زاد الاردن الاخباري -
رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات، والتي تعتبر من الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع، إلا أن بيع هذه الألعاب ما يزال منتشرا بكثرة خلال الشهر الفضيل "بلا رقيب أو حسيب".
ويقوم تجار بـ"توفير" الألعاب النارية والمفرقعات وترويجها لمن يرغب، مع بيعها بكميات كبيرة على البسطات في وسط البلد، خصوصاً مع حلول شهر رمضان المبارك والأعياد.
وتشكل مثل هذه الألعاب خطراً ليس على مستخدميها فقط، بل على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها أيضاً لما تسببه من حروق وتشوهات قد تؤدي في بعض الأحيان إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة.
كما أنها قد تحدث أضرارا في الممتلكات العامة والخاصة جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على حاسة السمع عند الإنسان، خصوصاً طبلة الأذن، وبالتالي يسبب خللاً وظيفياً في عمل المخ، وفق اختصاصي جراحة العيون الدكتور إبراهيم النوايسة.
ويؤكد النوايسة أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات يعد "سبباً رئيسياً" للإضرار بالجسم، خصوصاً منطقة العين، فضلاً عن أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق "يضر" بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر؛ حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين.
وتعتبر الألعاب النارية أيضاً من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما خطر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تسبب أضرارا جسيمة، إضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجارها في حال كانت مخزنة بطريقة خاطئة.
وتقول أم أصيل، ربة منزل، إن هذه المواد تشكل خطراً على الأطفال وعلى مستخدميها وحتى المتواجدين في محيطها، مشيرة إلى أنها قد تسبب حروقا وتشوهات يمكن أن تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، فضلاً عن ما تحدثه من ضجيج، مطالبة الجهات المعنية بـ"تشديد" الرقابة على بيع واستخدام مثل هذه المواد الخطرة، ومنع استيرادها.
من جهته، يبين محمود الفلايلة، صاحب محل تجاري في جبل الحسين، أن استخدام الألعاب النارية أصبح عادة سلوكية "سيئة" عند بعض الأطفال، تلحق الأذى بالآخرين وتعكر حياتهم، ما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضى في الشوارع والأسواق.
ويضيف أن استهلاك آلاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات، يؤدي إلى استهلاك وتبذير كميات كبيرة من دخل الأسر، وبالتالي يؤدي إلى تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني، في المقابل يجني التجار أموالا ليست بالقليلة جراء تسويق وترويج وبيع مثل هذه الألعاب.
وللحد من هذه الظاهرة، تقترح الموظفة مها السعودي ضرورة أن تعي الأسرة مخاطر الألعاب النارية على أبنائها، وتنصحهم وتوجههم إلى الابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها.
وتشير إلى أنه يقع على عاتق الأسرة دور متابعة الأبناء وردعهم عن استعمالها ومحاسبتهم ومراقبة ما يقومون بشرائه.
ويبين معاذ عواد، أحد موظفي أمانة عمان الكبرى، أن هذه الظاهرة تزداد وقت أداء صلاة التراويح، حيث يقوم أطفال بالتجمع أمام المساجد ويبدأون بإطلاق الألعاب النارية والمفرقعات.
ويؤكد أن اللهو بهذه الألعاب أمام المساجد يسبب تعطيلا في أداء العبادة وإرباكا وإزعاجا للمصلين، ناهيك عن ما تسببه من إضرار بالأشخاص والممتلكات العامة والخاصة.
ويشدد على ضرورة أن يتحمل أولياء الأمور مسؤولياتهم من خلال توجيه وإرشاد أبنائهم وبيان خطورتها
فيما تدعو المهندسة آلاء منصور إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة وتوعية الأطفال بسلبياتها، فضلاً عن ضرورة تشديد الرقابة على أصحاب المحال التي تبيع مثل هذه الألعاب.
من جهته، بين مصدر مطلع في دائرة الجمارك العامة أن المفرقعات "لا يسمح بدخولها إلا بموافقة وزارة الداخلية"، مبيناً أنه عند وصول أي شحنة من المفرقعات يتم عرضها على وزارة الداخلية التي هي صاحبة الولاية في دخولها أو عدمه.
ويؤكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن "قرارات منع استيراد المفرقعات الصادرة من الوزارة مفعّلة وسارية"، مبيناً أن "دخولها يكون عن طريق لجوء تجار إلى المهربين ما جعلها متوفرة في الأسواق".
ويضيف المصدر إن هناك متابعة مستمرة من مديرية الشؤون الأمنية في الوزارة لحل هذه المشكلة
الغد