أين المسؤولين من جلالة الملك
بين فترة وأخرى نسمع بزيارات ملكية الى بعض القرى والمدن والمؤسسات الحكومية والخاصة والتي يقوم بها جلالة الملك ليطلع على واقع احتياجات المواطن في كل مكان من وطننا المحبوب فمن منا لم يسمع بزيارة جلالته الى قرية المزفر في جنوب المملكة ومن منا لم يسمع بالحجة خلفه أنا متأكد أن الكل سمع بذلك حتى أن جلالته بالأمس القريب قام بزيارة مفاجئة الى احد المراكز التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة بحيث وضعنا جلالة الملك في صورة المعاناة التي تتلقاها هذه الفئة من أبناء المجتمع الأردني والتي غاب فيها ضمير بعض القائمين على رعاية هذه الفئة التي لحق بها الضرر النفسي والجسمي جراء المعاملة القاسية من مثل هؤلاء المستهترين بالحياة الإنسانية .
عند البدء بالكتابة عن مثل هذه الزيارات الملكية التي تضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم لا بد من تذكر زيارة جلالة الملك في صبيحة احد الأعياد الى إحدى العائلات الأردنية التي تقطعت بها السبل وحتى أن جلالته لم يكن يرغب بتصوير هذه الزيارة فالكل يعلم أن جلالته لا يبحث عن الأضواء ولكن جل همه كرامة المواطن الأردني الذي ضاع بين القرارات الخاطئة وبين الإدارة السيئة مما جعل البعض يضن نفسه أفضل من غيره وان الكرسي الذي لا يدوم لأحد هو ملك له وحده ناسيا هذا المسؤول أن كثير غيره جلسوا على نفس الكرسي ومع ذلك ترجلوا بطريقة أو أخرى عنه وكما قالوا لو دامت إلك ماوصلت لغيرك وهذه هي حال الدنيا .
هنالك مشكلة يعاني منها المسؤول طبعا بدون تعميم ما أراه وألمسه كغيري أن جلالة الملك حفظه الله يفاجئنا في كل لحظة بمثل هذه الزيارات المفاجئة والتي تبين عمق العلاقة التي تربط جلالته بأبناء شعبه في كل مكان بحيث مازلنا نسمع ما يقوم به جلالته بين فترة وأخرى وكان أخرها الزيارة المفاجئة لقرية الطيبة في محافظة الكرك والتي عانى أبناءها من العطش بحيث لم يسعفهم احد وكان أبناء هذه القرية يعمدون لشراء صهاريج المياه التي أثقلت كاهلهم بحيث لم تعد لديهم القدرة على شراء المياه ولماذا نبتعد كثيراً مشكلة المياه أصبحت عامة وتؤرق الكثيرين وأنا واحد منهم وللأسبوع الرابع على التوالي اشتريت الماء عن طريق الصهاريج وأنا اسكن في محافظة الزرقاء فمن المسؤول عن ذلك وعودة الى موضوعنا جلالة الملك جهوده مباركة ولكن الى متى سيبقى جلالته يعمل لوحده والى متى سيقف المسؤول متفرجا وكأن الأمر لا يعنيه وهل ستبقى هذه السلبيات هكذا دون حلول ألا يجب علينا تعلم معنى ثقافة العطاء من جلالة الملك الذي لم يترك وسيلة ألا وضعها من اجل مسيرة الخير الوطنية التي تهدف الى البناء في الوطن وفي الإنسان الأردني .
جلالة الملك الهموم كبيرة والاحتياجات كثيرة ومواردنا قليلة وبعض المسؤولين يفتقرون الى بعض من همتكم وعزيمتكم التي يعرفها القاصي والداني وبما أننا نحظى بكم هائل من المسؤولين من وزراء ومدراء عامين ومستشارين وكادر كبير من الموظفين بجميع الاختصاصات ولكن للأسف ينقصنا الإدارة الناجحة التي تعتبر الأساس للبدء من جديد للوصول الى رؤية جلالتكم للأردن الجديد وعني وعن أبناء قرية المزفر والحجة خلفه وطيبة الكرك ندعوا الله لكم بمديد العمر وجزاكم الله عنا كل خير .
ابراهيم خطيب الصرايره / كاتب وباحث