كما يعلم الجميع إن المجتمعات هي عبارة عن عشائر وعائلات وغيرها من الشرائح وتعتبر العشائر احد المكونات الرئيسية في المجتمع ونحن كغيرنا في الأردن لدينا عشائر أردنية عريقة أثبتت في أكثر من مناسبة أنها على قدر كبير من المسؤولية وأنها أفرزت لنا رجال كانون يحملون الوطن في قلوبهم ويضعون دمائهم على كفوفهم فداءً له ومع ذلك فإن عشائرنا باتت اليوم تقع بين الجحود والاتهام ولم يشفع لها تاريخها العريق ومواقفها الشجاعة من أن تكون في مرمى نيران البعض ممن يرون أن العشائر هي أحد أسباب التراجع في بناء الإنسان الأردني وتقدم الوطن وتطويره .
الحوار لا يفسد للود قضية والاختلاف في الرأي لا يعني أن نقف في موقف صدام مع بعض فعشائرنا منذ عشرات السنوات وقبل نشوء الأردن كانت وما زالت فيها صور ناصعة وقدمت خطوات فاعلة في بناء الوطن وتطويره ولم تقف عشائرنا الأردنية يوما أمام عجلة التنمية ولكنها كانت ومن خلال أبنائها تطالب بالسير بعملية التنمية وعلى كافة المستويات ومن يستطيع إنكار ذلك أو يجحد على عشائرنا هذا الجهد المميز ومع ذلك لا ننكر أن هناك سلبيات ولكنها ليست بالكم الذي يشير إليه البعض ويجعله يطلق التهم على العشائر بسبب ودون سبب وكأن ما يحدث لدينا من بعض الإخفاقات الإصلاحية أو بعض المشاكل كالتي تحدث في الجامعات مثلاً سببها ومسببها العشائر التي لا يجب أن تبقى بعيدة عن المشهد السياسي ويجب أن تكون حاضرة للمشاركة في صنع القرار .
عشائرنا الأردنية مطلوب منها أكثر من ذلك وبما أنها متهمة ومغيبة إعلامياً ووصفت بأنها احد الأدوات المعطلة وخاصة في المجالات التنموية والإصلاحية فماذا يضيرها من أن تكون لديها برامج نوعية على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي أيضا وأن لا يبقى دورها محصوراً فقط على الجاهات والعطوات فكما لها الصدارة على هذا المستوى تستطيع بقليل من التبصر الانطلاق نحو المشاركة الفعلية على كافة المستويات حتى تستطيع عشائرنا الأردنية من إخراج نفسها من هذا الجحود وتبعد نفسها عن أي اتهام فمن بني الوطن على أكتافهم لا يجب تشويه صورتهم والمزايدة عليهم وجعلهم علاقة لهذا وذاك بحيث يتم تصوير عشائرنا الأردنية العريقة بأنهم الشعرة التي قصمت ظهر البعير ... ولو فكر قليلا من يعمل على وضع عشائرنا بين الجحود والاتهام لوجد بشكل قاطع أن الفساد وتعطيل عملية الإصلاح إنما هو عمل فردي وليس جهداً جماعيا تلام عليه العشائر وهذا لا يعني أن تقف عشائرنا مكتوفة الأيدي ولكن عليها أن تضرب على يد الفاسد حتى وإن كان أحد أبنائها .
عشائرنا الأردنية عليها أن تعي احتياجات هذه المرحلة وتعمل على تطوير نفسها وأدواتها بالعمل على وضع محددات وأهداف لها ضمن عمل برامجي ومؤسسي يراعي مصالح الوطن العليا ويجعلها تثبت أنها على قدر كبير من المسؤولية وأنها ما زالت مكون رئيسي في المجتمع ولبنة أساسية في مسيرة التطوير والبناء والأردن الجديد بحاجة الى أن تعمل عشائرنا الأردنية بنقلة نوعية نحو الإبداع والريادة في تطوير العمل التنموي بشكل يراعي العادات والتقاليد ويتعامل مع جميع الأوضاع بشكل متوازن فخدمة الوطن وبناءه مسؤولية الجميع ويجب أن لا نتنصل من مسؤولياتنا ونضع اللوم على عشائرنا الأردنية بسب تصرفات سيئة من فرد ونقيس بذلك على الجميع .
عشائرنا الأردنية ليست مستوردة وليست بهذا القبح ولكنها احد مكونات المجتمع وعليها واجبات تجاه وطنها وهي ليست أداة بيد أحد وهمها الحفاظ على ديمومة الوطن الكبير الذي يتسع صدره للجميع والمرحلة القادمة بحاجة لوقوف الجميع يدا واحدة أمام جميع التحديات وتفويت الفرصة على من يوقع اللوم على عشائرنا الأردنية التي لها السبق في بناء الوطن وتطويره على جميع المستويات وعلى مختلف الصعد ... ولكن هذا هو حال عشائرنا الأردنية التي وقعت بين جحود أبنائها واتهامات البعض وتقصير الإعلام .