أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إسرائيل تعترض مسيّرة قادمة من الشرق للمرة الثانية خلال ساعات بوتين لميركل: سامحيني لم أكن أعلم أنك تخافين الكلاب الصفدي: تطوير العقبة نموذجٌ لتحقيق رؤية الملك في منطقة اقتصادية عالمية تحديد تعرفة بند فرق أسعار الوقود للشهر الماضي عند صفر مواعيد مباريات اليوم السبت 30 - 11 - 2024 والقنوات الناقلة زعيم كوريا الشمالية: روسيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد أوكرانيا 10 شهداء في قصف للاحتلال على حي الشيخ رضوان شمال غرب غزة رئيس وزراء كندا يزور فلوريدا للقاء ترامب وسط أزمة الرسوم الجمركية التنمية والتشغيل مول 95 مشروعا بعجلون منذ مطلع العام أورنج الأردن تجدد اتفاقية خدمات الخلوي للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي مادورو: فلسطين أكثر قضية محقة للإنسانية مليار دينار مبادلات الأردن التجارية مع الخليج في 8 اشهر النفط يتكبد خسائر أسبوعية بعد انحسار مخاوف الإمدادات السيناتور غراهام: ترمب يريد رؤية صفقة بغزة قبل توليه منصبه 74559 زائرا لمهرجان الزيتون خلال يومين وكالة (كابيتال انتليجنس) تثبت التصنيف الائتماني للأردن سوريا .. مطار عسكري مهم يسقط بأيدي الفصائل المسلحة الأمم المتحدة: الأعمال العدائية لا تزال تعرض أهل غزة لخطر كبير المستحقون لقرض الإسكان العسكري لشهر كانون الأول (أسماء) نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا لمناقشة التطورات بسوريا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حاجة الاردن الى ثورة بيضاء

حاجة الاردن الى ثورة بيضاء

03-08-2012 03:32 AM

حاجة الاردن الى ثورة بيضاء
بقلم /الدكتور حسام العبداللات
التغيير الحتمي يحدث في كل المجتمعات وهذه سنة اجتماعية قدرها الله تعالى ، وكل الرسالات والرسل بعثوا من أجل التغيير من الفساد الى الأصلاح ، ومن الظلم الى العدالة وفق المنهج الالهي الذي أوحاه الله على هؤلاء الرسل عليهم السلام . والتغيير الذي سعى اليه الرسل كافة من خلال الحوار والاقناع الشعبي بإسلوب سلمي ، والاساليب غير السلمية انما تعامل معها الانبياء والرسل لمواجهة الاخطار الخارجية ، وان التغيير الذي سعوا اليه إنما كان للتغيير الايجابي ، قال تعالى : ((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بإنفسهم)) وتعني هذه الاية ان التغيير في المجتمعات يكون من خلال الجهد البشري .
إن عنوان مقالتي هذه هو ما إستوحيته من كُتيب قراءته بعنوان " الثورة البيضاء في فكر حزب العدالة والاصلاح " وما جاء في هذا الكُتيب يستحق الدراسة والتحليل ، ويثبت حاجة الاردن الى التغيير ولكن هذا التغير لا يكون الا بثورة بيضاء ، نعم بيضاء لا غير .
الاردن بحاجة إلى الثورة البيضاء منذ زمن صراع الاحزاب في وسط عمان عام 1956 ، او حل الاحزاب وما سلف من احداث سياسية وصولا ً إلى عام 1967 ، واحتلال الضفة الغربية ثم احداث ايلول 1970 ثم هبة نيسان 1989 ، وفك الارتباط مع الضفة الغربية بضغوط مؤتمرات القمة حيث ان منظمة التحرير الفلسطينية ترغب في الانفراد في تمثيل الشعب الفلسطيني ، وما تلا بعد ذلك من قيام الانتخابات البرلمانية في الاردن وعودة الاحزاب وحتى ايامنا هذه والاردن يخوض متاعب سياسية ادت إلى ظهور قوى فساد وشد عكسي سبّب الانحراف وتشجيع الفساد ، والاردن الان كما يرى حزب العدالة والاصلاح أحوج ما يكون إلى الاصلاح الحقيقي ولكن اي اصلاح ؟ .
ويشيرالكتيب الى أن احداث تغيير في الواقع إلى واقع آخر أفضل يستند إلى التغيير الضروري المطلوب وفي زمن معين ونطاق معين ، ويكون ذلك من خلال ثورة دموية أو سلمية ولكن حزب العدالة والاصلاح إقترح التغير للوصول الى واقع افضل عن طريق ثورة جديدة أسماها " الثورة البيضاء " والتي وتستند على قيام الشعب في كل اماكنه بقيادة طلائع الثورة بإحداث التغيير المنشود عبر تحقيق الاصلاح الشامل وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق التغيير المرحلي.
والثورة البيضاء كما يراها حزب العدالة والاصلاح ، فهي التي يقودها الإصلاحيون من قيادات الشعب والاحزاب الجماهيرية التحررية بهدف القضاء على الفساد والظلم والجور والفقر والبطالة وتحقيق التغيير الشامل في كل مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والاجتماعية ، ويتم تحديد آليات وبرامج لتنفيذها عبر وسائل الاعلام والارشاد القومي والوطني وعبر مؤسسات الدولة والمخلصين من ابناء الوطن ، وعبر التعاون والتضحية لأجل إحداث التغيير مهما طال الوقت وزادت التكلفة.
ان من أجمل ما تتحدث فيه الثورة البيضاء هو تعزيز الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وتوضيح الاجراءات الفعلية لتحقيق ذلك ، كما بينت الثورة البيضاء في فكر حزب العدالة والاصلاح كيفة إعادة هيكلة السلطة التنفيذية من خلال انشاء وزارات يحتاجها الواقع الافضل للاردن كوزارة للمغتربين وإخرى للتجارة الداخلية والتموين ووزارة للدفاع لا تدمج مع منصب رئيس الوزراء ، ووزارة مؤسسات المجتمع المدني ... كما تتحدث كذلك على دمج بعض المؤسسات كديوان الخدمة المدنية بوزارة العمل والتشغيل .
كما أظهر الكُتيب النضوج السياسي لحزب العدالة والاصلاح عندما اشار الى التشاركية الشعبية مع القيادة التي تُحيد العنف والارهاب وتدعو للتعقل والسلم منهجاً للتغير سمي بالثورة البيضاء ، وأي روعة أظهرها الفكر السياسي لحزب العدالة والاصلاح عندما أشار في ثورته البيضاء ، الى تشكيل حكومة ظل متفرداً وسباقاً بتلك الفكرة ، حيث يرى الحزب ان الثورة البيضاء تنضج عندما تكون الاحزاب والقوى السياسية خارج السلطة ، فإن عليها ان لا تلجأ الى العنف بل الى تشكيل حكومة ظل تراقب اداء كل وزارة وتضع هي التصور والسياسات والاستراتجيات التي تراها الافضل ، بحيث عندما يقدر الله عز وجل لها أن تتقلد زمام السلطة تكون جاهزة للعمل مباشرة .
لا شك ان عملية الاصلاح ستجد أمامها تحديات ومعوقات وعوامل للفشل ما لم يتمكن من مجابهتها وتحويل التحديات والمعوقات وعوامل الفشل إلى عوامل نجاح وذلك على النحو التالي:-
فالمزاودين والمنافقين ، وقوى الشد العكسي المرتبطة بأجندات أجنبية داخل الديوان الملكي وفي الجيش والامن والمخابرات والوزارات والحكومة والبرلمان والاحزاب والنقابات جزء من معوقات الاصلاح ، مما يستدعي تطهير هذه الفئة عن طريق التنمية السياسية ، كذلك التبعية السياسية والإقتصادية للبنك الدولي ولقوى الغرب من الشركات الاجنبية التي لها ضغط على القرار المحلي والحل هنا يكمن في الاهتمام بالموارد المحلية الأقل تكلفة ، كما أن سوء الادارة والخبرة في استغلال الموارد المائية والطاقة والتعدين من تحديات الاصلاح وتواجه بالأعداد بالتدريب واسستقطاب اصحاب الخبرات.
قضية الدستور وصيانته والمحافظة عليه من أكبر معوقات الاصلاح ، لذا يدعو حزب العدالة والاصلاح في ثورته البيضاء الى كتابة دستور تشارك في صياغته كافة قوى الشعب المخلصة من اجل دستور ملائم لسنوات وعقود قادمة للجميع ويدافع عنه الجميع عن قناعة ومحبة واخلاص وليس على اساس مصالح خاصة ونفاق ومجاملات.
ويرى الحزب بفتح الباب امام كافة الايدولوجيات لتتنافس على تطوير وبناء الاردن الجديد بما يتفق مع الثوابت الوطنية والدينية ، هو دعم لعملية الاصلاح وكذلك ينطبق الامر في تشجيع الاعلام الخاص البناء والمهني إلى جانب الاعلام الرسمي وإعطاء الاعلام الخاص الدور الحقيقي مع المعارضة في الداخل للمشاركة في كشف بؤر الفساد ودعم حركة الاصلاح .
ترشيد الاستهلاك وترشيد الطاقة وترشيد الاستيراد إلى اقصى حد ممكن لتوفير المال وتقليل الانفاق عن طريق تعاون القطاعين العام والخاص ، واصلاح حركة الوعظ الديني بما يتلائم مع خطط الإصلاح بعيداً عن الحروب الكلامية والتحريض او الزيف في الحقائق ، والحياد التام مع كافة دول الجوار ما لم يؤثر ذلك على الثوابت والامن الوطني ، كل ذلك من ابرز دعامات الاصلاح .
واشار الكتيب الى الغاء الامتيازات والاحتكارات وفتح باب المنافسة امام الجميع وأمام دول العالم في الشرق والغرب لما فيه مصلحة الاقتصاد الوطني والنمو السريع والمتوازن ، وتشجيع الحوار الوطني بين فئات الشعب في السياسة والاقتصاد والاجتماع وكافة مناحي الحياة للوصول إلى ارفع مستويات النمو والتقدم ، للوصول الى الاصلاح بثورة بيضاء .
تشجيع العمالة المحلية على حساب العمالة الوافدة في جميع القطاعات عن طريق الارشاد والتوجيه والتدريب وتكافؤ الفرص واستخدام الاختصاصات ، وتطوير المحاكم والقضاء والقوانين وسرعة البث في القضايا وتحقيق العدالة إلى ابعد حد ممكن لنشر الطمأنينة وتفعيل القوانين وتطويرها بما يتلائم مع مراحل الثورة البيضاء.
إنني على يقين أن واقع الاردن والاردنيين الان صعب جداً ، فنحن نعيش في أزمة على مختلف الصعد ولا أرى في الافق ما يبشر بتجاوزنا لحالة الاحتقان والاختناق التي يعيشها اردننا الغالي ، لعجزالحكومات المتعاقبة عن تقديم برامج واضحة تتطلبها حتمية التغير ، لذا فإن الثورة البيضاء التي يطرحها حزب العدالة والاصلاح مؤهلة لملئ هذا الفراغ التي صنعته حكومات الفشل .
hussamabc@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع