أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي بالإمارات واشنطن تدرس نشر قوات في اليابان في حال حدوث أزمة مرتبطة بتايوان توقع الانتهاء من تنفيذ مشروع قابلية نقل الأرقام مع بداية عام 2026 تعليق الدراسة ببلديات إسرائيلية عديدة بعد تصعيد أمس وزير الخارجية في زيارة عمل إلى إيطاليا أونروا: مليونا نازح بغزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض انخفاض عدد اللاجئين السوريين المسجلين بالأردن الأغذية العالمي يلوّح بتعليق جزئي لأنشطته بالأردن بحث إطلاق مشروع توسعة مستشفى الأميرة إيمان/معدي انخفاض أسعار الذهب في الاردن بمقدار دينار واحد ابو طير يكتب : الدور الغائب في التواقيت الاستثنائية الرواشدة يكتب : ‏من يُدير النقاش العام إذا غابت الأحزاب؟ بعد القرار الحكومي الاخير .. ارتفاع الاقبال بالطلب على المركبات الكهربائية بالأسماء .. مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء بالأسماء .. وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات الشخصية بالأسماء .. التربية تدعو مئات الأردنيين للمقابلة الشخصية لوظيفة معلم بالأسماء .. فاقدون لوظائفهم في الحكومة العرموطي: نرفض تعريض حياة رجال الامن للخطر إغلاقات وتشميع محلات بالشمع الأحمر في إربد .. وهذا السبب الأردن .. 4 اصابات بتدهور مركبة على طريق المفرق
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة يا حكامنا .. ما أحوجنا للوحدة

يا حكامنا .. ما أحوجنا للوحدة

28-03-2010 10:44 PM

يطالب كل عقائدي وحدوي بالدولة القومية أي بالوحدة السياسية للأمة لتوفير أول شرط من شروط قدرتها على التطور و تحقيق رسالتها وهذا هو المطلب المنتصر ولو بعد حين, أما مطلب الوحدة لتجاوز واقعا إقليميا أو ظرفا آنيا فهو موقف انتهازي سينكشف حتما عاجلا أم آجلا وسيؤدى إلى النكوص ما لم تتبعه خطوات تاصيلية تضعه على مسار الوحدة الهدف والوسيلة, وهذا ما حصل مع جامعة الدول العربية التي جاءت بصيغتها المعروفة استجابة مقزمة لطموحات كبيرة نحو وحدة الأمة لبناء مستقبلها وبما يترتب على ذلك من تجاوز واقع إقليمي ودولي معقد تأكد معه كل الوطنيين والقوميين بأن الغرب يتسلطون على امتنا ويفتتونها ويسلبون أرضها. لتأكيد هذه الحقيقة لا بد من استعراض الظروف التي رافقت نشأت جامعة الدول العربية وما آلت إلية حال الأمة.
أدى تصاعد الحركات الوطنية ونشاط المقاومة ضد الاستعمار إلى استقلال عدد من البلدان العربية, و برزت الحاجة إلى الوحدة خاصة وان أساسها الفكر القومي ومقوماتها من تاريخ ولغة وثقافة وارض ومصير مشترك كلها متوفرة, وازداد الوعي بمخاطر الحركة الصهيونية وتهجير اليهود إلى فلسطين(بحماية بريطانيا) لتحقيقً حلم الدولة اليهودية, فظهرت فكرة إقامة تنظيم عربي واحد يجمع شمل العرب خلال الحرب العالمية الثانية. تم كبح هذه الفكرة لتصاغ بهيكل ضعيف هو جامعة الدول العربية ومع أنها هيكل لا يقوى على خدمة الأمة بل كان له دور في تثبيت فرقتها وفى تمرير مخططات الأعداء الذين وافقوا على إنشائها. ومع ضعف هذا الهيكل فانه ما كان له أن يظهر لولا الظروف التالية التي رافقت نشوئه.
انشغلت دول الجوار تركيا وإيران بنفسها بعد الحرب العالمية الثانية فلم تتمكن من إجهاض هذا المسعى. وجهت أمريكا جهدها بعد هذه الحرب إلى المناطق المجاورة للاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية والصين، فأصبحت المنطقة العربية تحت سيطرة بريطانيا وفرنسا. وافقت بريطانيا العارفة بالمنطقة على تأسيس جامعة الدول العربية خدمة لمصالحها التي تقتضى التحسب للمنافسة الفرنسية و التجاوب مع المد الاستقلالي والتحرري الذي بدا أنه أحد معالم العلاقات الدولية بعد انتهاء الحرب وأكد ذلك الثورات التي حصلت ضدها في العراق وفى مصر, و بما أن المنطقة العربية غنية بالنفط ومعبر لأحد أهم المجارى المائية الدولية - قناة السويس- وحلقة وصل بين الشرق والغرب قررت بريطانيا التعامل مع هذه الحقيقة بما يلائمها. رأت بريطانيا أن إعطاء التنازلات للصهاينة لتأسيس دولتهم لا يمكن أن يتم إلا من خلال إطار قادر على اتخاذ قرار عربي عام.
بتاريخ 24/2/1943 حصل العرب على عطف بريطانيا حيث صرح انتونى إيدن وزير خارجية بريطانيا بأن الحكومة البريطانية \"تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية.\" في ضوء ذلك و بعد عام تقريباً من خطاب إيدن بدا التباحث حول فكرة إقامة جامعة الدول العربية و اقر بروتوكول الإسكندرية سنة1944 الذي صار أول وثيقة تخص الجامعة و كان من بين مبادئه الاعتراف بسيادة واستقلال الدول المنظمة إلى الجامعة بحدودها القائمة فعلاً. و أقر ميثاق الجامعة سنة 1945 وأكدت ديباجتة على استقلال وسيادة كل دولة عضو. لقد بدأت الجامعة العربية بسبعة دول و أصبح عدد أعضائها 22 دولة. كان مؤتمر انشاص 28/5/ 1946اول مؤتمر قمة وسيكون مؤتمر سرت يوم السبت27/3/2010 المؤتمر رقم 33.
من قراءة وثائق جامعة الدول العربية التي مضى على تأسيها خمس وخمسون عاماً لا يجد القارئ عملا واحدا معززا للوحدة العربية كما يجب أن تكون, وكل مسيرتها كانت منذ برتوكولها الأول وميثاق تأسيسها أكدت تجزئة الأمة حيث جاء ذلك وفقا لرغبة بريطانيا فهي التي لا تسمح بأكثر من ذلك كما أنني لا أبالغ إذا قلت أن تأسيسها مع ضعف ما هي عليه كانت امتصاصا لضغط عارم من الشعب بحركاته الوطنية والقومية وكان أول هموم أعضائها وحتى الآن ( اعني الحكام ) كان كيف يحافظ كل على سلطانة في بلدة أي أن هناك تخوفا واضحا من الوحدة الحقيقية التي أول ما تعنيه التنازل عن السلطان فلم يكن الحكام المشاركون في الجامعة وحدويون في يوم من الأيام, وان كان يعظهم راغب ومقتنع فلم يتمكن من تحقيق رغبته لعدم قبول غيرة ممن رهنوا أنفسهم وبلدانهم لأمريكا والغرب الذين يبنون خططهم لامتنا عل منع أي اقتراب عربي حقيقي .
لقد تأكد انقسام الأمة إلى اثنان وعشرون قطرا وشكلت اثنان وعشرون دولة قطرية, و بنت كل واحده منها مؤسساتها العسكرية والمدنية وبنت خططها الحاضرة والمستقبلية على أساس أنها دولة مستقلة ( مع الحفاظ على اتصال وفق ضوابطها مع الدول القطرية الأخرى ) فجزئت شعب الأمة المغلوب على أمره ليشكل شعب الدولة المجزئة وبنيت منه مؤسسات الدولة القطرية فأصبح هو حامي هذه الدولة والمدافع عنها , وتمادت الدولة القطرية في ترسيخ التجزئة إعلاميا وثقافيا وبالقوة لتطويع الناس لقبول الواقع إلى أن أصبح كما هو معاشا الآن.
بقيت الدول القطرية متوجسة من بعضها وأكثر من ذلك متوجسة من الشعب الذي أصبح مادتها فتمادت في ارتمائها في أحضان أمريكا والغرب إلى أن أصبحت كل دولنا القطرية الآن تدور في فلك أمريكا والغرب لتحصل على الشرعية و الحماية, فابتعدت دولنا القطرية عن الشعب بعد أن بنت منه مؤسساتها العسكرية والأمنية لتكون جاهزة لقمعه إذا ما رفض هذا الواقع.
كان أول نتائج التجزئة ضعف الدولة القطرية من جميع النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية فكل دولنا القطرية تعاني من أزمات متفاقمة الآن, و أول أزماتها أنها مسلوبة الإرادة حتى أنها لا تستطيع حماية بنود ميثاق الجامعة التي انضوت تحتها (إلا بندا واحدا وهو بند استقلال كل دولة عن الأخرى ) فهي لا تستطيع اتخاذ أي خطوة نحو تخليص فلسطين من براثن الصهاينة ولا تستطيع توجيه طلب جازم لأمريكا والغرب في هذا الشأن ولا تستطيع التدخل في العراق المحتل بل أنها ولشدة خوفها لا تقر هذا الاحتلال وباركت كل خطوات أمريكا والصهيونية في العراق , وحتى بما هو اقل من هذا الموقف السياسي بكثير لم يستطع أثريائها مساعدة فقرائها إلا بمباركة أمريكا ولم تحقق شكلا واحدا منجزا من أشكال التكامل الاقتصادي .
إننا امة عربية وحدة ويعاملنا الآخرون على هذا الأساس, إنها الأمة مكتملة النمو, الأمة التي عندما التصقت بروحها - الإسلام - غيرت وجه الدنيا وأكدت الحق وحاربت الظلم وحررت الإنسان. إن هذه الحقيقة تعرفها أمريكا والصهيونية ويعرفها الفرس و يخشونها لذلك يحاربون توحد نضال الأمة من اجل مستقبلها فهم يعرفون إن وحدة الأمة النضالية تعني تحقيق رسالتها التي فيها تقهقر واندحار ظلامهم وظلمهم.
أيها الإخوة الحكام العرب حكام الدول القطرية لقد تأكد حكمكم لأقطاركم بل تأكد توريثكم له فلا خوف عليكم من الشعب أو من بعضكم, ولكن ألا ترون أن لنا نحن الشعب حق عليكم في أن تتحدوا ولو مره (وانتم على رأس تجزئتكم) وتبعدوا عنكم توجساتكم لتقولوا لأمريكا كلمة واحده جازمة صادقة - حتى وان كانت دبلوماسية - بأن تكف أذاها عنا و تكف أيدي الصهاينة عن قتلنا وتهجيرنا واستباحة بلداننا .
بعد حملات الترويض والقمع التي مارستموها ضد كل من يطالب بوحدة وتحرر الأمة و بعد احتلال العراق و تدميره وتآمر الكثير منكم في ذلك ألا تلاحظون أن هناك حالة سكون عامة في بلداننا العربية ألا تنبئكم بشي ,انه السكون الذي يسبق مأزقكم الحقيقي بعد تماديكم الممنهج على ثوابت الأمة . إن من يحيا بين الشعب ويقرأ تفاعلاته ويقرأ قبل ذلك تاريخ امتنا سوف يقر بأن هذه الأمة لابد لها وان تنهض وان نهضتها عادة تبدأ من حيث أدنى درجات انحطاطها. لقد غزى المغول أرضنا ودمروا وقتلوا الكبار والصغار وبقروا بطون الحوامل في محاولة منهم حتى لا يلدن جيلا يرد على فعلتهم, و لكنها امتنا لن يجف رحمها فولدت وناضلت وطردت الغازي بل أنها علمته كيف يكون أنسانا لا قاتلا فخرج وهو يحمل فكرها بعد أن رآه فكر حق ونور يبدد عتمته التي كان موغلا فيها. وهاهو الاحتلال الامريكى الصهيوني الفارسي غارق في وحل عاره في العراق ويبحث عن مخرج له عبر ما ترونه من مهازل زادت عورته فضيحة.
إن استعراض الظروف التي نشأت فيها جامعة الدول العربية يشير إلى أن الكثير منها متوفر الآن فإيران الفارسية الطامعة في أرضنا منشغلة بنفسها بعد انقضاء زواج المتعة بينها وبين أمريكا والصهيونية وتبحث الآن عن صيغة جديدة لعلاقتها معهما, وتركيا راغبة الآن في استعادة دورها من خلال مساعدتنا على كبح تغول الصهاينة, أمريكا غائرة في وحل هزيمتها وديونها في العراق وأفغانستان, وأقطارنا بحال أفضل مما كانت علية سابقا. و تأكد لكم ولنا وللقاصي والداني بان أمريكا والصهيونية عدوين لامتنا ( وان كانت أمريكا صديقة لكم ), فلا يجدي حوار سلام معهما. وفوق كل ذلك تعززت وتر سخت روح المقاومة وهي الواقفة بالمرصاد للمخطط الأمريكي الصهيوني البغيض في فلسطين وفي العراق.
كل هذه المؤشرات التي تعرفونها تشجعكم على اتخاذ موقف واضح صريح بلا مهادنه ضد خطط أمريكا وحكومة الصهيوني نتن ياهو وتساعدكم على حل القضية الفلسطينية واستعادة الحق المسلوب وتساعدكم على إدانة احتلال العراق وعلى الاعتراف بحقه في المقاومة . إنكم من أبناء هذه الأمة تحملون بذور صفات أبناءها فلا تنقصكم الشجاعة ولا تنقصكم النظرة الصحيحة لما يجب أن تكون علية الأمة, وتقولون انتم من منابركم دائما بأنه يجب حل جميع مشاكل الأمة وأولها أم المشاكل القضية الفلسطينية أم أن ما تقولون هو للتسويق والضحك على اللحى. تعلمون انه لا حل لهذه القضية إلا في وحدة الأمة وتعلمون أن هذه الوحدة وفقا لواقع الأمة وتغول أمريكا والصهيونية صعبة المنال الآن , فلتتوحد كلمة حكام أقطار الأمة ولتعطي للشعب حريته في مقاومة المشروع الصهيوني - وعدم حرف مسار نضال الأمة باتجاه إيران - عندها تعود فلسطين حرة عربية, وبعكس ذلك فإنكم ستكونون مساهمين فاعلين في إدخال بلداننا إلى دوامة العنف والصراع والتناحر فيما بيننا تحت شعار حل القضية وتحرير فلسطين لتبدأ الأمة في مخاضه جديدة أصعب مما هي فيه الآن .

د. عبداللة الرواشدة
drabdullah63@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع