لاجئون سوريون: بيوتنا دهمت وشبابنا قتلوا وقرانا أصبحت مهجورة !!

اللاجئون السوريون ينزحون للأردن بعد تشريدهم وتهجيرهم من منازلهم

زاد الاردن الاخباري -

يستقبل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في كل يوم المزيد من اللاجئين الذين تتعرض مناطقهم لقصف عسكري عنيف وقتل من قبل قوات النظام السوري.

ورصدت "العرب اليوم" خلال جولتها في حرم المخيم الأعداد المتزايدة من اللاجئين الهاربين من محافظاتهم السورية بسبب الأحداث الجارية هناك ، حيث التقت العديد من اللاجئين السوريين لمعرفة الأوضاع التي جعلتهم ينزحون إلى الأراضي الأردنية.

وتحدثت اللاجئة أم رائد والدموع في عينيها قائلة" إننا تركنا منازلنا هربا من الموت ولجأنا إلى الأردن للهرب من عمليات القتل والتهجير التي تشهدها بلادنا ".

واضافت "ان وضع قريتنا في درعا مأساوي جراء ما تتعرض له من مداهمات عشوائية واعتقالات لأبنائنا من قبل قوات النظام السوري التي حولت القرية إلى منازل مهجورة لا يستطيع احد تحمل ما يجري.

وعن مستوى الخدمات المقدمة في المخيم تقول ام رائد ان هناك نقصا في بعض الخدمات الأساسية وخاصة حليب الأطفال والعلاجات الصحية وغيرها.

أما الحاج احمد فايز والذي هرب بأعجوبة من ادلب فقال " لولا الأردن والذي احتضن أشقاءه السوريين لأصبحنا الان في أعداد القتلى نظرا لما تشهده سوريا من قصف عنيف وحرب دموية لا يمكن وصفها لما نشاهده يوميا من قناصة على بيوتنا والذين يوجهون أسلحتهم اتجاه المواطنين الأبرياء ..ويقول فايز والدموع في عينيه "لا يعقل الاستمرار على هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري ودون أي تدخل دولي لحماية الأبرياء من عمليات القتل وهدم البيوت على قاطنيها ".

واضاف إننا في مخيم الزعتري شعرنا بالأمان ولكن لا بد من توفير الخدمات الأساسية للاجئين الذين ما زالوا يتدفقون الى هذا المخيم لاستمرار عمليات القتل والتهجير في سوريا.

اما الام الثكلى أم حسن والبالغة من العمر 65 عاما والتي فقدت ابنيها الاثنين اللذين قتلا على يد النظام السوري في درعا "ان سوريا لم تعد كما كانت سابقا فأصبحت مدنا مدمرة وجبهات قتال فالجميع يقتل ويعتقل ولا بد من وقف هذه المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري ، لان العائلات السورية هجرت بيوتها والشباب هربوا والأطفال مشردون فكيف لنا تحمل ذلك..جئنا إلى الأردن لنحمي أنفسنا من عمليات القتل والتشريد ".

أما عن وضع الخدمات في المخيم فأكد العديد من اللاجئين معاناتهم لنقص الخدمات في الخيم التي تم بناؤها في الصحراء وانتشار الغبار الكثيف ما يوثر على الأوضاع الصحية للاجئين اضافة الى النقص في خدمات الماء والكهرباء مطالبين بضرورة توفير الخدمات الأساسية كافة للمخيم لضمان بقائهم في الموقع لحين عودتهم إلى بلادهم سالمين.

وقال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أيمن المفلح ان هناك تحديات كبيرة تواجه المخيم منها مشاكل ارتفاع درجات الحرارة والغبار الكثيف وتواجد الحشرات ، الأمر الذي دفع إدارة المخيم إلى وضع بدائل وإجراءات وقائية للحد من هذه المعاناة ومنها العمل على توفير بيوت جاهزة بديلة للخيم والتي بدأنا بتجهيزها.

واوضح ان الكرفان الواحد يتسع لخمسة أشخاص ويبلغ تكلفته قرابة 2500 دينار وتم تامين بعض هذه البيوت من المتبرعين وأهل الخير ونسعى في الأيام القادم للبحث عن داعمين لهذه الغاية بسبب الكلف العالية التي يحتاجها توفير مثل هذه البيوت الجاهزة .

وأشار المفلح إلى ان الهيئة وبالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين السوريين تقدم خدمات إيواء اللاجئين من خلال العمل كفريق واحد من اجل الاستمرار في استقبال الأعداد المتزايدة منهم وذلك من خلال القيام بتسجيل الداخلين للمخيم ومنحهم الخدمة المتوفرة وحسب آلية تم وضعها لهذا الغاية ، موضحا ان المغرب الشقيق تبرع بمستشفى ميداني سيصل في الأيام القادمة والذي سيسهم في التخفيف من عمليات تحويل الحالات الطارئة إلى المستشفيات الحكومية إضافة إلى وجود المستشفى الايطالي في مدينة المفرق والذي يقدم الخدمات العلاجية والصحية للمرضى والمراجعين من اللاجئين السوريين .

العرب اليوم