زاد الاردن الاخباري -
رفضت دمشق الاثنين عرض جامعة الدول العربية تنحي الرئيس السوري بشار الأسد مقابل تأمين خروج آمن له ولعائلته، معتبرة ان هذا القرار يعود للشعب السوري، بحسب ما اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي.
وقال المتحدث في مؤتمر صحافي ان "بيان الجامعة العربية الذي يدعو الى التحني وما الى ذلك وسلطة انتقالية هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية".
واضاف "نأسف لانحدار الجامعة العربية الى هذا المستوى اللااخلاقي في التعاطي تجاه سوريا عوضا عن مساعدتها، انهم يؤزمون الموقف"، مضيفا "بالنسبة الى التنحي نقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه".
واكد ان "الشعب هو من يجتمع في طاولة حوار وطني وما يصدر عن طاولة الحوار نلتزم بمقرراته".
ورأى أن كل "هذا الحرص الذي يدعونه (العرب) عار عن الصحة وهو دليل نفاق".
وكانت قد عرضت الدول العربية على الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته من السلطة مقابل تنحيه عن الحكم، وذلك على وقع تفاقم العنف في سوريا واستمرار القتال في دمشق وحلب.
ووجه قرار عربي اتخذه المجلس الوزاري للجامعة العربية فجر الاثنين في الدوحة نداء الى الرئيس السوري بشار الأسد "للتنحي عن السلطة" فيما "الجامعة العربية ستساعد بالخروج الامن له ولعائلته".
وذكر القرار أن هذا النداء يأتي "حقنا لدماء السوريين وحفاظا على مقومات الدولة السورية ووحدة سوريا وسلامتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي ولضمان الانتقال السلمي للسلطة".
كما نص القرار على "الدعوة فورا لتشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا والجيش الحر" اضافة الى ما سماها "سلطة الامر الواقع الوطنية"، وذلك "لتيسير الانتقال السلمي للسلطة".
وتضمن قرار المجلس الوزاري مطالبة الامم المتحدة بتعديل تفويض المبعوث الدولي العربي كوفي انان ليصبح متماشيا مع مضمون القرار، اي للعمل باتجاه تنحي الاسد وانتقال السلطة سلميا.
وكلف القرار ايضا رئيس اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا، رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني، والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، زيارة موسكو وبكين لبحث مضمون هذا القرار العربي مع الدولتين اللتين استخدمتا اخيرا حق النقض لوقف اصدار قرار جديد في مجلس الامن يدين النظام السوري ويفرض عليه عقوبات.
وكلف وزراء الخارجية سفراء المجموعة العربية في نيويورك الدعوة الى اجتماع طارىء للجمعية العامة للامم المتحدة لاصدار توصيات باتخاذ اجراءات منها "انشاء مناطق آمنة في سوريا لتوفير الحماية للمواطنين السوريين وتمكين موظفي الاغاثة من اداء اعمالهم" و"قطع جميع اشكال العلاقات مع النظام السوري".
وصدر هذا القرار في ختام اجتماعين استضافتهما الدوحة للجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا وللمجلس الوزاري العربي.
واكد رئيس الوزراء القطري للصحافيين قبيل اختتام اجتماع المجلس الوزاري ان "ما طلب اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة".
إلى ذلك، اوضح الشيخ حمد أن الاجتماع الوزاري اقر مبلغ مئة مليون دولار للاجئين السوريين، من خلال الجامعة العربية. وكرر دعوة الرئيس السوري لاتخاذ "خطوة شجاعة" بحيث "ينقذ بلده وشعبه ويوقف هذا الدم بشكل منظم".
واعتبر ان الرئيس السوري "يستطيع أن يوقف التدمير والقتل بخطوة شجاعة، هي خطوة شجاعة وليست هروبا".
ولفت المسؤول القطري الى ان دولة عربية واحدة لم يسمها تعترض على هذا الطرح العربي للاسد.
إلى ذلك، كرر المسؤول القطري الدعوة الى تطوير مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي انان للازمة السورية لتصبح متمحورة حول ادارة عملية انتقال السلطة.
وقال في هذا السياق ان "مبادرة كوفي انان لم تطبق ويجب ان نطور مهمة كوفي انان التي يجب ان تكون الان في ترتيب الانتقال السلمي للسلطة".
وتواصلت العمليات العسكرية الاحد في مناطق سورية عدة خصوصا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية التي تستخدم كل انواع الاسلحة وبين المقاتلين المعارضين الذين يحاولون احراز تقدم على الارض.
وفي حصيلة شملت اسبوعا من المعارك النادرة العنف قتل 1261 شخصا في سوريا منذ مساء الاحد الماضي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
AFP