لا شك ان عاداتنا العربيه الاصيله وقيم مجتمعنا العريق وتعاليم الدين الحنيف تدعو الى اغاثة الملهوف وتفريج الكرب عن الانسان بغض النظر عن دينه وعرقه وفي حالات معينه يجب على المسلم مساعدة أخيه المسلم بل وحتى مساعدة غير المسلمين والوقوف الى جانبهم في المحن والكوارث والازمات
ولقد وقف الاردن بامكاناته المحدوده دوما الى جانب الاخوه العرب ابتداء بنكبة فلسطين ونزوح الاشقاء الفلسطينيين الى الضفه الشرقيه ووقوف الاردن الى جانبهم وما تبع ذلك من اجراءات عبر السنين حتى صاروا جزءا لا يتجزأ من الوطن نفتخر ونعتز بانتماء الشرفاء منهم لتراب البلد الغالي ...ونحن هنا لا ندعو ان يكون لديهم انتماء للاردن على حساب الانتماء لفلسطين التي هي عروس العروبه ومهبط الانبياء والتي يقع واجب تحريرها على الامه كلها ويجب ان ترنو قلوب المسلمين نحوها...وقد يقول البعض ان الامر متداخل فكيف يكون الانتماء لفلسطين وللاردن معا والجواب واضح وليس صعب جدا ولا هو عباره عن معادله كيميائيه و هو اننا جميعا عرب ومسلمين وبلادنا هي بلاد واحده..تاريخ مشترك ونضال مشترك...الفلسطيني ينتمي لبلده ولا ينسى قضيته التاريخيه وبنفس الوقت لا يجب ان يكون نصيب الاردن من ذلك هو نكران الجميل...وبنفس الوقت الاردني ينتمي لبلده الاردن ويحب فلسطين ايضا كبلد جريح تقع مسئولية تحريره على جميع العرب والمسلمين ولا شك ان الاقصى الجريح لا يحمل الجنسيه الفلسطينيه بل هو لجميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها
ثم بعد ذلك جاءت الازمه العراقيه وما تبعها من تداعيات تحملها الشعب الاردني ودفع ثمنها...وأخيرا جاءت أزمة اشقائنا السوريين ..نأمل من الله العلي القدير أن يعجل لهم بالفرج القريب
لفت انتباهي وانا اتابع الاخبار منظر مخيم الاشقاء السوريين النازحين من بلادهم الى الاردن وقد كتبت على احدى الخيام عباره تدل على عدم الرضى والعباره هي "الربع الخالي" والذي قام بكتابتها يريد ان يوصل رساله تتضمن عدم الرضى عن المخيم وانه يقع في الصحراء والخدمات متدنيه...الذي أريد أن أقوله هنا هو ان هؤلاء اللاجئين فروا بحياتهم من الة القتل التي تلاحقهم الى بلد الامن والامان واحترام انسانية البشر وقد قدم لهم الاردن ما يستطيع حسب امكاناته وقدم لهم الشيء الاكثر أهميه في الموضوع وهو الملجأ الامن ..وقد رأينا مرارا كيف يدخل هؤلاء اللاجئين عبر الحدود ومن نقاط غير حدوديه وذلك تحت حماية الجيش الاردني البطل الذي يستحق الاحترام والتقدير على ذلك وكيف قامت قواتنا الباسله باسعاف الجرحى منهم ومعالجتهم في المستشفيات الاردنيه..وكادت هذه الامور ان تشعل حربا لا سمح الله..اذن ما الذي يريده الذي كتب هذه العباره؟؟؟ هل كان من المتوقع مثلا ان تقوم الدوله عندنا باسكان هؤلاء اللاجئين في قصور في منطقة عبدون مثلا؟؟ في حين ان الكثير من ابناء الشعب الاردني نفسه لا يجد المسكن في ظل انتشار الفقر والبطاله
لا شك ان مساعدة من فر من بحياته وعرضه هو واجب ديني وأخلاقي وانساني...وهوعندما يفر بحياته وعرضه من بلد لا قيمة للانسان فيه ولا كرامه يجب ان يجد يدا تمتد اليه ولكن بالمقابل يجب ان لا نطلب المستحيل وليس من الاخلاق ان يكون نصيب البلد الذي فتح ابوابه له هو نكران الجميل ...قد تكون العباره هي عباره عابره ولا تعبر عن وجهة نظر الجميع وقد يقول احد أنها ليست ذات قيمه ولكنني فقط حاولت أن أقرأ ما بين السطور...ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
هناك الكثير من التعليقات التي تصدر من البعض وتقول انه لم يعد يوجد مكان للمواطن الاردني نفسه...اقول اننا جميعا عرب ومسلمين يجب ان نحترم بعضنا وان الله قد أنعم علينا بالامن والآمان في بلدنا الحبيب ودوام الحال من المحال فماذا لو كنا مكان هؤلاء لا قدر الله؟؟
ماذا كان يضير الاخ الذي كتب هذه العباره لو كتب مكانها عبارة شكر مثلا او ايه قرانيه كريمه تدعو للمحبه والاتحاد بين الشعوب او انه على الاقل لم يكتب شيئا بدلا من الاساءه لبلد احتضنه وأنقذ حياته بعد الله سبحانه وتعالى...وكيف تسمح الدوله عندنا بكتابة مثل هذه العبارات وحتى نشرها على شاشات التلفزه...يرجعني هذا الموضوع بالذاكره للوراء قليلا الى مقابله مع سمو الامير الحسن أطال الله في عمره عندما قال عباره لم يرضى عنها الكثيرين وهي عبارة"كثر التهلي بجيب الضيف الوسخ" ومن المعروف عن سمو الامير انه من المفكرين والعباقره في عصرنا هذا ولديه خبره طويله وحكمه..وانا بالفعل أرفع لمقام سموه كل التمنيات بالصحه وأقول له يا سيدي يا سمو الامير:لقد كنت أكثر من حكيم