الزرقاء : شحّ في المياه .. والبعض يستغل الأزمة لمآرب شخصية ودعاية انتخابية

زاد الاردن الاخباري -

صيف ساخن عاشته أحياء الزرقاء في ظل درجات الحرارة المرتفعة وأيام الصيام الطويلة واصبحت رحلة البحث عن الصهاريج وقوارير المياه شيئا اعتياديا .

عشرات الاحياء لم تصلها المياه ولمدد متفاوتة من اسبوعين وحتى الشهر والشهرين ويرجع الاهالي أزمتهم المائية الى سوء الادارة والترهل الاداري اللذين تعاني منهما سلطة المياه.

ويرى البعض ان هناك أزمة مائية خانقة وفي المقابل انتعاش تجارة المياه سواء لاصحاب الابار الخاصة او محطات الفلترة.

يقول المواطن سمير العايد نشطت في الآونة الاخيرة محطات تحلية المياه المفلترة فيوجد في مدينة الزرقاء حوالي (106) محطات تشهد حركة تجارية نشطة نتيجة الازمة المائية.

وعبر المواطنون عن استيائهم الشديد من انقطاع المياه بطرق مختلفة بدءا من الشكوى للمسؤولين وليس انتهاء بالنزول الى الشوارع واغلاق الطرق بالاطارات المشتعلة.

بدأت الاحتجاجات والاعتصامات في حي شبيب قبل شهر رمضان مما دعى المحافظ الى عقد اجتماع طارىء للمجلسين التنفيذي والاستشاري وفي وقتها حمل المحافظ كوادر السلطة المسؤولية في عدم توصيل المياه للمواطنين.

ورغم ان التهمة كانت ان هناك ما نسبته 600 متر مكعب في الساعة تذهب يوميا من حصة الزرقاء الى العاصمة عمان وفي حينها طالب عدد من اعضاء المجلس الاستشاري بوقف اية كميات تذهب من رصيد المحافظة الى اية محافظة اخرى في ظل الازمة الا أنه وبعد الاجتماع بأيام تم نقل مدير سلطة المياه المهندس محمد ابو ميدان.

مع مباشرة المدير الجديد المهندس عاطف الزعبي وفي اول تصريح له قال بان الكوادر قامت باصلاح ثلاث محطات كما تمت السيطرة على مصادر المياه التي ستحسن الوضع المائي في الزرقاء ولن يكون هناك انقطاعات في شهر رمضان الا ان الواقع جاء مغايرا فبدأت اول الاحتجاجات في حي النزهة عندما تم اغلاق الشارع الرئيسي بواسطة الحاويات المشتعلة بعد صلاة التراويح وقام الاهالي باغلاق الطريق ووصلت الاحتجاجات الى اغلاق الشارع الرئسي امام مخابز جواد ومن ثم الى حي معصوم حيث تم حرق الاطارات واغلاق الشارع ثم حي رمزي وحضر محافظ الزرقاء الى مكان الاعتصام ووعد الاهالي بحل الازمة المائية الا ان شيئا لم يحدث.

وترى بعض الشخصيات ان جلالة الملك اوعز خلال زيارته قرية الطيبة الى حل الازمة المائية على مستوى المملكة لكن الازمة تفاقمت رغم التوجيهات الملكية مما يعني بان هناك مسؤولين يضعون العصي في الدواليب ويؤججون الشارع .

شكاوى المياه الوارد لـ "العرب اليوم" كثيرة خاصة من منطقة حي النزهة وحي الحسين وحي شبيب وحي الزواهرة وحي معصوم والمدينة المنورة والجبر وشومر وحي الامير محمد/قرب المسلخ , وحي القادسية وعوجان وضاحية الاميرة هيا وحي الفلاح.

اما الاحياء الاخرى التي لم تشهد مثل هذه الاحتجاجات فان الوضع كان يسير نحو الاسوأ فالمياه لا تأتيها الا مرة واحدة في الاسبوع في ساعات متأخرة من الليل وهي ضعيفة ولا تكفي لتعبأة خزانات الاهالي مما يعني ان العائلة الزرقاوية عليها استخدام متر واحد من المياه طوال الاسبوع.

وتقول منى محمد من حي النزهة ان الاصلاحات الحكومية اوصلتنا الى البحث عن المياه من المحطات و الصهاريج.

وتضيف "في الواقع ان الزرقاء منكوبة خدماتيا وبيئيا ومائيا فالمياه في الزرقاء اكبر مشكلة و تشكل تحديا للعائلة والمواطن لم يعد يحتمل الارهاصات وغياب الخدمات.

اسامة الروسان من منطقة دوار نهاوند يقول ان المياه مقطوعة عن الحي منذ اربعة اسابيع "من المؤسف ان لا تجد بعض الماء في ساعات الصباح لتغسل بها وجهك".

ويضيف الروسان ان شارع ابو تمام وشارع المثنى بن الحارث يعانيان منذ فترة من انقطاع المياه مؤكدا حدوث مشاجرات ومشاحنات بين الاهالي بسبب مشكلة المياه.

وفي شارع عبد الرحمن بن عوف بالزرقاء الجديدة يقول الاهالي ان الحي لم تصله المياه منذ أكثر من شهر ونصف ورغم الشكاوى والمراجعات الا ان الحلول غائبة وكذلك الحال في منطقة عوجان والسلطة تتذرع بما خلفه المشروع الصيني.

ويقول محافظ الزرقاء سامح المجالي ان كوادر السلطة زادت كمية الضخ بواقع 400 متر مكعب في الساعة يوميا من خلال تشغيل أربع مضخات اضافية وهذه الكميات ستساعد في حل الازمة المائية التي تعيشها بعض الاحياء.

واضاف للاسف يبدو ان البعض يستغل الازمة المائية لمصالح شخصية ودعاية انتخابية منوها ان بعض المشاكل المائية ربما تكون جزئية ناجمة عن اخطاء فنية في احدى الخطوط او الشبكات.

واوضح المجالي بأن ابار المياه البعيدة والتي تتعرض لاعتداءات مستمرة تمت السيطرة عليها من خلال تعيين حراس لها من سكان المناطق القريبة منها . ودعا المواطنين الى التعاون والتكافل في موضوع المياه فهناك عدد كبير من المواطنين يقومون بتركيب ماتورات ضخ كبيرة ما يحجب الخدمة المائية عن جيرانهم في نفس الحي خاصة الاحياء التي تعاني من طوبغرافية الارتفاعات والانخفاضات كما ان البعض لا يكتفي بأخذ حاجته من المياه.

العرب اليوم