زاد الاردن الاخباري -
كتبت اية الشريف/الدستور- قديما وحديثا ... وكثيرا ما سمعنا مقولة ان"اقرب الطرق الى قلب الرجل معدته"، ... ولكن الى اي مدى تنطبق هذه المقولة على رجال اليوم ، في ظل انشغالات العمل ومتغيرات الحياة ، واضطرار كثير من النساء للعمل وبالتالي من الصعب ان تؤدي المرأة"ست البيت"مهام وواجبات"الطبخ"في الوقت المحدد الذي يطلبه كثير من الرجال خاصة"وقت الغداء"او حتى متطلبات الصحو المبكر سواء لاعداد وجبة افطار سريعة أكانت ام "شاملة"او حتى اعداد فنجان قهوة الصباح ... وكيف تتصرف المرأة تجاه كل ذلك ؟
الارقام والاحصاءات ووقائع الطلاق تقول: إن المسالة ليست بسيطة - كما قد يتصورها البعض - فهناك خلافات كبيرة جدا وقد تتفاقم وتؤدي الى الطلاق - ربما - لأن الزوجة اخطأت في معيار الملح في طبخة ما ، او ربما انها"حرقت طبخة"يحبها الرجل ، او انها تأخرت في اعداد الغداء ، او لسبب ما - قد يكون لتأخرها في العمل او ارهاق او حتى وعكة مفاجئة ألمّت بها اضطرتها لان تطلب من زوجها في تلك المرّة ان يعتمد على نفسه فيدخل المطبخ لاعداد شيء مستعجل او يستعين"بالوجبات الجاهزة او السريعة" فيحدث"زلزال" في المنزل لان معدة الرجل لا تطيق الصبر ، وكأن مهمة الزوجة الاولى والأساسية هي"الطبخ" ، وعدم اتقانها لهذه"المهمة"يبعدها تماما - بل قد يقطع جسور كل الطرق المؤدية الى قلب الرجل ،
ولكن .. هل كل الرجال كذلك ؟ وهل كل النساء كذلك ؟ ... بالتاكيد"لا"... ولكن لنتابع بعض الآراء في هذه العجالة :
لم تكن ربة المنزل منى 23( عاماً) تعلم طبيعة زوجها في موضوع الطعام ، حيث لم تتح لها فترة الخطوبة التقليدية معرفة طباع أحمد(27 عاماً) بالشكل المطلوب ، تقول منى : "زوجي لا يرحمني ولا حتى يوما واحدا من الطبخة" وصوته يملأ البيت بالصراخ إذا لم أنتهً من إعداد الطعام في الوقت المحدد من قبله ، وهذا يزيد من حدة التوتر في المنزل ، خاصة أن هناك بعض الطبخات التي يفضلها أحمد يستغرق اعدادها وقتا طويلا ، مؤكدة أنها تستيقظ مبكراً لكن الواجبات المنزلية الأخرى تأخذ معظم وقتها.
وتؤيد منى في حديثها ، غالية (36عاماً) ، موظفة في شركة اتصالات كبرى ، ولديها ثلاثة أطفال ، وتضيف أنها لا تملك الوقت الكافي لإعداد طبخة كل يوم وأن موضوع"الطبيخ"اصبح همها اليومي ، وفي بعض الأحيان تضطر أن تغادر العمل في وقت سابق (مع أنه من الصعب عليها ذلك ) من اجل اعداد"الطبخة" وحتى تتقي شر زوجها الجائع ، مؤكدة أنه من المستحيل أن تترك العمل بسبب ظروف زوجها المادية ، فهما مضطران لدفع أقساط المدارس للأطفال وما إلى ذلك من مصاريف أخرى.
وتوضح غالية أن زوجها لطيف للغاية ، وأنها تحبه كثيراً ، لكن عندما يأتي موضوع الطعام يبدأ وقت الجد ، ويصبح الموضوع مختلفا تماما لكن غالية تعودت على طبع زوجها ، فما أن ينتهي من تناول الطعام ، حتى يهدأ ويعود مزاجه كالسابق ، ومع مرور الأيام اعتادت على تدبير الأمر ، فهي تحاول إعداد جزء من الطعام في الليل ، وترك الباقي حتى تعود من العمل.
على صعيد متصل تقول ختام 54( عاماً) ، أن زوجها أسعد( 55 عاماً) يعود من العمل متأخراً ، في موعد العشاء تقريباً ، وأنه لا يتناول الفطور أو حتى الغداء في العمل ، بل يشرب القهوة فقط بضع مرات في اليوم ، لكنه لا يأبه بوجود طعام من الأصل ، فهو يتصل مع زوجته في المساء ليسألها عن الطبخة فإذا لم تكن الزوجة قد اعدت أي طعام في ذلك اليوم فهولا يبالي و يحضر معه أي شيء من السوق.
تقول ختام أيضاً: لقد كبر أولادي ، وهم لا يحبون الطعام في المنزل ، فهم يفضلون تناول الطعام مع الأصدقاء في الجامعة ، وزوجي لا يكون موجوداً وقت الغداء ، وهي لذلك لا تحب أن تطبخ لانها تضطر ان تأكل وحيدة ، فـ"الطبيخ" بالنسبة لعائلتها شيء غير ضروري،
وفي ذلك الصدد تقول ريم 44( عاما) أن زوجها يحب أن يطبخ أحياناً بنفسه ، فقد اعتاد على ذلك بسبب ظروف الدراسة التي اضطرته للعيش في روسيا ، والغربة جعلته يتقن الطبخ ، لكنها تؤكد أن زوجها لا يستغني عن طعامها ، وأن الأمر لا يتعدى الهواية فقط.
وحول هذا الموضوع تقول اختصاصية التغذية علا حرزالله :
أعتقد أن مقولة"أقرب طريق الى قلب الرجل معدته" صحيحة إلى حد ما فالأطعمة التي نتناولها لها علاقة دقيقة بالحالة النفسية والمزاجية والرغبة في العمل أو بذل مجهود. كما أنه ثبت علمياً بأن هنالك بعض الأطعمة تزيد من الشعور بالسعادة مثل الشيكولاتة السوداء الخالية من الدسم تحسن تدفق الدم في العروق فتفيد القلب وتحمي من ارتفاع الضغط ، ويعتبر الموز أيضاً من أشهر المواد الغذائية المنشطة للدماغ ورافعة للمزاج والثقة بالنفس.
وبالنسبة للبن الزبادي والبصل فلهما تأثير ملطف للاعصاب ويقاومان الإحساس بالكآبة والتوتر ، كما أن البصل يساعدك علي الهدوء ويزيد من حيويتك وله تأثير فعال على خفض معدلات السكر في الدم وزيادة الطاقة والمناعة.
وفي النهاية أعتقد أن الطعام لا يعني فقط سداد الجوع بل قدرة المرأة على كسب الرجل واحتوائه وجعله يعود إلى المنزل يومياً متوقعاً الحب والشوق والطعام من الزوجة ، وفي المقابل شعوره بالامتنان والاهتمام بأن هنالك شخصا يكترث به ويعد له الطعام ويشعره بالتالي بالمسؤولية تجاه عائلته وتكسب هي قلبه.