زاد الاردن الاخباري -
ربما يكون من الصعب لمَنْ يرى الموت الذي يكتسح سوريا أن يصدق أن ثمة شعباً هناك لا يزال يدافع عن حياته برسم الضحكة على وجوه السوريين.
شباب من حمص (المدينة التي تكاد تخلو من الأبنية لكثرة ما قصفت) أنشؤوا صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "شروي غروي"، وهي كلمة سورية بامتياز تقال على سبيل المزاح عادة للكلام اللامترابط أو أن يأتي رد على جملة بأخرى لا علاقة لها بالأولى.
"شروي غروي هي حالة حمصية بامتياز، تعبير عن الذكاء وعن الغباء، تعبير عن اليأس والأمل الحزن والفرح، النجاح والفشل، إنها اجتماع التناقضات، ولكنها سمة حمصية يستخدمها الحمصي للتغلب على مصاعب الحياة"، هكذا كتب منشؤوا الصفحة على الإنترنت، ومن يتابع ما يكتب فيها سيشعر بالارتباك أمام كوميديا سوداء تجعل الضحكة العالية تحمل دموعاً وحرقة في القلب.
ومما كتب في الصفحة تعليقاً على تصريح السفير الروسي في فرنسا قبل يومين حول تنحي الأسد: "واحد بدو يتنحى بشكل حضاري والتاني بدو يحل المشكلة بالحب، إيه لأنو العالم من سنة ونص كانوا برحلة صيد فراشات مو ثورة".
أستطيع أن أجزم أنه ما من بيت في حمص لم يفقد شاباً أو فتاة، رجلاً أو امرأة، وربما تكون طريقة "شروي غروي" بالتعبير عن تلك الحالة تحمل من الذكاء بنفس قدر الحزن: "عندي سؤال محيرني أول ما بتفتح فيسبوك بتشوف كم إشعار عندك ولا كم شهيد اليوم".
بعد تفجير مبنى الأمن القومي قبل 3 أيام، كثرت الإشاعات حول وجود ماهر الأسد شقيق الرئيس في مكان التفجير، وانتشرت البوستات على صفحات فيسبوك، ولكن وكما العادة للحماصنة طريقتهم التي لا يمكن لأحد أن يتكهن بها، فكتبت شروي غروي: "إشاعة كبيرة عن إصابة ماهر الأسد في التفجير وقد فقد نصف وجهه.. والقيادة محتارة الآن هل سيصبح اسمه: "ما" أم "هر" الأسد".
عصي عن التدمير
وكتب أدمن الصفحة: "أعلن انشقاقنا عن العلاكين الأسديين وانضمامنا لكتيبة العلاكين الأحرار.. وهذه هويتي".
يرى الكثيرون أن نظام الأسد حاول تدمير حمص كلياً والقضاء على أهلها انتقاماً من تلك الضحكة التي انتزعها الحمصيون بسخريتهم تهكمهم على الموت وعلى شخص الرئيس نفسه.
وترى الصفحة الحمصية: "شو تعلمنا من هالثورة: تعلمنا أنو عنا بلد عظيم ومهم اسمها سوريا وتعلمنا أنو نحنا شعب عظيم وجبار، كمان عرفنا أنو سوريا كانت نبع ثقافة وفنون وأدب، واستوعبنا أنو نحنا عن جد شعب ممانع ومقاوم وقريباً رح يصير محرر، بس أهم شي تعلمناه انو دخل جسم غريب اسمه الأسد بهالبلد، وسببلها كتير أمراض والتهابات ومن يوم ورايح وبعد استئصاله انشالله ما عاد نمشي حفايا ابداً وإلا بالمرة القادمة رح نضطر لاستئصال القدم كاملة".
العربية