا يمكن انكار ان هذا كان قائما بالاردن على نحو واضح ، لا اعتقد اكثره موجودا اليوم ، وكان يمتد هذا الى مستويات شعبية اكثر ، وحتى الى مجرد الامال والطموحات على اقل تقدير ..! -3- عاودت لمتابعة دوري كرة السلة الاردني واخباره في الاشهر الخيرة بعد ان عاود المتنخب الاردني من فرض حضوره بعد سنوات من الكساد ، بتاهله الى كاس العالم ، وتمخضت متابعتي تلك عن امر غريب ، يلحق باهتمامات الشارع العام ، وذوبات التخاصص الوظيفي بصورة المرآة التي تعكس ذلك ، فلعبة كرة السلة غير الجماهيرية في فترة صعودها في الاردن ، كان معروفا انها محصورة على العنصر المسيحي والعنصر الشركسي ، وفي الدوري القائم اليوم وبتفحص اسماء اللاعبين في المنتخب والاندية الكبيرة تلاحظ اسماءً تنتمي لعشائر اردنية من الشمال والجنوب والوسط ومن قرى فلسطين وعشائرها ، وهو الغائب بكليته فيما مضى..! -4- بالنسبة للمؤسسات الحكومية التي كانت تتهم بتغيب العنصر الغرب اردني والمؤسسات الخاصة المتهمة بتغيب عنصر الشرق اردني ، وهذا في اكثره كان واقعا وليس وهما ، فقد تغير نمط الاثنيين اليوم ، فالمؤسسات التجارية والمصانع والهئيات التابعة للدولة ، كالمياه والكهرباء والمصفاة وبعض الشركات والتي نحت نحو الخصخصة ، اصبحت تمتلك اسسا متقدمة للتعينات ، بعضها يخضع لديوان الخدمة المدنية المحكوم بقوانين اصبحت شفافة للغاية ، ويخضع لامتحانات تقديرية تنافسية يتم نشر نتائجها عبر الصحف ، فيما المؤسسات التجارية الخاصة كالبنوك و المملوكة لافراد او شراكات اصبحت بالكامل مؤسسات ليبرالية على طريقة التنافسية الغربية التي لا تنظر في الغالب لاصول ومصادر الافراد العاملين لديها بقدر ما تنظر الى المستويات العلمية والمهنية للمتقدمين ، وهذا ما افرز اليوم مدراء بنوك من أصول كانت محرمة بالكامل على التوظيف فيها ، وعلى الجانب الاخر اصبحت المؤسسات التي كانت سابقا هي مؤسسات حكومية مفتوحة بحكم القانون على الاردنيين جميعا ، كل الاردنيين..! -5- يذكر ان رئيس الوزراء الاردني الراحل وصفي التل ، كان يقابل المتقدمين للتعين في فترة الحكومات التي شكلها ، وانه كان يعين المتقدمين دون ان يسألهم عن اصولهم ، كان يسأل الشخص عن مؤهلاته ويقول له اذهب الى المؤسسة الفلانية او الوزارة الفلانية ، يقول مدرس متقاعد شهد حادثة كتلك وكان خريج كلية المعلمين في القدس فيما اذكر ،و انه تم تعينه دون ان يسأله عن اسمه ، كان مرافقا له شخصٌ لا يحمل مؤهلا علميا ، في فترة شحت فيه الوظائف بالدولة ، فقال له وصفي التل خلال المقابلة :\\" ازرع كرسنة او قمح وانا اشتريه منك للدولة!\\" ، وكان من الشاب المذهول بالاجابة ان رد بعفوية \\" انا ابن فلان او من طرف فلان: ورد عليه الرئيس قائلا:\\" وانا ابن عرار ولكني لا اصلح لكتابة الشعر!!\\" -6- التقيت خلال الصيف في معرض كبير لاحدى وكالات السيارات بشاب اردني لم يبلغ الثلاثين ، شقيق لاحدى الاصدقاء يدير معرضا للسيارات الوكالة ، ومعروف لدينا ان وكالات السيارات العالمية منذ عهد بعيد هي كذلك في ايدي العنصر المسيحي ، وهذا وضع طبيعي لان الوكالات العالمية معروف انها حصرية ولا تتغير الا بما يفرض شروط فسخ الشراكة ونادرا ما تحصل ، لذلك ومع العدد غير المتزايد في وكالات السيارات ظلت الوكالات العملاقة بايدي اصحابها القدماء من الاخوة المسيحيين ، المهم ان الشاب المدير الذي يحمل شهادة في الحاسوب ،وينتمي لعائلة اردنية محافظة ومتدينة جدا ، اجاب على تساؤلي بدون تردد ، بان هذه المؤسسات تبحث عن الكفاءات اينما وجدت بصرف النظر عن العنصر الاثني او الاقليمي او غير ذلك..! -7- تدخل اليوم لاكثر المؤسسات الاردنية الخاصة والعامة فتختلط عليك اسماء العوائل ، واكثرنا لا تخفى عليه اسماء عوائل الاردن ومصادرها فذلك شمالي والاخر جنوبي وهذا من فلسطين والاخر ارمني او شركسي او درزي ، ذوبّت عوامل العولمة والخصصة واليبرالية كل ذلك وبدأت تشهد مجتمعا مدنيا بالكامل ، وهذا باعتقداي معيار عالي المستوى لتطور الدولة الحديثة ، وقد كنا نقرأ مثلا ان الولايات المتحدة الامريكية في عهد سابق كانت تشهد مخاصصة وظيفية عنصرية في اكثرها ، فوظائف ما حكرا على البيض واخرى على السود ، وحتى طال في فترة ما الجامعات الامريكية التي هي مصدر التقدم ، فكانت رتبٌ اكاديمية وتعينات محتكرة من الامريكان الهنود او الامريكان الصينيين او الامريكان اليهود ، وهو ما لم يعد موجود اليوم الا في الحديث عن الماضي..! -8- اعتقد بما لا يدع مجالا للشك انه من غير المعيب الحديث عن ذوبان المخاصصة الوظيفية في الاردن وقد اصبحت اليوم جزءاً من الماضي ، ولا يذكرها الا العاجزون عن تحقيق وظيفة غير مطابقة لمعايير الاداء والخبرة والشهادة ، ليس غير..!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع